العالم ودع عام 2022 المضطرب واستقبل سنة جديدة

بدأ ثمانية مليار شخص حول العالم، السبت، استقبال سنة 2023، ووداع عام مضطرب شهد الحرب في أوكرانيا وتضخماً قياسياً وقيادة ليونيل ميسي منتخب بلاده إلى الفوز بمونديال قطر ورحيل الملكة إليزابيث الثانية وبيليه والبابا الفخري بنديكتوس السادس عشر.

بالنسبة إلى كثرٍ، ستكون تلك مناسبةً للتخلّص من ذكريات مرتبطة بمعدّلات التضخم القياسية في كل أنحاء العالم، وبأزمة كوفيد-19 الذي يصبح رويداً رويداً في طيّ النسيان من دون أن يختفي فعلياً.

في أستراليا، كانت سيدني من بين أولى المدن الكبرى التي أعلنت الانتقال إلى العام الجديد، مستعيدةً بذلك لقبها «العاصمة العالمية لعيد رأس السنة»، بعدما شهدت في العامين الماضيين إغلاقاً واحتفالات محدودة بسبب تفشي المتحوّرة أوميكرون.

ومذاك أُعيد فتح الحدود الأسترالية وتوافد أكثر من مليون شخص إلى مرفأ سيدني لحضور إضاءة سماء المدينة بأكثر من مئة ألف من الأسهم النارية.

ومنذ الظهيرة، شغل مئات الأشخاص أفضل المواقع لحضور العرض.

تساهم الاحتفالات في التخلّص من مشاعر سلبية خلفتها سنة 2022 التي شهدت وفاة الملكة إليزابيث الثانية، والزعيم السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشيف، والرئيس الصيني السابق جيانغ زيمين، ورئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي.

وشهدت الأيام الأخيرة من العام 2022 أيضاً رحيل أسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه (82 عاماً) الخميس، والبابا الفخري بنديكتوس السادس عشر السبت (95 عاماً).

وسُجّلت في هذا العام أيضًا استقالات جماعية لموظّفين من عملهم بعد أزمة الوباء، وصفعةً في احتفال توزيع جوائز الأوسكار، فضلًا عن تقلص ثروات أصحاب المليارات جراء تدهور قيمة العملات المشفّرة.

لكن قبل كل شيء سيتذكر العالم سنة 2022 دائمًا لأنها شهدت عودة الحرب إلى أوروبا مع الغزو الروسي لأوكرانيا.

ففي أكثر من 300 يوم، قُتل قرابة سبعة آلاف مدني وجُرح نحو عشرة آلاف شخص، بحسب مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان.

واضطرّ 16 مليون أوكراني للفرار من منازلهم. أما بالنسبة إلى الذين بقوا، فيتخلّل يوميّاتهم انقطاع متكرر للتيار الكهربائي وعمليات قصف روسي وحظر تجوّل.

واستهدفت ضربات روسية مناطق اوكرانية عدة السبت منها العاصمة كييف حيث أسفر القصف عن مقتل شخص واحد على الأقلّ والعديد من الجرحى.

من جهة أخرى، يبدو أن روسيا ليست في وضع يخوّلها الاستمتاع. فقد ألغت موسكو عروضها التقليدية للمفرقعات بعدما سأل رئيس بلدية المدينة سيرغي سوبيانين السكان كيف يودّون الانتقال إلى العام الجديد.

وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في خطابه لمناسبة رأس السنة، أن «الحق الأخلاقي والتاريخي في صالحنا»، فيما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه «واثق بأننا سننتصر في هذه الحرب».

في لندن، يتوقع أن يجمع عرض الألعاب النارية التقليدية ليلة رأس السنة، والتي تنظّم للمرة الأولى منذ جائحة كوفيد، حوالى 100 ألف متفرج.

وفي فيينا، كان 1850 ضيفاً يستعدون لحضور الحفلة الموسيقية التقليدية لرأس السنة للأوركسترا الفلهارمونية، في قاعة موسيكفيرين.

في فرنسا، استغل الرئيس إيمانويل ماكرون خطاب العام الجديد لتجديد دعمه لكييف «حتى النصر». في العاصمة الباريسية، استعادت جادة الشانزليزيه تألقها وحشود الأمسيات العظيمة قبل كوفيد. وكان متوقعا حضور ما يقرب من نصف مليون شخص في عرض ليلة رأس السنة.

في آسيا، تشهد الصين تفشياً واسعاً لكوفيد-19، فيما يسمح التلقيح لسكان سائر دول العالم بعيش حياة شبه عادية.

وتخلّت بكين فجأةً عن سياستها «صفر كوفيد» مطلع الشهر، في تحوّل تلاه فوراً ارتفاع حاد في عدد الإصابات. ورغم أن المستشفيات تكتظّ بالمصابين وكذلك المحارق بالجثث، فإن الاحتفالات بعيد رأس السنة ستُقام في عدد لا يُحصى من الحانات والمسارح ومراكز التسوّق في كل أنحاء البلاد.

وقصد الرئيس شي جينبينغ أن يبث نفحة أمل قبل ساعات من حلول العام الجديد قائلاً «بارقة الأمل أمامنا».

أما في البرازيل، فيشهد اليوم الأول من العام الجديد عودة رئيس البلاد السابق لولا إلى السلطة.