بين الحقيقة والبروباغندا... الصايغ يكشف لـkataeb.org حقيقة أنفاق حزب الله في جبيل

منذ أيام قليلة، نشرت صحيفة "غلوبز" الإسرائيلية تقريرًا جديدًا تحدثت فيه عن أنفاق "حزب الله" في لبنان، مشيرة إلى أن تلك الأنفاق خطيرة جدًا وأكبر وأعمق وأكثر أهمية من أنفاق حركة "حماس" في قطاع غزة.

وأشار التقرير إلى أنّ بناء الأنفاق في لبنان تمّ بمساعدة مالية من إيران وبواسطة خبرات من كوريا الشمالية تمت الإستعانة بها.

توازيًا، نشر معهد "ألما" للبحوث والدراسات الإسرائيلي، فيديو يُظهر وجود أنفاق وأسلحة لـ"حزب الله" في قضاء جبيل على طريق تربط حدث بعلبك في البقاع حيث تقع مناطق نفوذ "حزب الله"، بالبحر الأبيض المتوسط مرورًا بجرد العاقورة، وأثار الفيديو ردود فعل وقلقًا من قبل الأهالي بحيث لم تعد أنفاق حزب الله تقتصر على الجنوب اللبناني، بل تمتد إلى ما هو أوسع، حتى الحدود اللبنانية السورية.

في مقابلة خاصة لـ"kataeb.org" مع عضو كتلة الكتائب النيابية النائب الدكتور سليم الصايغ، اعتبر أنه "ليس علينا أن نتفاجأ عندما يتم الحديث عن أي خبر يتعلّق بأنفاق لـ"حزب الله" في لبنان، لأن لا شيء مخفيّ، والحزب يؤكد على لسان أمين عامه امتلاكه 150 ألف صاروخ من الطبيعي تخزينها في مكان ما داخل لبنان".

وأشار الصايغ الى "أننا  تداركنا الوضع بسرعة، وكشفنا على موقع "الأنفاق" وتواصلنا مع الأجهزة الأمنية وقيادة الجيش، وتأكدنا أن هذه الأنفاق التي ظهرت بالصور والفيديو هي أنفاق مدنيّة، ليس لها أي وجهة عسكرية، وهي تعود الى مشروع سدّ جنة ولوزارة الطاقة".

وأكدّ النائب الصايغ ألّا ضرورة للخوف من هذه الأنفاق بالتحديد، انما الأمر أصبح شائعًا بوجود أنفاق أخرى لـ"حزب الله" وهذا أشد خطورة.

وقال: "موقفنا من هذا الأمر واضح جدًّا، فهذه المنطقة وأمنها بعهدة الدولة اللبنانية والجيش اللبناني فقط لا غير، فلا "عدو" ولا "تحرير" ولا "أراضي متنازع عليها"  في جبيل".

تابع: "الرسالة التي نوجّهها إلى قيادة الجيش المؤتمنة على حفظ الأمن داخل البلد، ألّا تسمح بأن يتحوّل لبنان إلى منصة صواريخ ضد أي أحد، خصوصًا أنّ هناك خلافًا لبنانيًا كبيرًا وأغلبية الشعب اللبناني ترفض جرّ لبنان إلى حرب ولا تريد سوى حماية الجيش اللبناني دون الشراكة مع أحد".

عضو المكتب السياسي الكتائبي بشير عساكر أكد بدوره أن المعاناة التي يواجهها أهالي جبيل على الأرض ليست وليدة اليوم انما بدّأت منذ بداية الحرب، وكان لدينا تخوّف دائم من هذا الإمتداد الشيعي في مناطق جرود جبيل من ناحية مجدل والعاقورة وصولًا الى البقاع.

أما في ما خصّ الأنفاق التي ظهرت في الفيديو الذي نشره الجيش الإسرائيلي منذ أيام قليلة، فلفت الى أن "الدراسات العلمية تشير الى أن هذه الأنفاق من جانب سدّ جنة – قرطبا أُقيمت لأغراض الصيانة ولحاجة السدّ من تصريف المياه، ولكن ما تبيّن من خلال تقارير مصوّرة لوسائل إعلامية عدة أن ليس هناك اي ظهور عسكري، فربما قد يكون هذا الفيديو بروباغندا إعلامية لتهديد لبنان".

وقال: "على الأرض، لا نرى أي ظهور عسكري لحزب الله على الرغم من وجودهم وحضورهم خصوصًا في "لاسا" و"أفقا" وصولًا الى الساحل، بحيث هناك مناطق شيعية كـ "كفرسالا" التي باتت تُعرف بـ"بيئة شيعية" تابعة لحزب الله".

وأضاف: "يحاول "حزب الله" ربط المناطق الشيعية ببعضها البعض من دون المرور بالمناطق المسيحية، وهذا ما لم يستطيعوا فعله في العام السابق في مناطق "الغابات" وجوارها بسبب وقوفنا بالمرصاد".

