المصدر: اللواء
الكاتب: كارول سلوم
الجمعة 14 تشرين الثاني 2025 08:01:46
ما يقوله رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون امام زواره من الوفود المحلية والأجنبية من مواقف ذات صلة بملفات التفاوض والانتخابات ودور الجيش وغير ذلك يعكس تصميما منه على ان تأخذ مداها في الحل او المعالجة، وعندما يقارب اي ملف منها، فإنه يتحدث بكثير من الدقة والحزم.
والرئيس عون اليوم في موقع لا يُحسد عليه، يكثر من تكرار الأسئلة عن نتائج الحروب التي لم تؤدِّ الى مكان ويدعو الى التفاوض من دون ان تصل اليه الأجوبة.
يتعمد استخدام الأجوبة الهادفة والصريحة حتى في اشارته الى بعض اللبنانيين الذين يتوجهون الى الولايات المتحدة الأميركية ويبثون السموم.
يتدخل الرئيس عون عند اللزوم ويطلق موقفا سياسيا او غيره، وقد يقرأه البعض انه مع هذه الضفة والبعض الآخر مع الضفة الآخرى، في حين انه يحاول تجنيب لبنان أية مخاطر ممكنة سواءٌ في إتصالاته الخارجية او لقاءاته مع الوفود.
ووسط هذه المشهدية التي يرسمها رئيس الجمهورية فإن بعض الأسئلة تطرح عن عهده وهل تراجع الزخم الذي عرف به منذ انطلاقته؟ وأية نصائح وجهت اليه؟ وماذا عن مؤيدي العهد؟
في اعتقاد مصادر سياسية مطلعة ان العهد الذي تلقَّى جرعات دعم محلية وخارجية ما يزال يعمل على تحقيق التعهدات التي ذكرها رئيس الجمهورية في خطاب القسم، ولا يمكن توجيه السهام اليه منذ الان بفعل عدم انجاز ملف تسليم السلاح او حسمه، مع العلم انه كان واضحا في اشارته الى ان حزب الله لا يتعاطى في جنوب الليطاني كما في اشادته بدور الجيش في تنفيذ المهمات كافة، وتلاحظ ان ما قاله رئيس الجمهورية امام وفد نقابة المحررين من وجود بعض الداخل الذي لا يشيد بالجيش يدل على استياء رئاسي منه، مشيرة الى ان الإنطلاقة النارية للعهد ليست مسألة تحتاج الى تقييم طالما ان هناك ارادة رئاسية بتحقيق ما يجب، وأن الدعم الخارجي لم يتراجع ولا مجال للحديث هنا عنه طالما ان الرئاسة الأولى تستقطب الوفود الاجنبية والعربية مما يدحض اي كلام عن عنب خارجي على رئيس البلاد.
وتفيد المصادر نفسها لـ«اللواء» ان غالبية اللبنانيين يدركون ان الإستراتيجية التي يتبعها رئيس الجمهورية في عهده تختلف عن باقي الإستراتيجيات، حيث الكلمة النهائية للدولة وانخراطها في التسويات في المنطقة كي لا تكون بعيدة عنها ودائما وفق قوة المنطق، وتلفت إلى ان هناك بعض الملاحظات التي تسجل على بطء محدد يعرقل انطلاق مسار المرحلة الجديدة وكأن الوضع لا يزال في موقع المراوحة حتى وإن ادى رئيس البلاد قسطه الى العلى، وها هو اليوم لا يزال ينادي بدخول لبنان في هذا التفاوض وينتظر الأجوبة بعد الإجتماع مع السفير الأميركي الجديد في لبنان ميشال عيسى، مشددة على ان امام العهد مهمات متعددة ورئيس الجمهورية يدرك ان الوقت قد يعارضه لكنه سيفي ببعض الإلتزامات، على ان اي سيناريو غير متوقع يصيب العهد بفعل ضربات اسرائيلية او تصادم داخلي- داخلي يعني ان تأثيراته ستطاول العام الثاني من العهد.
ولا تتحدث هذه المصادر عن رسائل أميركية او فرنسية جديدة وصلت الى رئيس الجمهورية باستثناء تلك التي تم ارسالها مع الوفود السياسية والإقتصادية الأخيرة، وفي الإمكان القول ان العام الأول من العهد أتمَّ ما كان ينقص لبنان لسنوات ولا بد من انتظار كيف سيرفد هذا العهد وهل سيطوي سنته الأولى مع انجاز تعهدات اساسية دون الإغفال عن تحديات اخرى مثل الفساد وضبط الهدر، وتسأل عما اذا كان الهدف من توجيه انتقاد الى الحكومة شمول العهد ايضا؟ ربما لا وربما نعم ..
في التاسع من كانون الثاني من العام ٢٠٢٦، يطفىء العهد شمعته الأولى وها هو امام المجهر الدولي والعين المحلية، ولكن من يدرك سيده يعرف انه ليس الا من الذين يبدون التفاؤل دائما وهذا ما يشكل دافعا للتحرك.