المطران عودة: ويل لمسؤول يجوع الاطفال ويهان البشر في عهده... اين مجلس النواب وهل يجوز ان يخرج قاض عن القانون؟

المطران الياس عودة وفي عظة أحد الشعانين دعا إلى أن نصلي من اجل قيامة العالم وخلاصنا من الازمة الصحية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية لعلّ الحياة تعود الى طبيعتها مجددا ومتى عادت علينا الا ننسى ان من نصرخ اليه هوشعنا هو الذي اعادنا وعلينا ان نبقى شاكرين على نعمه العظيمة. وأكد أن الخلاص لا يأتي الا بالمسيح، لا عبر سلاح او ميليشيات ولا عبر قادة احزاب ذوي مصالح وطموحات ولا عبر خطابات رنانة فارغة المضمون هدفها حشد الناس لاجل مصلحة خاصة.

وقال "معيب ومخز ما نعيشه في لبنان وما يكابده مواطنون لا ذنب لهم سوى انهم وثقوا بزعماء وتبعوهم لكن هؤلاء خانوا الشعب وثقته بهم وعملوا لمصالحهم ولو على حساب المصلحة العامة ولبنان، وهذا ما يفعلونه اليوم، وبعد تدمير سمعة لبنان المالية والسياسية والاجتماعية ها نحن نشهد تدمير المؤسسات والقضاء عليها واخرها السلطة القضائية التي هي حصن لبنان الاخير والجيش الذي يدافع بنقاء ومحبة وتضحية".

وسأل المطران عودة "هل يجوز ان يتمرد قاض على القانون وهو مؤتمن على تطبيقه، هل يجوز ان يقتحم قاض املاكا خاصا دون مسوغ قانونيّ، هل يجوز الاعتداء على الاعلاميين الذين يؤدون واجبهم؟ مهما كانت قضية القاضي محقة ومن يشن عليه حرباً متجاوزاً للقوانين؟ هل يجوز ان يخرج قاض عن القانون؟ اي عدل نتبع واي حكم وملك بما ان العدل اساس الملك؟"

واستغرب المطران عودة غياب مجلس النواب، سائلاً: "اين مجلس النواب، اين النواب، نعرف سياراتهم وان ارقامها صغيرة وتلحقها كل انواع الامن، لكن اين المجلس النيابي من كل ما يجري اليس من واجبه القيام بما يلجم هذه التجاوزات؟ وعلى القاضي ان يتحلى بالحكمة والصبر لا ان ينقاد بانفعاله ويتصرف بشعبوية لا تقود الا الى الفوضى وقسمة الشعب".

ولفت الى ان بعد 17 تشرين وتمرد الشعب على سلطة اساءت اليه كان املنا كبيرا في ولادة جيل متمسك بمبادئ الحرية والمواطنة بغض النظر عن الانتماء الحزبي والطائفي، وكان املنا ان يتخطى المواطنون انتماءهم الى الزعماء وينتموا الى وطن، لكن املنا خاب عندما شهدنا الاصطفافات الطائفية الاسبوع الماضي.

وأردف المطران عودة "ايها المواطنون، يا من تعانون من تحكم المسؤولين وتدفعون ثمن اخطائهم وانانياتهم وتمسّكهم بمكتسابتهم على حساب حياتكم، ماذا تكسبون؟ عندما تجمعهم المصالح تكونون من الخاسرين وعندما يختلفون تكون خسارتكم اكبر، الم يوحّدكم الجوع واليأس والبطالة والتشرد بعد حجز اموالكم وضياع جنى اعماركن هل ما زلتم تصدقون شعاراتهم؟ رفعوا جميعهم شعار محاربة الفساد والفاسدين هل ادانوا فاسداً واحداً؟ رفعوا جميعهم شعار الاصلاح هل رأيتم اصلاحاً واحداً؟".

وتابع "يثيرون القضايا تباعاً لالهائكم وحرف انظاركم عن واقعكم الاليم وما زلتم تصدقونهم؟"

وقال المطران عودة: "الانسان الذي كرمه الله اهانوه وجعلوه عبدا لرغباتهم، وقطعوا الغذاء عن الاطفال، ويل لمسؤول يجوع الاطفال في عهده ويهان البشر في عهده".

وختم المطران عودة بالدعاء ان يرسل الله لنا خلاصنا ويقيمنا من موت الخطايا وثم من الموت الذي احاط بنا مؤخرا من كل صوب وان يشرق في قلوبنا النور الخلاصي الواهب للحياة.