وأشار في حديثه إلى "إشكال مسلّح قد حصل منذ ثلاث سنوات تقريبًا، بين أهالي مجدل وأهالي أفقا وبعدها هدأت الأمور بين أهالي المنطقتين".

واعتبر عساكر أن "الخوف هو ممّا يتمّ القيام به والتحضير له في السرّ، لذلك نطالب ببسط الدولة سيطرتها على كامل الأراضي اللبنانية وحصر السلاح بيد الجيش اللبناني من أجل الوقوف في وجه هذه الإعتداءات"، مؤكدًّا أننا "لا نريد العيش في مناطق غير مستقرّة وغير آمنة".

وقال: "نحن نريد أن نبني دولة وليس أحزابًا مسلّحة، فالدولة لا تُبنى بحزب مسلّح يأخذ قرارات مصيرية منفردًا، ويحتكر قرار الحرب من دون الأخذ برأي السلطة السياسية والجيش اللبناني ويورّط لبنان بمعارك هو بالغنى عنها في الأصل".

ولفت عساكر الى أن "جماعة حزب الله على معرفة تامة أنها تملك فائضًا من القوة، وأنها متجذرة في السلطة وتحلّ مكان الدولة مستفيدة من الفراغ في المؤسسات العامة ولا سيّما رئاسة الجمهورية من أجل تنفيذ أهدافها العسكرية والإقليمية لمصلحة إيران".

واعتبر أن وجود "حزب الله" في جرود جبيل، وعدم معرفة ما يمكن أن يفعله الإسرائيلي، يزيد تخوفنا من أن يمتد الإعتداء الإسرائيلي الى مناطق أخرى تابعة لـ "حزب الله" بما فيها جرود جبيل، ما يعرّض لبنان لحرب شاملة، وهذا لن نقبل به لا في الجنوب ولا في جبيل".

واشار الى أن التوضيح الذي أصدرته وزارة الطاقة في بيان لها في الأمس غير كافٍ، لأنه توضيح تقني بهدف تبيان حاجات السد، حيث برّرت وجود هذه الأنفاق لاستخدمات الصيانة"

وقال: "اليوم الوزارة لا تستعين بهذه الأنفاق ولكن ربما ستستعمل لأهداف أخرى، لذلك على الدولة أن تطمئن المواطنين وأهالي المناطق في جرود جبيل إلى أن هذه الأنفاق لا تعود لـ"حزب الله" اضافة الى توضيح كامل من قبل الجيش اللبناني وتواجده في تلك المنطقة تأكيدًا لدوره بفرض الأمن، اضافة إلى إلزامية وجود رقابة عليها ومعرفة من يستخدمها، فهناك مصادر تقول إنه حتى وزارة الطاقة غير مستفيدة منها حتى الآن".

وأكدّ عساكر "أننا لسنا دروعًا بشرية لـ"حزب الله" وأسلحته، فلنا استقلاليتنا وحريتنا وكلمتنا وموقفنا واضح، أما اذا كان هناك بعض الفئات المسيحية تريد أن تكون "أهل ذمة" فلتكن دروعًا بشرية لحزب الله وحدها".

من ناحية ثانية، كشف عساكر عن "وجود "محميّات" تابعة لحزب الله، لا يستطيع أحد الدخول اليها، حتى الدولة، ولا سيما في أفقا ولاسا والجرود، ويمكن أن تكون هذه المحميات مخازن أسلحة لحزب الله".

وفي الختام، أكد ان الخوف والقلق من أن يصبح سلاح الحزب ووجوده في جبيل وكسروان ذريعة لإلهاء اسرائيل عن حرب غزة لتشمل من بعدها المناطق اللبنانية كافة وندخل بحرب شاملة.

وفي اتصال هاتفي مع رئيس بلدية المزاريب وعرستا السيّد بشير افريم، أكد أن هذه الأنفاق تابعة لسدّ جنة، انمّا الطريق الذي يربط بها حزب الله مناطقه الشيعية من البقاع مرورًا بجرود جبيل، وصولًا الى الساحل الشمالي حتى عمشيت هو أمر معروف وواضح منذ زمن بعيد.

كما اعتبر أنه "لا يمكننا توقّع ما سيفعله "الإسرائيلي" في هجماته وعدوانه على لبنان، وتصريحاتهم المستمرة حول أنفاق حزب الله في جبيل تزيد الموضوع خطورة، بخاصة اذا كانت النية بإشعال فتنة بين المسيحيين والشيعة في مناطق جرود جبيل أو حتى داخل الطائفة الشيعية نفسها".

في النهاية، اذا كان الفيديو صحيحًا وهناك مخازن أسلحة في جرود جبيل فهذا خطير، ولكن إذا أرادت إسرائيل الفتنة بين المسيحيين والشيعة ونشرها لفيديو مركب بهدف دعاية سياسية عسكرية فهذا أخطر، فالموجود في السرّ غير الموجود في العلن، فإلى متى سنبقى هدفًا عسكريًا لإسرائيل من جهة ورهائن لـ"حزب الله" من جهة أخرى؟"