ما علاقة النوم غير المنتظم بالأداء الأكاديمي الضعيف؟

نشر موقع psypost دراسة تناولت الارتباط المهم بين أنماط النوم غير المنتظمة والأداء الأكاديمي الضعيف، إلى جانب المشكلات السلوكية المتزايدة بين المراهقين.

وأكدت النتائج على ضرورة الحفاظ على روتين نوم ثابت لتحسين الإنجازات التعليمية والتخفيف من السلوكيات التخريبية داخل البيئات المدرسية.

وقد نشأ القلق المتعلق بهذا الشأن من الكشف عن أن أكثر من 70٪ من المراهقين حول العالم يفشلون في الحصول على مدة النوم الموصى بها والتي تتراوح من 8 إلى 10 ساعات في الليلة، وهي ضرورة أساسية لصحتهم بشكل عام.

وأشارت أبحاث سابقة واسعة النطاق بالفعل إلى أن النوم غير الكافي يمكن أن يعجل بعدد كبير من المشكلات التي تتراوح من الضعف الإدراكي إلى المشكلات الأكاديمية والتحديات السلوكية في البيئات التعليمية، بما في ذلك القلق، والتغيب المتكرر عن المدرسة.

ومع ذلك، فإن التأثير الدقيق للنوم على الأداء الأكاديمي بقي غامضًا إلى حد ما، حيث أسفرت الدراسات السابقة عن نتائج متباينة. وفي حين تشير بعض التحقيقات إلى وجود علاقة بين انخفاض النوم وتحسين الدرجات، فشل البعض الآخر في تمييز أي آثار جوهرية.

أبعاد النوم الصحي

وللتعمق أكثر في هذه العلاقة المعقدة، سعى الباحثون إلى فحص الأبعاد المختلفة لصحة النوم، بما في ذلك ليس مدتها فحسب، بل أيضًا توقيتها، وكفاءتها، وانتظامها.

وأكدت مؤلفة الدراسة جينا ماري ماثيو، من جامعة ستوني بروك الأمريكية، أن الدراسة تختلف عن التركيز التقليدي على مدة النوم فقط من خلال الخوض في جوانب أخرى من جودة النوم وتقلبه على مدار الأسبوع، بالاعتماد على مقاييس موضوعية بدلًا من البيانات المبلّغ عنها ذاتيًّا.

ولتحقيق هذه الغاية، استفادت الدراسة من بيانات من دراسة مستقبل العائلات ورفاهية الطفل، حيث استخدم المشاركون مقاييس تسارع يتم ارتداؤها على المعصم لمراقبة معايير النوم المختلفة بدقة، بما في ذلك المدة، والبداية، وتغيير الموعد على مدار الأسبوع، إلى جانب تقييم كفاءة النوم ومستوياته بانتظام.

في الوقت نفسه، تم قياس الأداء الأكاديمي من خلال الدراسات الاستقصائية التي أجريت على كل من المراهقين ومقدمي الرعاية الأساسيين لهم، والتي تشمل الدرجات المبلغ عنها ذاتيا في المواد الأساسية والقضايا السلوكية المبلغ عنها مثل التغيب عن المدرسة، والطرد، والمشاكل الأكاديمية العامة.

النتائج

وكشفت النتائج عن وجود علاقة مقنعة بين تأخر بدء النوم وانخفاض الأداء الأكاديمي، في حين ارتبطت جداول النوم المتقلبة على مدار الأسبوع بتفاقم الصعوبات الأكاديمية.

علاوة على ذلك، كشفت الدراسة عن وجود صلة عميقة بين أنماط النوم غير المنتظمة والاضطرابات السلوكية داخل البيئات المدرسية، حيث كان المراهقون الذين أظهروا تباينًا أكبر في مدة النوم وتوقيته أكثر عرضة للإجراءات التأديبية، بما في ذلك الإيقاف والطرد، مما يؤكد التأثير المنتشر لاتساق النوم على الأداء المعرفي والتنظيم السلوكي بين المراهقين.

و دعت الدراسة إلى إعادة النظر في أوقات بدء المدرسة لتلبية احتياجات النوم للمراهقين، وبالتالي تحسين النتائج الأكاديمية. ومن خلال الدعوة إلى أوقات بدء متأخرة، يهدف الباحثون إلى إيجاد بيئة مواتية لصحة نوم مثالية، وبالتالي تحسين الأداء الأكاديمي بين المراهقين.