أبو روي أبى الرحيل إلاّ في يوم استشهاد البشير

"إيمانكن بالقضية هو اللي بدفّيكن"... كلمات لم ولن ينساها الشباب المقاومون الأبطال الذين تتلمذوا على يدي "أبو روي" في طبريّة، حين كانوا يتدربون للقتال في صفوف "التنظيم"، في أحد التدريبات القاسية. كلمات كررها "أبو روي" على مسامع الشباب ليُشعل في أجسادهم العارية في ظل البرد القارس، نار القضية التي لم تنطفئ يوما في نفسه.

مثال المقاوم الصامت، صادق الى أقصى الدرجات ومؤمن بالقضية حتى الموت، الرفيق فوزي محفوظ المعروف بـ"أبو روي" أسلم سلاحه يوم 14 أيلول 2016، من دون أن يسلّم القضية. فشاء القدر أن يجمعه بالرئيس الشهيد بشير الجميّل في الحياة الأخرى، في اليوم ذاته الذي افترق عنه، منذ 34 عاما. 

عام 1958، وهو في السابعة عشرة من عمره، حمل أبو روي السلاح الى جانب حزب "الكتائب اللبنانية"، وما لبثت أن سيطرت القضية على فكره وقلبه وعقله، ليصبح فيما بعد أحد أبرز رموز المقاومة اللبنانية.

"متواضع، نزيه، صاحب أخلاق رفيعة ومصلحة الوطن بالنسبة إليه فوق كل اعتبار، انساني وهمّه كان دائما الحفاظ على "الإنسان" في نفس المقاتل"، هكذا يعرفه المقربون منه وتلاميذه المقاومون وكذلك وصفه صديقه المقرب المخرج منير معاصري في حديث لـKataeb.org.

ويستذكر معاصري أبو روي الشاب أمام عينيه ويقول: "هو مثال الشخص الذي أفنى حياته حفاظا وتبشيرا ودفاعا عن القضية، هو المدرب الذي خرّج عددا هائلا من المناضلين."

ويضيف: "كان الشيخ بشير يعتمد على رأيه ويستشيره دائما في اتخاذ القرارات الهامة في القتال، لأنه كان على يقين أن أبو روي لم يبحث يوما عن مصلحة خاصة في مسيرته".  

هو الشاهد على نشأة البشير، كان يراه عام 1958 وهو في التاسعة من عمره مع والده الشيخ بيار الجميّل في بيت الكتائب المركزي في الصيفي، لتبدأ مسيرته معه عام 1973 في تظاهرة داعمة للجيش اللبناني، انطلقت من مدرسة الحكمة الى وزارة الخارجية بعد الاشتباكات مع المسلحين الفلسطينيين. وفي ذلك الوقت، نصح أبو روي الرئيس الشهيد مواصلة المسيرة حتى المستشفى العسكري ومعاينة الشباب المصابين، وهكذا حصل.

"بكير بعد" قالها أبو روي للبشير قبيل انتخابه رئيسا للجمهورية، ليس "بكير" على البشير انما المرحلة بالنسبة لأبو روي لم تكن مناسبة لوصوله الى بعبدا. وحدسه يومها لم يخطئ، ذهب الرئيس "بكير" ولم يستشره قبل الرحيل...

"سلّملنا عليه يا أبو روي"... قل لبشير إن لبنان يفتقده، قل له إن الوطن مسجون والفراغ يبكله. قل له إن الدولة أسيرة النظام والطوائف والأحزاب. قل له إن الوطن محتاج اليه وإن الحرية والسيادة والإستقلال لا طعم لها من دون رجالات دولة أمثاله.

أماندا معوّض