تناول الفيتامينات بجرعات زائدة فانتهى به المطاف في المستشفى

قد تعكس المقولة "كلّ شي زاد بالمعنى نقص" على هذه الحادثة، فاستهلاك الفيتامينات والعناصر الغذائية من دون استشارة طبية قد يتحوّل إلى كارثة صحية. صحيح أنّ لهذه الفيتامينات والمكملات دوراً رئيسياً في حياة البعض لتعويض هذا النقص، ولكن بشروط، وإلّا فنحن أمام مأزق حقيقي.
 
ما جرى مع هذا البريطاني قد يكون إنذاراً صحيّاً للأشخاص الذين يستهلكون #المكملات الغذائية بطريقة عشوائية. إذ لجأ بريطاني إلى تناول كوكتيل من الفيتامينات والعناصر الغذائية بجرعات زائدة وانتهى به المطاف في المستشفى بعد معاناة من تقيّؤ متكرّر، وآلام في البطن.
 
وهي ليست المرة الأولى التي تكون فيها المكملات الغذائية، التي من المفترض أن تعيد التوازن مع الفيتامينات والعناصر النادرة، مسؤولة عن المشاكل الصحية. ففي الآونة الأخيرة حذّرت l'Anses من المخاطر الناتجة عن استخدام مكملات الكركم.
 
هذه المرة، دقت مجلة BMJ Case Reports ناقوس الخطر من خلال عرض حالة البريطاني التي أُدخل إلى المستشفى بعد تناوله كميات كبيرة من المكملات الغذائية.
 
وقد تناول الرجل البريطاني بشكل يومي أكثر من 20 مكمّلاً من دون وصفة طبية، بما في ذلك 50 ألف وحدة دولية (IU) من فيتامين "د"، 3 مرات في اليوم، وهي جرعة أعلى بمئات المرّات من تلك الموصى بها في إرشادات الهيئات الصحية.
 
وبدأت القصة عندما سمع الرجل حواراً مع اختصاصيّ تغذية في برنامج إذاعي، وقد اتصل به بعد البرنامج، ليبدأ مشواره مع هذه المكملات.
 
وفي التفاصيل، حسب ما نشر موقع CNN دخل الرجل إلى المستشفى بعد أن خسر نحو 12 كيلوغراماً من وزنه، بالإضافة إلى أنّه عانى من التقيؤ والإسهال وآلام في البطن وتقلصات في الساقين وطنين في الأذنين. ولم تظهر اختبارات الفحوص الجرثومية وصور الأشعة أيّ شيء، في حين كشف فحص الدم ارتفاعاً في نسبة الكالسيوم بالدم بشكل كبير وخلل في وظيفة الكلى.
وقد تبيّن أن الرجل كان يتناول 400 مرة من الجرعة اليومية الموصى بها للفيتامين د، بالإضافة إلى جرعات كبيرة من الفيتامين K2 وC وB9 والأوميغا 3، دون أن ننسى الزنك والسيلينيوم. ونتيجة ذلك وُضع الرجل تحت المراقبة لمدة 8 أيام وخضع لعلاج لتخفيض نسبة الكالسيوم في الدم، كما تمّ متابعته لمدة شهرين عند اختصاصي في الغدد الصماء وقد أظهرت الفحوص أن مستويات الكالسيوم عادت إلى طبيعتها... ونجح في الخروج من هذه المشكلة الصحية.
 
وفي هذا الصدد، يشرح اختصاصي الغدد الصماء في مستشفى "ويليام هارفي" ومؤلف مشاركة للتقرير الدكتور الأمين الكوندي أنّه "خلافاً للفيتامينات القابلة للذوبان في الماء، والتي يمكن للجسم امتصاصها بسهولة، يتمّ تخزين فيتامين "د" وبعض الفيتامينات الأخرى مثل فيتامين A وK في الكبد وخلايا الجسم الدهنية. وقد يؤدّي استهلاك كمية كبيرة منها إلى زيادة مستويات السموم في الجسم."
 
وتابع الكوندي أنّ المريض كان يتناول جرعة يومية قدرها 150 ألف IU من فيتامين "د" أي 375 ضعف الكمية الموصى بها، حيث توصي "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" في المملكة المتحدة عادة بـ400 IU من هذا الفيتامين يومياً للبالغين والأطفال فوق سنّ عام.
 
من المهمّ أن نعرف أنّ المشكلة مع هذه المكملات الغذائية ليست في مكوناتها وانّما في طريقة استخدامها. لذلك أصر المريض على نشر قصته لتكون تحذيراً للآخرين. فإذا كان الفيتامين "د" مفيداً للجسم فلا يجب تخطّي الجرعة الموصى بها، حيث تصبح العملية الحسابية معقدة بين الكمية التي نحصل عليها من خلال الطعام وبين الكمية التي نحصل عليها من خلال المكملات.
 
ومن علامات الإفراط بتناول االفيتامين "د" النعاس، الارتباك، الاكتئاب والخمول. وفي حالات أكثر تقدّماً يمكن أن تؤدّي إلى الغيبوبة. كما يمكن أن يتأثّر القلب، وقد يرتفع ضغط الدم ويؤدّي إلى خفقات القلب بشكل متقطع. وفي الحالات الشديدة قد يتعرّض الشخص للقصور الكلوي، بالإضافة إلى ضرر في السمع والنظر.
 
تُذكرنا حالة البريطاني أنّ هذه المكملات الغذائية لا تخلو من المخاطر، حتى لو بدت أحياناً أنّها غير ضارة، وقد تكون مسؤولة عن الجرعات الزائدة نتيجة الإفراط في تناولها، لذلك يتوجب تناولها بحذر ووفق وصفة طبية.