العلاقة بين فصائل الممانعة: ما قبل 7 تشرين ليس كما بعده!

بالتزامن مع الاتصالات الجارية لمحاولة ارساء هدنة في قطاع غزة قبل حلول شهر رمضان، اعلن رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية أن "الحركة تبدي مرونة في المفاوضات مع إسرائيل ومستعدة في الوقت نفسه لمواصلة القتال". وقال "على العالم العربي التحرك لإنهاء التجويع في غزة". ودعا هنية "الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية للتوجه إلى الأقصى في أول أيام من رمضان"، كما طالب "محور المقاومة بتكثيف دعمه لغزة".

تأتي هذه الدعوة، التي تدل وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، على ان المحور الممانع في المنطقة، "خذل" حركة حماس بعد 7 تشرين، حيث كانت تتوقع منه دعما أكبر عسكريا، بعد ان نُسب الى قائد حماس في غزة يحيي السنوار، كلام يعكس الجوّ ذاته.

فقد كشف النقاب عن وثائق قال الجيش الإسرائيلي إنه عثر عليها في خان يونس، تفيد بأن السنوار، كان متأكدا من أن حزب الله سيفتح جبهة قتال جديدة ضد إسرائيل عقب عملية "طوفان الاقصى". ونقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن الوثائق تكشف أن السنوار أخبر معاونيه أن حزب الله سيفتح معركة جديدة موازية للهجوم الذي نفذته حماس على إسرائيل. وفي وثيقة تحدثت عنها الصحيفة، كتب السنوار إلى شركائه "لقد تلقينا التزاما بأن المحور سيشارك في مشروع الحرية العظمى، نظرا لطبيعة العلاقة التي نعمل عليها"، وفق ما نقل موقع "إسرائيل ناشيونال نيوز". وحسب الصحيفة، تبين وثائق إضافية أن السنوار قال إنه تلقى التزاما من حزب الله بأنه سيحارب إسرائيل في الشمال، بالتوازي مع عمليات حماس، وحتى محاولة التسلل إلى إسرائيل وغزو المدن في منطقة الجليل، وفق الموقع.

قبل هذه المعطيات بأشهر، وفي كانون الاول الماضي، نشرت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية تقريراً قالت فيه إن السنوار غاضب من "حزب الله" لأنه نكث عهده، ولكن "حزب الله" أيضاً غاضب منه لأنه لم يبلغه مسبقاً بالهجوم في 7 تشرين، وغاضب على إيران "لأنها لم تبلغه بخطة (حماس)".

أذرع الممانعة تنفي هذه المعلومات وتضعها في اطار دق اسفين بين "الاخوة". لكن، وفق المصادر، "لا دخان بلا نار"، والاكيد ان "طوفان الاقصى"، خَلَق بلبلة قوية، كي لا نقول اكثر،  داخل البيت "المقاوم"... وبعد سكوت المدافع في غزة والمنطقة، ستكون جردة حساب بين هذه الفصائل كلها، وستخضع العلاقة بينها لتقويم وتأهيل، وقد لا تعود هذه العلاقة، بعد 7 تشرين، كما كانت قبله.