عون والحريري خسرا المبادرة والبطريرك المحاور الوحيد...فهل نعود الى مؤتمر قد يشبه الدوحة؟

الملف الحكومي دخل في مدار التدويل منذ الزيارة الاولى للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى بيروت وطرحه مبادرة خريطة طريق للاصلاح... وبالتالي التدويل اصبح امرا واقعا الكل راضٍ به!

هذا ما اكده مصدر ديبلوماسي معني بالشأن اللبناني، الذي اشار في السياق عينه، الى ان اول بند على جدول اعمال زيارة ماكرون الى السعودية هو "الملف اللبناني"...

ورأى المصدر عبر وكالة "أخبار اليوم" ان الحل سيأتي من الداخل، لكن على حساب القوى السياسية التي تلعب "لعبة التعطيل"، مشيرا الى ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري خسرا المبادرة، وسنعود مجددا الى مؤتمر قد يشبه "الدوحة" في العام 2008، دون مصارحة اللبنانيين بذلك، لان صراع السلطة بين الاطراف المسيطرة في لبنان عقيم، وليس له اي علاقة بالواقع الاقتصادي والاجتماعي الراهن وضرورة الانقاذ التي يستغيث اللبنانيون من اجل تحقيقها والمباشرة فيها.

على مستوى التحركات السياسية والديبلوماسية، رأى المصدر ان كل الاصوات لا سيما المسيحية – من ضمنها مذكرة التيار الوطني الحر الى السفير البابوي في لبنان المونسنيور جوزف سبيتاري- لم يكن لها اي صدى لا في الشارع، ولا عند الاحزاب ولا عند الكرسي الرسولي، وبالتالي، كلما استمر مسلسل الفشل كلما تمدد الفراغ وكلما خرجت اللعبة من ايدي السياسيين المحليين.

وانطلاقا مما تقدم، تتعزز المساحة التي يأخذها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في الواقع اللبناني، وهي نتيجة طبيعية للفراغ الحاصل والغياب الكبير عن المبادرات الجدية والفعلية لدى القيادات السياسية. وهذا ما يذكرنا بايام البطريرك الراحل مار نصر الله بطرس صفير حين كانت عظاته يوم الآحاد تأخذ الاهتمام الواسع نتيجة الفراغ الكبير آنذاك حيث القيادات كانت مغيبة نتيجة العزلة او النفي او السجن.

وتابع المصدر: القيادات موجودة ماديا لكنها غائبة عن اي مبادرة جدية وعملية لانقاذ لبنان، وبالتالي تأخذ مبادرات الراعي وطروحاته مداها وصداها، وهذا ما يجعل من عملية التواصل او التوأمة مع اي مبادرة خارجية تجاه لبنان من فرنسا الى الفاتيكان الى السعودية، محصورة بالراعي كونه المحاور الوحيد الذي يمكن الكلام معه بشكل حيادي وموضوعي حول الملف اللبناني.