حدث استثنائي: مصنع في الجامعة اللبنانية لإنتاج الأجهزة الإلكترونية

شهد مركز الإدارة المركزية للجامعة اللبنانية، يوم أمس الخميس، حدثاً استثنائياً قد ينقل، بحال نجاحه، الجامعة من مكان إلى آخر مختلف كلياً، بعد أن تم توقيع اتفاقية إنشاء أول مصنع للأجهزة الالكترونية في لبنان، بين الجامعة ممثلة برئيسها الدكتور بسام بدران، ومجموعة طلال أبو غزالة العالمية، ممثلة بمديرها التنفيذي برهان الأشقر.

مشروع التحول الرقمي
يأتي التعاون مع الجامعة اللبنانية كونها الجامعة الحكومية التي تمثل الدولة اللبنانية. فتوجه مجموعة طلال أبو غزالة هو للتعاون ودعم الدولة بظل الوضع الحالي الذي يمر به لبنان. إذ يُشير المدير التنفيذي للمجموعة برهان الأشقر، إلى أن التعاون الذي بدأ منذ فترة مع لبنان يهدف لتحقيق التطور في مجال التحول الرقمي، ويُستكمل اليوم من خلال الاتفاقية لإنشاء مصنع يُنتج الأجهزة الإلكترونية، لخدمة الهدف الأساسي.

ويضيف الأشقر في حديث لـ"المدن": "منذ أيام أطلقنا الحقيبة المدرسية الرقمية في وزارة التربية، وفيها منهاج رقمي كامل سيكون بديلاً عن المنهاج الورقي. واليوم نطلق المصنع الذي سيكون مكملاً للمشروع الأول، حيث سيتم إنتاج "جهاز تابلت" خاص يتلاءم مع المحتوى الرقمي في المدارس، كاشفاً ان معدات "المصنع" وصلت إلى لبنان منذ أسابيع، وستُركب قريباً لينطلق العمل به، بعد إنهاء التحضيرات اللازمة من قبل الجامعة، التي أبدت إدارتها جدية كبيرة في التعاون.

خطوة نوعية
بدأت الجامعة اللبنانية إلى جانب مجموعة طلال أبو غزالة العالمية التحضير لهذه الاتفاقية منذ فترة، والبداية كانت حسب رئيس الجامعة اللبنانية، الدكتور بسام بدران، عبر توقيع اتفاق عام للتعاون، وبعدها وُضعت كل التفاصيل للوصول إلى توقيع الاتفاقية، حيث ستقوم الجامعة اللبنانية بتحضير ما يلزم قانونياً لمواكبة هذه الاتفاقية، والبدء بتحضير البنى التحتية لإنشاء مصنع تجميع الكمبيوترات المحمولة والأيباد. وفي خطوة لاحقة، الهواتف الذكية، في مبنى الجامعة اللبنانية في الفنار، تمهيداً لقيام مجموعة طلال أبو غزالة بتركيب المعدات اللازمة لذلك، ونقل المعرفة والتكنولوجيا إلى الجامعة اللبنانية.

في التفاصيل، يُشير بدران في حديث لـ"المدن" إلى أن الاتفاقية مرّت بلجنة استشارية قانونية مكونة من القاضي عبد الرضى ناصر من ديوان المحاسبة، القاضي فادي الياس من مجلس شورى الدولة والقاضية فاطمة عويدات، نظّمت كل النقاط القانونية، وتطرقت إلى مرحلة ما بعد الانتاج ومسار الأموال التي سيُدخلها المصنع وكيفية تنظيمها، مشدداً على أن المعمل سيُدار من قبل لجنة غالبية عناصرها من الجامعة اللبنانية، وفيها عناصر من مجموعة طلال أبو غزالة، وسيكون عبارة عن خطّ إنتاج واحد بالمرحلة الأولى، ويعمل فيه حوالى 20 طالباً وأستاذاً ومشرفاً ومتخرجاً حسب الطلب، على أن يتقاضى هؤلاء بدلات عن عملهم وفق المراسيم والقوانين المرعية الإجراء في الجامعة اللبنانية.

ستنقل مجموعة طلال أبو غزالة، التي تملك معامل مماثلة في الصين ومصر والأردن، الأسرار التكنولوجية، وتقنيات التصنيع والتجميع إلى الفريق اللبناني العامل في المعمل. وهذا ما يفتح المجال مستقبلاً للطلاب للعمل على تطوير التقنيات. ويؤكد بدران أن هذه الاتفاقية هي الخطوة النوعية الأولى لمحاولة تحويل الجامعة إلى جامعة تعليمية بحثية منتجة، لدعم الاقتصاد وزيادة مداخيلها لمساعدة الأستاذ الجامعيين. وهي المدماك الأول للبناء والتطوير عليه.

كل ما يلزم للإنتاج في المعمل سيؤمن من قبل مجموعة أبو غزالة، والدور الكبير سيكون على الجامعة اللبنانية لإنتاج ممهور بعبارة "صنع في لبنان" ، فهل تتحول الجامعة إلى مؤسسة مُنتجة، قبل نهاية العام، حسب توقعات الأشقر؟