الصايغ خلال ندوة في إقليم جبيل مع الدكتور مكرم رباح: سنواجه ثقافة التطرف ضد لبنان بالفكر الحر والتنوع الثقافي والتعددية السياسية

اقام اقليم جبيل الكتائبي ندوة تاريخية سياسية للدكتور مكرم رباح المحاضر في الجامعة الاميركية _ بيروت وهو كاتب ومؤرخ وباحث له عدة ابحاث ومنشورات.

تمحورت الندوة حول كتابه الأخير " النزاع على جبل لبنان" وذلك بحضور النائبين من كتلة الكتائب الدكتور سليم الصايغ والشيخ نديم الجميّل ومستشار الرئيس ميشال سليمان الصحافي بشارة خير لله ورؤساء البلديات السادة عبدو عتيق، بشير فرام ورستم صعيبي والمخاتير السادة جورج حبيب، عبدو نصر، اديب صليبا، وديع نوفل، ميشال الحاج ، حنا بركات، شربل زيادة ، جوزف القدوم واعضاء المكتب السياسي الكتائبي ارز فدعوس رستم صعيبي وبشير عساكر، مدير متحف الاستقلال جوي حمصي، عضو لقاء "سيّدة الجبل" المحامي إيلي كيرلّلس، الدّكتور نوفل نوفل، المهندس روكز زغيب، المحامي أنطونيو فرحات، الناشط السياسي أمير المقداد، الفنان أسعد رشدان، ورؤساء اقاليم كتائبيين إلى جانب نخبة من المثقفين والباحثين ومن الوجوه السياسية والانمائية والفنية من أبناء المنطقة ورؤساء الاقسام والرفاق.

بعد النشيدين اللبناني والكتائبي تخلل اللقاء كلمة ترحيبية من رئيس اقليم جبيل الكتائبي الرفيق حليم الحاج نوّه فيها بجرأة الدكتور رباح وبالجهود التي بذلها لإنتاج هذا الكتاب كما وأعلن عن إطلاق الاقليم لسلسلة محاضرات تثقيفية دورية هدفها تعزيز ثقافة اللا خوف و المواجهة بذكاء وصلابة.

ثم تحدث النائب الصايغ عن مواجهة الهجمة الثقافية على لبنان، وهي عميقة الاثر وتهدد الشخصية اللبنانية في كينونتها، فهي هجمة التطرف لتفتيت الفكرة اللبنانية، شارحا ان تهديد السلاح خطير جدا لكنه عابر كما ان تهديد الأخطار الاقتصادية والمادية كبيرٌ ومهم لكن طرق مواجهتها معتلمةٌ ومعروفة. انما المواجهة الثقافية والأخلاقية التي تضرب العقل وتفسد الروح وتهمِّش القيم الاجتماعية والإنسانية فهي اليوم في حالةِ تعبٍ وترهلٍ وانكفاء. لبنان وطن قيمته بذاته وذاته بدوره كما ان دوره من ذاته، فإذا ما فقد المعنى فقد ذاته وقيمته. بالتالي لا معنى للبنان من دون رسالته الحضارية ولا رسالة حضارية من دون فرادة الشخصية  اللبنانية التي يحاول المتطرفون ان يطمسوها وهم كثر،  من أعداء الخارج وخصوم الداخل. تبدأ هذه المواجهة بالاعتراف بأهمية الخصوصية اللبنانية والمخاطر المحدقة بها، مرورا بوضع خطة شاملة للمحافظة على الفكرة اللبنانية وصولاً إلى نهضة كبيرة تعزز ثقافة الحوار بين الثقافات وتحويل "لبنان المنصة " إلى  "لبنان المنارة" للإنسانية جمعاء . ان هذا التصور لا يقوم إلا ببناء شراكة وطنية حقيقية على قدم المساواة بين المواطنين واحترام فعلي ومتبادل بين المجموعات الثقافية المؤسسة للبنان وتعزيز وإنماء الفكر الحر والناقد المؤصل بماهية لبنان والمُجنح بالحداثة والعالمية. هنا تبرز اهمية هذا اللقاء الذي يستضيف الاستاذ مكرم رباح الذي دخل في مؤلفه عمقَ التجربة اللبنانية انطلاقا من التفاعل بين الدروز والموازنة في جبل لبنان. نقرأ في كتابه سردية موضوعية تفتح آفاقاً كبيرة لإذكاء الفكرة اللبنانية ونقدِها ونقدِ نقدها في عملية ابداعٍ حضارية تعيد تثبيتَ الأصالة من لبنان وتشذٍّب في آنٍ أغصانَه اليابسة. نحن هنا في قلب المواجهة الثقافية لتفعيل المشتركات التي تعزز الوعيُ الجماعي الذي من دونه لا نشوء ولا ارتقاء للمجتمعات والأوطان.  
وتطرّق إلى أهمية المحافظة على التعددية السياسية والتنوع الثقافي مؤكدا :"نحن أبناء الحرية وأمّها وأبيها" كاشفاً عن عدّة شغل جديدة لمواجهة ثقافية انطلاقا من مدينة الحرف جبيل.

من ثم استهل الدكتور رباح ندوته بعرض مراحل نضاله الفكري والسياسي وظروف نص وتكوين هذا الكتاب داعياً الحضور إلى قراءته في سياقه الصحيح معتبراً أن اصداره كان مستحيلاً في ظل الوصاية السورية .وشدد رباح في الندوة التي استمرت اكثر من ساعة ونصف الساعة على أهمية الحوار المفتوح والبناء الذي لم يتوقف خلال سنوات الحرب وقد تبيّن ذلك في ابحاثه وفي الشهادات الشخصية وأكد على أهمية مواجهة الفكر الشمولي الذي لم ينجح بالسيطرة على لبنان في كل المراحل السابقة و ما يشهده لبنان اليوم من غطرسة واستبداد ونشر للفكر الايديولوجي المناقض لفكرة تأسيسه سينتهي.

وتناقش بعدها الحاضرون والدكتور رباح حول ما قدمه وحول مضمون الكتاب.

وفي الختام شكر رئيس الاقليم الحضور على أمل اللقاء في حلقات تالية.