آرام الاول في ذكرى الابادة الارمنية: اليوم هو تجديد نضالنا للمطالبة بحقوقنا المشروعة

أقيم مهرجان خطابي بحضور أكثر من عشرين ألف شخص في كاثوليكوسية الأرمن الأرثوذكس في أنطلياس، بعد وصول المسيرة التي كانت انطلقت من برج حمود السادسة والنصف من مساء اليوم بتنظيم من الأحزاب الأرمنية الثلاثة: الطاشناق الهنشاك والرامغافار، في ذكرى مليون ونصف المليون شهيد.

وشارك في المسيرة وزير السياحة اواديس كيدانيان، وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، وزير الشؤون الاجتماعية ريشار كيومجيان، سفير ارمينيا في لبنان فاهاكن اتابيكيان،النواب : امين عام حزب الطاشناق النائب هاكوب بقرادونيان، هاكوب ترزيان، الكسندر ماطوسيان، نديم الجميّل، ادغار معلوف، مطران الأرمن الأرثوذكس في لبنان ناريك ألييمزيان، ممثل عن السفير السوري، ممثلون عن الاحزاب اللبنانية، نواب ووزراء سابقون، رئيسا بلديتي برج حمود وعنجر، ممثلو الجمعيات الارمنية الخيرية والاجتماعية والكشفية.

بعد وضع الأزهار على النصب التذكاري للابادة والنشيدين الوطني اللبناني والأرمني، ألقى كلمة الاحزاب الارمنية الثلاثة هاكوب هنديان شدد فيها على ان "واقعة الإبادة لا يمكن انكارها والاعتراف بها ضرورة وهي اول ابادة في القرن العشرين والشعب الارمني سيظل يطالب بالاعتراف والتعويض حتى الوصول الى حقوقه المشروعة".

بعد ذلك رفع كاثوليكوس الأرمن الارثوذكس لبيت كيليكيا آرام الاول الذي كان ترأس قداس الذكرى عند الثامنة والنصف من صباح اليوم، صلاة في المناسبة، ثم وجه كلمة الى الأرمن في جميع أنحاء العالم أمام النصب التذكاري لشهداء الإبادة، تحت عنوان"24 نيسان: يوم للتذكير والإمتنان والمطالبة" قال: "أيوجد أرمني في هذا الكون لا يعرف المدلول الحقيقي والرسالة الخاصة لهذا اليوم؟ 24 نيسان هو يوم التذكير والإمتنان والمطالبة".

أضاف: " بهذا الإدراك والإلتزام يجدد الشعب الأرمني اليوم وفي كل أنحاء العالم إيمانه ورجاءه ويعزز عزمه ونضاله من أجل استرجاع حقوقه المغتصبة".

وتابع: "اليوم هو بداية للتذكير لكل فرد يجري في عروقه دم أرمني أصيل بأنه ينتمي الى شعب وقع ضحية للابادة، فعليه البقاء وفيا لنداء دماء شهدائه في كل ظروف حياته ويطالب بحقوقهم المشروعة".

وأردف: "يوم للتذكير لفاعليات القضية الأرمنية والأحزاب السياسية أن يرفعوا القضية الأرمنية آخذا بالإعتبار المتغيرات الراهنة بسياسة توازن المصالح الجيوسياسية العالمية لتحقيق الإعتراف الدولي للابادة الأرمنية مع إعطاء أهمية خاصة لتعويض حقوق الشعب الأرمني".

وقال: "يوم للتذكير لجمهورية أرمينيا كونها صاحبة القضية الأرمنية الشرعية، أن تعطي الأولوية في سياستها الخارجية لمتابعة حقوق الشعب الأرمني كما جاء في البيان الرسمي لإعلان مئوية الإبادة الإرمنية وفعاليات الإنتشار الأرمني".

أضاف آرام الأول: "يوم لتذكير منفذ الإبادة الأرمنية، أي تركيا، بأن تعازيه لأحداث 1915 للمتوفين الأرمن في ظروف الحرب حسب تعبيره، ليست مقبولة لشعبنا أبدا. إن الجريمة المخططة والمنفذة من قبل الدولة العثمانية التركية في عام 1915 هي إبادة جماعية، وهذه الحقيقة ليست قابلة للبحث أو المناقشة أو التفاوض بالنسبة للشعب الأرمني".

واعتبر أن "اليوم هو أيضا يوم الإمتنان، للبنان ولكل الدول العربية والإسلامية الذين لم يشاركوا قوتهم وخبزهم مع الناجين من الإبادة الأرمنية فحسب، بل. دافعوا أيضا عن حقوق الشعب الأرمني. إمتنان لكل برلمانات الدول التي اعترفت رسميا بالإبادة الأرمنية".

أضاف: "وامتنان لكل المسؤولين رسميين وسياسيين الذين خصصوا يوما لذكرى الإبادة الأرمنية أو من خلال تصاريحهم وبياناتهم أكدوا تضامنهم ودعمهم للقضية الأرمنية المحقة والعدالة. إمتنان لكل المفكرين بمن فيهم مفكرون أتراك الذين من خلال التعبير أو الكتابة أكدوا الحقيقة التاريخية غير القابلة للجدل للابادة الأرمنية".

وتابع: "وأخيرا، اليوم هو أيضا وبالأخص يوم تجديد نضالنا للمطالبة بحقوقنا المشروعة مطالب كل أرمني، مطالب كل طفل أرمني سيولد. إننا مطالبون لأن الإبادة الجماعية الأولى في القرن العشرين المرتكبة بحق شعبنا تبقى لغاية اليوم من دون عقاب وحقوقنا تبقى مغتصبة".

وقال: "إن القانون الدولي، المعترف به حتى من قبل منفذ الإبادة، يؤكد بوضوح بأن مجزرة بحق شعب بأكمله هي إبادة. بأن الإبادة جريمة، لذا فإن مخططي ومنفذي هكذا جرائم يعاقبون بأقصى العقوبات. بأن التنديد بالإبادة والاعتراف بها يجيز حتما التعويض لها".

أضاف: "لذا، إننا وفي ضوء مقررات القانون الدولي نطالب بحقوق شعبنا المتجاهلة لا يمحوها مرور الزمن إن بولس الرسول المضطهد من أجل الحقيقة والعدالة ناشد قائلا: اخدموا والعدالة" .

وتابع: "وفي هذه اللحظة وأمام رفات شهدائنا القديسين بدورنا نضم نداء شهدائنا وشعبنا لنداء الرسول بولس ونناشد كافة المسؤولين في العالم: اخدموا والعدالة. لا تدعوا العدالة ، التي هي جوهر حقوق الإنسان والقيم الإنسانية، أن تتحول إلى ضحية المصالح الجيو سياسية الدولية المؤقتة" .

وقال: "لا تدعوا مرتكب الإبادة أي تركيا أن تضلل الرأي العام الدولي بوجوه مقنعة وأن يحاول إفشال الخطوات الجريئة والإيجابية لصالح القضية الأرمنية بتهديداتها المعهودة".

وختم: "لن يسكت صوت شعبنا المطالب ولن تقف مسيرة نضالنا حتى إحقاق العدالة. هذه هي رسالة شهدائنا المليون ونصف المليون. هذا هو العهد المقدس لأبناء شهدائنا".