الانتظار سيّد الموقف في الأسابيع المقبلة

يبدو واضحاً أنً دخول البلاد في مدار الاستحقاق الرئاسي بدأ يلقي بظلاله على كافة الصُعُد في ظل عهدٍ شارف على نهايته ويتقن فن إضاعة الوقت، وحكومة مستقيلة تتولى تصريف الأعمال إسمياً دون أن تقدّم أي إنجازٍ يُذكر، لا في الملفات التي تعهدت بتنفيذها قبل أن تستقيل، وخاصة تلك المتعلقة بالإصلاحات التي يطالب بها صندوق النقد الدولي، ولا في ما خصّ تخفيف الأعباء عن اللبنانيين، وما يحتاجونه من غذاء وكساء ودواء، وكل مستلزمات الحياة. وحتى في موضوع استجرار النفط والغاز من الأردن ومصر بعد أن أصبح المشروع في خبر كان وأخواتها.

كما أنّ تجديد العقد مع العراق  لتأمين الفيول سنة جديدة أصبح هو الآخر في مهب رياح الوعود المؤجّلة التي تهب على لبنان بين الحين والآخر، ولقد أصبح العمل السياسي في هذه الآونة أشبه بالرقص على حافة الهاوية قبل السقوط إلى جهنم.

مصادر سياسة شبّهت عبر "الأنباء" الإلكترونية تعاطي المسؤولين السياسيين في هذه الفترة، "بسياسة رفع العتب وتسجيل المواقف، لعلمهم أن لا شيء جدياً، فالمرحلة هي مرحلة تقطيع وقت لا أكثر، فرئيس الجمهورية ميشال عون همّه الأكبر أن يذكره اللبنانيون دائماً بمحاربة الفساد، والتدقيق الجنائي، وملف النازحين السوريين، فيما الرئيس ميقاتي يواصل اجتماعاته في السراي الحكومي دون تحقيق أي تقدّم في الملفات الضاغطة".

في هذه الأثناء، الترقّب سيّد الموقف في ملف ترسيم الحدود البحرية. ولفتت المصادر السياسية إلى أنّ الرؤساء الثلاثة ينتظرون الرد الإسرائيلي على الموقف اللبناني بما خصّ ترسيم الحدود، ومعرفة ما إذا كانت الأمور ذاهبة في المنحى الإيجابي أم لا، ليُبنى على الشيء مقتضاه.

ولعلّ الانتظار سيبقى سيّد الموقف في الأسابيع المقبلة، وعلى مستوى كل الملفات، ومعظمها بات بحكم العالق ريثما ينتهي العهد القائم.