اجراءات المركزي وانخفاض سعر الدولار حتى متى... خبير إقتصادي يكشف الخيارات!

لفتني احد الاشخاص حين سأل صديقاً: كم بلغ سعر صرف الدولار اليوم؟ فأجابه الأخير: قبل سؤالك أم بعده؟ نعم، انها نكتة لطيفة في الشكل اما في المضمون فهي تشير الى واقع مرير بات يلاحق اللبنانيين، فسعر الصرف لم يعد يتغيّر بين ليلة وضحاها او يوم وآخر انما بين لحظة ولحظة.

فبعد ان تضاعف الدولار في الاسبوع الماضي 22 مرة عما كان عليه في السابق ليصل الى 33 الفاً، عاد ليسجل انخفاضاً ملحوظاً، تاركاً اغلبية الشعب في ضياع وضبابية. فمن يقبض "فريش" من جهة لم يفرح بهذا الانخفاض، وهو ينتظر عودة سعر الصرف الى الارتفاع من جديد اما سائر اللبنانيين فقد طفح كيلهم وفقدوا اعصابهم من التلاعب بالسعر ومن الانهيار المستمر بالعملة الوطنية.

وفي هذا الاطار،يشرح الخبيرالاقتصادي باتريك مارديني لـ kataeb.org ان الارتفاع الكبير لسعر صرف الدولار بالفترة الماضية، مردّه الى المشاكل التي مرّ بها البلد تحديداً احداث الطيونة وتوقف الحكومة عن اجتماعاتها وما تبعها من توتر في العلاقة مع دول الخليج مما فاقم الازمة وجعل اللبنانيين يهربون من الليرة ويلجأون لرفع الطلب على العملة الاجنبية بعد ان فقدوا ثقتهم بالوضع الاقتصادي بالبلد.

ويضيف مارديني: "ما ساهم اكثر بارتفاع سعر الدولار هو التعميم  158الصادر عن مصرف لبنان والذي يعنى بتعديل سعر سحوبات الودائع الدولارية من المصارف ورفع سعر صرف الدولار من 3900 الى 8000 ليرة. كل هذه العوامل ادت فعلياً الى ما معناه ان حجم الكتلة النقدية بالليرة ازداد وضخ المزيد من الكتلة النقدية سيتحول الى طلب متزايد على الدولار وبالتالي ارتفاع سعر الصرف".

وتابع: "السوق اللبناني متعطش للدولار، ولقد حاول المصرف المركزي التدخل في التعميم 161 للجم ارتفاع سعر الصرف، وذلك عبرامتصاص الليرة اللبنانية من السوق عن طريق شرائها وضخ مكانها الدولار، ما يعني زيادة عرض الدولار والطلب على الليرة.

وعلى الرغم من ان مارديني نوّه بهذه الخطوة التي من شأنها تهدئة جنون ارتفاع سعر الصرف، وهذا ما نراه اليوم، الا انه اشار الى ان التراجع لن يكون كثيراً او اقل من سعر صيرفة من جهة، مشدداً من جهة ثانية على ان خطوة المركزي تبقى غير مستدامة وهدفها شراء الوقت وهدر اموال المودعين".

واوضح قائلاً: "المشكلة الاساسية تكمن في طباعة الليرة لتتحول الى طلب على الدولار ما يعني خسارة اضافية لاحتياطي مصرف لبنان بالعملات الاجنبية". 

خياران لا ثالث بينهما

وعن مستقبل الدولار والسيناريوهات المنتظرة، اكد مارديني: ان "لبنان امام مفترق طرق، فإما نبقى مكاننا أي ان نستمر بنظام سعر الصرف العائم مع تدخل المصرف المركزي، وحينها لا سقف لارتفاع الدولار ولا قعر لانهيار الليرة كما اننا سنخسر الاحتياطي في مصرف لبنان وهذا بالنسبة لي خيار سيء جداً".

اما الخيار الثاني فهو ان" يخرج لبنان من هذا النظام العائم ويدخل في نظام مجلس النقد اي الـcurrency board الذي يقيد عمل المصرف المركزي ويلزم بطباعة ليرة مغطاة باحتياط الدولار، مما سيوقف ارتفاع سعر الصرف في فترة أقل من شهر وبالمقابل سيقوي الليرة بشكل مستدام ويثبتها ويؤدي الى استقرار نقدي وبالتالي زيادة الثقة وخروج البلد من ازمته".

وختم: "هذا الخيار اليوم هو الحل امام حكومة ميقاتي والطابة بملعبها!"