اين كورونا؟

منذ قرابة الثلاث سنوات، صحا العالم على جائحة خطيرة، سميت بكورونا او كوفيد -19، تميزت بعدواها اللافتة وسرعة انتشارها، اذ اصابت حوالى 458 مليون شخص في العالم وقتلت حوالى 6 ملايين شخص*. ولم تتوقف تداعياتها على الصعيد الصحي فقط، انما غيرت الكثير من معالم الحياة وطرق العيش وانماط السلوك في اقطار العالم كافة.

واليوم، وبعد انخفاض اعداد الاصابات، سواء اكان في العالم ام في لبنان، الى اي مدى يمكننا القول ان هذه الجائحة باتت في نهايتها؟ وهل فعلاً ان لبنان قد اجتازها ام اننا ما زلنا في دائرة الخطر؟

 

يشير رئيس قسم العناية المركزة في مستشفى الروم الدكتور جورج جوفيليكيان في حديث الى Kataeb.org الى ان عداد كورونا ينخفض وهذا اِِلامر يطمئن ويدل على ان الموجة تتجه الى الانحسار، الا انه يلفت الى ان الارقام الصادرة عن وزارة الصحة حول عدد الاصابات في لبنان ليست دقيقة، لأن الكثير من الأشخاص باتوا يستلشئون في اجراء فحوص PCR، لا سيما اذا تبين ان شخصاً واحداً في العائلة اصيب به، فيعتبرون تلقائياً ان الجميع مصابين وبالتالي يبتعدون عن هذا الاجراء.كما ان هناك فئة ثانية من الناس، وهي التي اخذت لقاحين او اكثر، فحين تصاب بكورونا تكون الاعراض خفيفة، وبالتالي فان مناعتها تحميها، فتقرر عدم اجراء هذا الفحص.

ورغم انخفاض الاصابات الا ان عاملين ما زالا يؤثران بشدة على انحسار كورونا او عودة ظهورها:

-         الاول، ودائماً بحسب جوفيليكيان، ظهور المتحورات الجديدة وآخرها BA.2 و BA.3.

-         الثاني هو تلقي اللقاح، فنسبة الملقحين في لبنان لا تزال تقارب الـ 40% من الناس، على رغم الدراسات التي تطمئن والتي تؤكد فعالية اللقاح في وجه كورونا.

 ولمن يسأل اين كورونا؟ ولماذا اللقاح؟يذكر جوفيليكيان ان عدد المرضى الذين يحتاجون دخول المستشفيات والعناية المركزة، كان ولا يزال مرتبطاً بمن لم يتلقّ اللقاح بعد.

وحول اهمية اللقاح الثالث او الجرعة التعزيزية، جدد جوفيليكيان تأكيده ان من يحتاجه هو فئتان من الناس: من جهة، من هم فوق الـ 60 من العمر ونالوا اللقاح الثاني منذ حوالي الـ 6 اشهر. ومن جهة ثانية، كل من يعاني من امراض مناعية او يتناول ادوية تؤثر على الخلايا اللمفاوية التائية.

هل اجراءات الوقاية لا تزال ضرورية؟

الى ذلك، اكد جوفيليكيان ان افضل نوع حماية، تعود لمن تلقى اللقاح والتقط الفيروس وشفي منه، فبذلك تمتد حمايته المكتسبة لفترة طويلة تتعدى السنتين بحسب بعض الدراسات.
وختم جوفيليكيان: "لم نستطع يوماً ضبط الناس او الزامهم بضرورة التقيد بالاجراءات الوقائية الا اننا نشدد على ان اللقاح يحمي، ولمن يعتبر انه اصيب بكورونا ولن يعاوده المرض، فأؤكد ان ان المناعة المكتسبة لا تعني ان الشخص غير قادر على ان يلتقط من جديد فيروس كورونا، فهو يمكن ان يصاب به 10حتى  مرات، من هنا فان الحجر الصحي الزامي وضروري كي يتفادى نقل العدوى الى غيره، فضلا عن ان من يصاب بكوفيد، حتى بدون اعراض، فستظهر لديه تداعيات صحية على المدى البعيد، لذلك الوقاية افضل من العلاج في بلد تستنزف فيه الامكانيات الطبية والادوية".

 

*ارقام منظمة الصحة العالمية حتى يوم 14 آذار 2022