مصير الإمتحانات الرسميّة في المرحلتين المتوسّطة والثانوية على "كف عفريت"

مرة جديدة ينتكس القطاع التربوي في لبنان، ولكن هذه المرة ليس بذريعة الإضرابات في القطاع الرسمي ونقص التمويل اللوجيستي او المادي، وانما بسبب تلويح نقابة المعلمين في المدارس الخاصة بالإضراب العام. ويصوّت اليوم الأساتذة في الجمعيات العمومية على تفويض المجلس التنفيذي باتخاذ القرار المناسب في الاجتماع مع وزير التربية عباس الحلبي.

وأوضح نقيب المعلمين نعمة محفوض في تصريح اعلامي "ان المشكلة اليوم مع إدارات المدارس، التي تناقش منذ عام ونصف العام إشكالية تقاضي خمسة آلاف أستاذ من 10 الى 20$ شهريا، كما مع رئيس حكومة تصريف الاعمال، الذي قال محفوض إنه أجرى صفقة سياسية على حساب المعلمين".

وسأل محفوض عمّا إذا كان هناك ضمانات لتنفيذ ما سيتمّ الاتفاق عليه، لان المطلوب اليوم هو رصد 700 مليار على الأقل للمتقاعدين، وتأمين منحة 650 مليارا للأساتذة والتي تم ردّها لسبب غير واضح، ما يستوجب إعادة البحث في الموضوع، إضافة الى القانون الذي تمّ ردّه والذي ينصّ على دفع 8% من الراتب بالدولار".

نكسات متتالية!

الاعتداءات الإسرائيلية على غزة والمناطق الحدودية الجنوبية، لا تزال مستمرة منذ أكثر من 100 يوم، وهذه المواجهات كبّلت العملية التعليمية في معظم مدارس قرى الشريط. إشارة الى ان حوالي 6800 طالب يتدبرون امورهم بصعوبة، في ظل التوترات الأمنية من جهة والأوضاع الاقتصادية المزرية من جهة ثانية. فهل القطاع التربوي قادر على تحمّل ويلات حربٍ موسعة، في حال احتدمت وتوسّعت المواجهات؟

الثابت في كل ما تقدم ان التعليم المسائي "مقلّع"، في حين ان التعليم في القطاعين الرسمي والخاص مكبّل لأسباب سياسية بحتّة على ما يبدو. والسؤال الذي يطرح نفسه هل طار العام الدراسي؟

في موازاة ذلك، قال رئيس "رابطة معلمي التعليم الأساسي" حسين جواد لـ "الديار": يوجد "حوالى الـ 6800 تلميذ تأثروا من الأوضاع، إما بسبب اقفال مدارسهم او نتيجة النزوح، والتحق ما يقارب الـ 3500 تلميذ بالمدارس في المناطق التي هجروا اليها، او انهم انتسبوا الى مدارس الاستجابة التي انشأتها الوزارة بدعم من اليونيسف".

واكد "ان موضوع ملاحقة أوضاع الطلاب هو مسؤولية وزارة التربية، ولذلك تجهد الوزارة لتحديد مصير هؤلاء والحاقهم بالمدارس، ومؤخرا طلبت من مديري مدارسهم متابعة شؤون جميع التلاميذ".

مصير مئات الطلاب "معلّق"!

واوضح "ان الوزارة تتابع هؤلاء بشكل مستمر سواء عن طريق السماح بإعطاء الدروس "اونلاين" أي عن بُعد ، وهي لذلك ستوزع "لابتوب" لكل مدرّس في المدارس المقفلة، وايضا "تابلت" لكل تلميذ مع باقة "انترنت" ليستطيعوا التواصل عن بُعد".

وعما اذا كانت الامتحانات ستجري او لا ، يجيب "يتم دراسة وضع الامتحانات حاليا، فالمعروف ان طلاب الشهادات في المرحلة الثانوية قد انضموا عدا القليل منهم، وأيضا هناك في المرحلة المتوسطة من التحق، الا ان عددا ليس بقليل لم ينتسب". اضاف "لقد طلب وزير التربية من المركز التربوي ومن المديرية العامة للتربية، اعداد تصور للمرحلة يحتمل كل السيناريوهات لجهة الامتحانات الرسمية والفاقد التعليمي، وسوف نشارك كرابطة في هذه الاجتماعات". وختم "كل التصورات التي يمكن ان تصل اليها اللجنة ستأخذ بالاعتبار أوضاع التلاميذ الذين لم يدرسوا كامل المنهاج او انهم لم يدرسوا اطلاقاً".

