حنكش: الانتفاضة ستترجم في الانتخابات والسلطة ستحاول تطييرها خوفاً من الأكثرية الرافضة لها

علّق رئيس اقليم المتن الكتائبي الياس حنكش على انهيار الليرة اللبنانية بشكل غير مسبوق، معتبراً ان ما نراه هو مشهد سريالي وغير موجود في اي بلد في العالم". كلام حنكش جاء في مقابلة اجراها عبر قناة الجديد، مؤكداً اننا "نعيش فلتاناً اذ ان البلد يغرق والجميع يتفرج عليه والمسؤولون غير مسؤولين في حين ان الشعب يموت يوميا".
ولفت الى ان الثقة فقدت "بحاكم مصرف لبنان ورئيس لجنة المال ووزير المال وبكل الاشخاص الذين هم بسدة المسؤولية". وفي هذا السياق، تطرق حنكش الى موضوع تعطيل مجلس الوزراء متسائلاً: "متى ستجتمع الحكومة؟ اين البطاقة التمويلية؟ من غير المقبول تقاذف المسؤوليات واللعب بمصير الناس".
واضاف: " لم تجتمع الحكومة منذ 42 يوماً وبالتالي ارتفع الدولار من 20 الفاً الى 24 الف من دون الارتكاز على اي قواعد اقتصادية مثل العرض والطلب وغيرها، وفي هذا الوقت، حصلت شبه حرب اهلية في الطيونة، كما حصلت اشتباكات مسلحة في وادي جاموس، فضلاً عن ازمة الخليج الذي كان الرئة الوحيدة المتبقية للبنان، الى جانب رفع الدعم عن الدواء والحرائق العشوائية".
الى ذلك، اعتبر حنكش ان " طريقة تشكيل هذه الحكومة كانت شبيهة بتشكيل كافة الحكومات السابقة وبالتالي ليس لديها مصداقية، ويجب الا نستغرب ان تكون النتيجة واحدة وهي ان البلد بات مفلساً من اصغر ملف الى اكبره، بما في ذلك التفاوض مع صندوق النقد الذي سيفشل بسبب مناكفاتهم".
وخلص حنكش الى ان في "كل مرة يكون هناك خلاف بين اقطاب الحكومة يجب ان يعلم السياسيون ان الحكومة ستفشل، فالديمقراطية التوافقية لا تصلح واهل السلطة للأسف لم يفهموا هذا الموضوع حتى اليوم ولم يتعلموا من حكومة حسان دياب".
وتابع: "الفريق الذي استلم البلد فشل في الملفات كافة، وحتى لم يتعلم من العبر ومن ثورة 17 تشرين واللبنانيون سحبوا ثقتهم من كل المسؤولين السياسيين ولا مجال لاعادة الامور الى نصابها سوى بالانتخابات النيابية".
وشدد حنكش على ان "الشعب انتفض وستترجم هذه الانتفاضة بصناديق الاقتراع وسيتم تجديد الطبقة السياسية".
ورداً على سؤال حول تحالفات التي الكتائب في الانتخابات، اوضح حنكش ان المسار الذي اخذه الحزب من استقالته من حكومة تمام سلام الى استقالته من مجلس النواب في العام 2020 هو الخيار الذي نلتزم به والذي قد يكون مؤلماً على المدى القصير الا أنه سيتضمن بالتأكيد في المرحلة المقبلة قوى تغييرية متصاعدة من ثورة 17 تشرين وسنخوض المعركة الانتخابية معهم اما الحديث عن تشكيل اللوائح والتحالفات فهو سابق لاوانه.
وذكّر حنكش بأن حزب الكتائب سبق وتقدم باقتراح قانون للتوجه الى انتخابات نيابية مبكرة ولكن مجلس النواب غير قادر على احداث تغيير، حتى ان "رئيس الكتائب سامي الجميّل سبق واقترح مشروع قانون حول اللامركزية الادارية ولقد عقدت 67 جلسة لمجلس النواب ولم يقر هذا القانون وهذا دليل على عجز المجلس".
وفي السياق عينه، اعتبر حنكش ان "الاكثرية هي للشعب الرافض لهذه السلطة وحتى المغتربون سجلوا بأرقام كبيرة، فهذا الوعي الشعبي الى جانب اقتراب الاستحقاق الانتخابي النزيه والشفاف، جعل هذه السلطة تحاول على جميع الاصعدة تطيير او تأجيل الانتخابات فنحن نتعاطى مع سلطة شريرة قادرة على تخريب اي شيء يمس بمصلحتها، ومصلحتها اليوم هي الا يتم اجراء الانتخابات والرهان الاكبر على خيار الناس وعلى وعيهم بانتخاب اشخاص يكون معيارهم الاساسي هو الكفاءة".
وحول خشيته من تطيير انتخابات المغتربين أجاب: "اخاف من عزل انتخابات المغتربين ب 6 نواب وبذلك سينتهي اي تواصل مباشر مع لبنان او امكانية احداث اي تغيير في الداخل اللبناني ".
واضاف: "كل من يستطيع افتعال مشكل امني لديه القدرة على تعطيل الانتخابات والمشهد الذي رأيناه في الطيونة هو شرارة كان بامكانها ان تشعل الحرب".
وبالنسبة الى الازمة المستجدة مع الخليج، اشار حنكش الى ان "هناك تراكم سياسات أدت إلى القطيعة مع الخليج وقضية وزير الاعلام جورج قرداحي لم تكن سوى تفصيلأً بهذه التركيبة فاذا عدنا بالزمن نتذكر ان القمة الاقتصادية لم تحضرها سوى قطر، فضلاً عن التصريحات السلبية للوزير شربل وهبة ولكل من جبران باسيل والامين العام لحزب الله".
واعتبر ان "الاستكبار والتعنت لا يصلحان في هذه المرحلة فالسياسيون يخاطرون بشعب بأكمله" متسائلاً: "هل قدر اللبناني ان يدفع ثمن سوء ادارة حاكميه؟
واردف قائلاً: "الانهيار الاقتصادي هو نتيجة سوء سياساتنا الخارجية التي تولاها التيار الوطني الحر والتي جرنا اليها حزب الله والمواجهة تكون عبر الوسائل السياسية وهي تتجلّى اولاً عبر رفض وصول مرشح حزب الله الى رئاسة الجمهورية ورفض التعدي على القضاة النزهاء الذين يتعرّضون لأشنع انواع الضغوط ".
وحول التحقيق بمرفأ بيروت، قال: "نحن اصحاب الدماء ولقد ذهب ضحية 4 آب الرفيق نازو و3 من رفاقنا، وانطلاقاً من اننا اولياء دم نرفض التلاعب بهذا الملف والمفروض ان يأخذ التحقيق مجراه". ورأى ان "كل المحاولات ستؤدي لتطيير بيطار"، مذكراً بان احداث عين الرمانة وتعطيل الحكومة ما هما سوى نتيجة الضغط على بيطار وعدم التمكن من تنحيته.
وختم بالقول: "عدالة الأرض ستتحقق في ايام هذا الشعب الحيّ لأن هذا القاضي محصن ومحاط بأمل أغلبية الشعب اللبناني".