هدنة مؤقتة تفرج عن الاستحقاق الرئاسي؟

رأى ناشط دخل الندوة اللبنانية في دورة 2022، «أن على الفرقاء التوصل إلى مجموعة أسماء لطرحها لرئاسة الجمهورية، تمهيدا للاتفاق على واحد منها، وتيقن اللحظة المناسبة، التي تترافق مع التوصل إلى هدنة محدودة في غزة وتاليا في جنوب لبنان، تتيح تمرير الاستحقاق الرئاسي ومليء الشغور في سدة الموقع الأول في الجمهورية اللبنانية، بعد فراغ منذ 31 أكتوبر 2022».

وكشف عن أن المبعوث الخاص للرئيس الأميركي جو بايدن الوسيط الدولي أموس هوكشتاين يسعى إلى تمرير الاستحقاق الرئاسي بعد التوصل إلى هدنة، «كشف أنها ستكون محدودة، لكن لابد حاصلة». وذكر ان هوكشتاين يعمل على إقناع الجانبين الإسرائيلي و«حزب الله» (عبر السلطات الرسمية اللبنانية، وتحديدا رئيس مجلس النواب نبيه بري)، بضرورة وقف العمليات الحربية وإتاحة عودة المقيمين على ضفتي الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة. وذكر أن هوكشتاين كشف للجانب اللبناني، عن «ان العودة الآمنة للسكان على الجانبين تؤدي عمليا إلى وقف طويل للعمليات العسكرية».

ويسعى الوسيط الدولي إلى إقناع الجانب الإسرائيلي بالانسحاب من عدة نقاط حدودية يطالب بها لبنان، مع فصل مزارع شبعا عن التفاوض الحدودي حاليا، باعتبارها مشمولة بترتيبات أخرى، وجعل نقطة B1 الساحلية خارج التداول أيضا. وقد أقنع أصحاب القرار في إسرائيل بأن الترتيبات النهائية لتأمين استقرار على الحدود الشمالية تحتاج إلى قيام سلطة سياسية لبنانية تستطيع توقيع اتفاقات الترسيم الحدودي.

في المقابل، يسعى الجانب الإسرائيلي إلى فرض ترتيبات ميدانية تتعلق بالقرار 1701 الذي أدى إلى وقف النار إثر حرب يوليو 2006 بتأمين منطقة عازلة في الجانب اللبناني تتخطى العشرة كيلومترات يستطيع من خلالها مراقبة تحركات المقاومين وتفادي إطلاق صواريخ مضادة للدروع، لا تتخطى نطاقها هذه المسافة.

وكشف الناشط الذي فتح خطوط تواصل مع كل المكونات اللبنانية، خصوصا «الإخوة الأعداء» في المعسكر المسيحي، عن «أن الجميع، خصوصا طرفي الثنائي الشيعي باتوا مقتنعين بضرورة انتخاب رئيس يحظى بقبول عربي يؤدي إلى دفق استثمارات تعين اللبنانيين على تجاوز الأزمة النقدية والمالية غير المسبوقة في تاريخ البلاد».

وكشف عن «أن الجميع، ومن دون استثناء، يثمنون مواقف المملكة العربية السعودية الداعمة على الدوام للبنان كبلد يقوم بكل أجنحته ومكوناته. ويقرون بأن المملكة لم تقدم إلا المساعدة في استمرار لبلدنا».

الناشط لا يستبعد اسم قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون من السباق الرئاسي، كاشفا عن أنه يحوز شبه إجماع من المكونات، مع إقراره ببذل الجهود لإسقاط التحفظ (وشدد على هذه الكلمة مستبعدا كلمة فيتو) من «التيار الوطني الحر» على قائد الجيش.

وعرض في المقابل للائحة ضيقة من الأسماء «في كل من أصحابها الخير والبركة، ويحظون بقبول من الجميع».

في المقابل، لم يخف السياسي القادم من عالم إنساني علمي، خشيته من توسع الحرب الإسرائيلية، معتبرا أن عوامل آنية خاصة بإسرائيل، تحول دون توسيع الحرب، في انتظار تأمين جهوزية لفرقه العسكرية ونقلها تاليا إلى الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة مع لبنان.

ورأى في إنشاء إسرائيل مرفأ بحريا في قبرص كبديل عن ميناء حيفا، وفتح الأميركيين ممرا بحريا إنسانيا لإيصال المساعدات إلى غزة، بمنزلة تأكيد على اتساع الحرب، وفق معادلة: «الخبز لغزة، والسلاح لإسرائيل».

ولم يخف الكلام عن «سقوط مبادرة كتلة الاعتدال النيابية الشمالية، التي كان كل طرف من الأساس يراهن على الآخر في عرقلتها». وكرر التعويل على مبادرة «المجموعة الخماسية» (السعودية ومصر وقطر وفرنسا والولايات المتحدة)، مشددا على ضرورة توصل الأفرقاء اللبنانيين، إلى التوافق على اسم أو أكثر تمهيدا لفتح أبواب المجلس النيابي للانتخابات الرئاسية.