 

الزيارة الرسمية الأولى منذ بدء التصعيد!

بالموازاة، أشار العضو في "لجنة الأساتذة المتعاقدين في التعليم الأساسي" في لبنان الدكتور حسين محمد سعد الى ان "الزيارة التي قام بها مدير التعليم الابتدائي جورج داوود على رأس وفد من الوزارة الى منطقة النبطية، بناء على توجيهات وزير التربية، للاطلاع على احتياجات التلامذة والهيئة التعليمية، في ظل الاعتداءات الإسرائيلية الحاصلة على القرى الحدودية الجنوبية، والتقى داوود بحدود ما يقارب 32 مدير مدرسة من محافظة الجنوب والنبطية، وبمشاركة رؤساء المناطق التربوية، حيث استمع الوفد الى المشكلات التي تواجه الطلبة وافراد الهيئة التعليمية".

وقال سعد لـ "الديار": "تقرر تقديم لوحات "تابلت" الى حوالي 3000 تلميذ، وتزويد الهيئة التعليمية بأجهزة "لابتوب" لمواكبة عملية التدريس عن بُعد. ووعدت الوزارة بالعمل على تأمين "الانترنت" للطلاب والأهالي في هذه المنطقة". اضاف: "تعتبر هذه الزيارة الرسمية الأولى لمنطقة الجنوب متمثلة بالمنطقة التربوية في الجنوب والنبطية منذ 7 تشرين 2023 ولغاية 12/01/ 2024، واتت للاطلاع على معاناة الأساتذة والطلاب الذين تعرضت قراهم للقصف والتهجير او النزوح. ووفقا لمعلوماتي سيزور الوزير هذه المناطق الجنوبية ليراقب الوضع التربوي عن قرب ".

العملية التدريسية لا تسير بشكل صحيح!

وسأل سعد "بعد ازمة كورونا والوضع الاقتصادي والاضرابات، ومؤخرا الاعتداء الصهيوني على البلدات المحاذية لفلسطين المحتلة، من هو المسؤول عن ردم فجوة التعليم الحاصلة حاليا بين الطلاب اللبنانيين؟ وتابع "جزء من هؤلاء وهو الأكبر يتابع تعليمه، بينما الأمور لا تزال غامضة لنحو 6500 طالب في المناطق الحدودية الجنوبية، منذ انطلاق العام الدراسي ونهاية الفصل الأول وبداية الفصل الثاني، وهذه الآلية لا تجري بطريقة صحيحة وسليمة، سواء عن بُعد او حضوريا". وسأل "كيف ستراعي وزارة التربية اجراء الامتحانات الرسمية بالنسبة لمنطقة الجنوب والنبطية؟ وهل هنالك دورة استثنائية، ام دورة عادية بمعنى امتحانات شاملة لكل لبنان في الثانوي والمتوسط".

وختم قائلا: "يجب إعادة النظر في هذا السياق وإقامة امتحانات استثنائية لطلاب الشهادة سواء كانوا مهني او أساسي او متوسط، واقصد طلاب المناطق التي تعرضت للقصف والنزوح".

الامتحانات قائمة حتى الآن

وفي الإطار، كشفت ممثلة المتعاقدين في "الثانوي" منتهى فواز لـ "الديار": ان "الامتحانات قائمة، الا إذا تطورت المواجهات العسكرية جنوبا، ولكن العملية التعليمية تسير كما يجب، ولا إضرابات للمعلمين في الوقت الراهن، الا إذا اقرت الموازنة وسلسلة الرتب والرواتب، فعندئذ من الممكن القيام بإضراب للمطالبة بمضاعفة اجر الساعة للمتعاقدين". وأضافت : "يزور الوزير عباس الحلبي الجنوب الأسبوع المقبل لتأمين اللوازم الضرورية، مثل الواح التابلت وأجهزة لابتوب وانترنت".