المصدر: المدن
الثلاثاء 2 كانون الاول 2025 14:31:38
"صبر إسرائيل يشارف على النفاد، فيما يواصل حزب الله إعادة بناء قوته العسكرية بوتيرة كاملة"، بهذه الخلاصة نشر الكاتب الإسرائيلي أمير بوحبوت في موقع "والاه" الإسرائيلي نقلاً عن مصادر أمنية وسياسية أن احتمالات التصعيد باتت قريبة. إذ تزايدت في الأيام الأخيرة التقارير الصادرة عن وسائل الإعلام الأجنبية والإسرائيلية حول احتمال قيام الجيش الإسرائيلي بتنفيذ عملية عسكرية واسعة ضد بنى حزب الله في لبنان، في ظل ما تصفه تل أبيب بـ"التعاظم الخطير والمتسارع" لقدرات الحزب بعد وقف إطلاق النار نهاية عام 2024.
ويشير تقرير بوحبوت في "والاه" إلى أنّ القيادة السياسية في إسرائيل بعثت رسائل تهديد واضحة إلى لبنان عبر الدول الوسيطة، محذّرة من أنّ استمرار سباق التسلّح الذي يقوده حزب الله سيدفع إسرائيل إلى خطوات أكبر وأكثر تشددًا. فبعد انتهاء عملية "سهام الشمال" بين أيلول وتشرين الثاني 2024، ظنّت تل أبيب أنّ الضربة القاسية التي تلقّاها الحزب ستتيح للحكومة اللبنانية والجيش فرصة فعلية لفرض سلطة الدولة في الجنوب، غير أنّ النتيجة جاءت معاكسة.
ووفق "والاه"، عاد حزب الله بقيادة أمينه العام الجديد الشيخ نعيم قاسم إلى إطلاق مسار واسع من إعادة بناء قوته، شمل تعزيز منظومات الصواريخ، والطائرات المسيّرة، وتطوير قدرات قتالية جديدة، وإنشاء مراكز قيادة وغرف عمليات وبنى تحت الأرض، إضافة إلى تدريب عناصر جدد ورفع مستوى التأهيل العسكري.
ضربات تحذيرية داخل بيروت
وينقل التقرير أنّ الجيش الإسرائيلي كان على وشك تنفيذ ضربات تحذيرية داخل بيروت، لكنّ تلك الضربات جُمّدت مرارًا تحت ضغط الإدارة الأميركية، قبل أن يُسمح خلال الأسبوع الماضي برفع بعض القيود، ما أتاح تنفيذ عمليات نوعية في مناطق لبنانية متعددة باستثناء العاصمة.
كما يشير "والاه" إلى أنّ رئيس الأركان الإسرائيلي أيال زمير تلقّى خلال الشهور الماضية تقارير استخباراتية مكثفة حول عمليات تهريب الأسلحة نحو لبنان، وتطور القدرات القتالية للحزب، ما دفعه إلى المصادقة على تنفيذ غارات شبه يومية ضد منشآت ومخازن وشخصيات عسكرية تابعة لحزب الله، رغم بقاء بيروت خارج الاستهداف. وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أنّ أكثر من 350 عنصرًا وقائدًا في حزب الله قتلوا منذ وقف إطلاق النار.
ويلفت التقرير إلى أنّ اغتيال رئيس أركان حزب الله، هيثم طبطبائي، شكّل محطة أساسية في الحسابات الإسرائيلية، إذ جرى تعزيز قناعة تل أبيب بأنّ الحزب ماضٍ في التحضيرات للحرب المقبلة، وأنّ العملية لم تُحدث التغيير الذي كانت إسرائيل تأمله في سلوك القيادة الجديدة للحزب.
وبحسب ما أورده بوحبوت في "والاه"، توصّلت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إلى أنّ الحكومة اللبنانية والجيش عاجزان عن مواجهة حزب الله بسبب الخشية من انفجار داخلي، وهو ما أجهض، عمليًا، الرهان على مرحلة جديدة في بيروت بعد اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي ضوء ذلك، يواجه المستوى السياسي الإسرائيلي قرارًا مصيريًا: إمّا إطلاق عملية واسعة، من الجوّ والبرّ، ضد منشآت الحزب وقادته في أنحاء لبنان، بما في ذلك بيروت، وتوسيع المساحات التي يخضع فيها حزب الله لضغط عملياتي مباشر؛ أو الاكتفاء بضربات محدودة، رغم إدراك أنّ الحزب يواصل تعزيز قوته بوتيرة تتخطى قدرات الاحتواء الحالية.
ويختم "والاه" بأنّ حجم التقارير الإعلامية والرسائل المنقولة إلى الحكومة اللبنانية يشيران إلى أنّ العملية الواسعة ضد حزب الله قد تكون مسألة وقت فقط… إلا إذا تدخلت واشنطن مجددًا لفرملة القرار الإسرائيلي.