إسماعيل هنيّة لا يزال في بيروت فمتى تُلحِّم إيران العنبر رقم 000 وتفجّره؟!

الإمارات والبحرين دخلتا مسار التطبيع مع إسرائيل، فيما إيران تتحضّر لتغضَب، على ضوء أن الأوراق "المُمانِعَة" الأساسية بين يدَيْها تتركّز في اليمن ولبنان.

فرئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنيّة لا يزال فيه (لبنان)، وهو زار سفارة دولة فلسطين في بيروت أمس، واتّصل برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من لبنان أيضاً، وذلك بعد أيام من إطلاقه مجموعة أفكار، من بينها نقل الأمة من استراتيجية الدعم والإسناد للمقاومة في فلسطين، الى استراتيجية الشراكة في مشروع التحرير والعودة وتحرير القدس والأقصى. وهذا يلتقي مع واقع أن اليمن يشكّل الساحة الثانية لإيران، ومنطلقاً أساسياً لهجماتها على دول أساسية في الخليج مستقبلاً، ولا سيّما بعد المسار التطبيعي الخليجي - الإسرائيلي.

فمتى تبدأ أعمال "التلحيم" الإيرانية للمنطقة، من لبنان واليمن، بعد التطبيع الخليجي - الإسرائيلي، وذلك بمعزل عن بعض التطمينات التي لا يُمكن الرّكون إليها، حول أن لبنان لن يكون منطلقاً لأي عمل عسكري فلسطيني.

ستخرج من بيروت

رأى مصدر مُطَّلِع أن "وجود هنيّة في لبنان منذ نحو أسبوعَيْن، أي لمدّة طويلة، وخارج إطار الضّوء الإعلامي بنسبة لا بأس بها، هو من ضمن الخطة الإيرانية لمواجهة الإتفاق الإماراتي - البحريني مع إسرائيل، بموازاة أن التطوُّر العسكري النوعي والفوري بعد المسار التطبيعي، سيكون على الساحة اليمنية".

وأشار في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أن "الإمارات تشارك في "التحالف العربي" في اليمن، بشكل مباشر، وتفاهمها مع إسرائيل سوف يؤدي الى ضغط أميركي - إسرائيلي على سلطنة عمان لوقف إمداد الحوثيين بالأسلحة النوعية وبالمقاتلين. وبالتالي، فإن تقدُّم العلاقات بين سلطنة عمان وواشنطن وتل أبيب سيطوّق الوجود الإيراني في اليمن، وسيقوّض جهود طهران في فرض سيطرتها على أربع عواصم عربية، خصوصاً بعد تزويد الإمارات بطائرات "إف - 35".

وقال: "تبقى إيران مُمسِكَة ببيروت لفترة موقّتَة، ولكنّها ستخرج منها أيضاً، ومصير مخطّطات هنيّة هو الفشل، ولا سيّما بعدما اضطّرت طهران للسير بتسوية كبيرة أتت بـ (رئيس الحكومة العراقية) مصطفى الكاظمي في العراق، وهو ما يقلّص هيمنتها هناك، ويؤدّي الى تراجع دور "الحشد الشعبي" منذ وقت طويل نسبياً. وبالتالي، فإن محاولة توريط هنيّة لبنان بأي صراع إقليمي مصيرها سيكون مشابهاً لذاك الذي لاقته منظمة التحرير الفلسطينية، عندما انخرطت في الميدان اللّبناني".

الحضن العربي

واعتبر المصدر أن "رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لن يسقط في خطأ التوجّه نحو إيران، ولا الى أي مصالحة فلسطينية - فلسطينية وفق مشيئة طهران، ومن خارج المنظومة العربية. فهو شخص مخضرم وتاريخي، ويعرف أن خارج الحضن العربي، تصبح شروط السلام مع إسرائيل أصعب وأسوأ على الشعب الفلسطيني، ولا سيّما أن واشنطن كانت واضحة عندما أشارت الى أن كل من يموّلون السلطة الفلسطينية، سيتّجهون نحو التطبيع مع تل أبيب".

وأضاف:"وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو كان واضحاً بكلامه أمس، وهو أعاد تأكيد استراتيجية واشنطن القائمة على أن دعم الولايات المتحدة المبادرة الفرنسية، لإيجاد حلّ موقت في لبنان، لا يعني تعويم "حزب الله" وهيمنته هنا. ولذلك، بعدما غضّت واشنطن النّظر عن لقاءات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون برئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" محمد رعد، رغم تحفّظها عليها، عادت أمس عبر بومبيو الى تذكير باريس بدور "حزب الله" العسكري، وذلك بعد تعثُّر المبادرة الفرنسية".

التلطّي بفرنسا

وشدّد المصدر على أن "بومبيو أكد بكلامه أمس أيضاً أن بلاده ستمنع وصول أسلحة روسية وصينية الى "حزب االله" تحت ستار التلطّي بالمبادرة الفرنسية، وباعتبار ماكرون أن "الحزب" قوّة سياسية مُنتخَبَة شعبياً".

وختم:"عندما يأتي وقت الجدّ، سيجد الجميع أن روسيا لن تقبل بنقل أسلحتها النوعية من إيران الى "حزب الله". فحتى في سوريا، بقيَت الأسلحة الروسية النوعية بيد الجيش الروسي، ولم تزوّد بها فصائل الجيش السوري الموالية لموسكو. والصين أيضاً لن تقبل بذلك، خصوصاً أن أكثر ما يهمّها هو إنجاح استراتيجية التوسّع الإقتصادي لديها، وهي لن تغوص في الشرق الأوسط بما يستفزّ الأميركيّين، بحسب المشيئة الإيرانية".