دوكان: أموال سيدر لن تصرف مجّانًا والحكومة اللبنانية لا تملك ترف الوقت

لخّص المبعوث الفرنسي المكلف متابعة تنفيذ مؤتمر "سيدر" السفير ميشال دوكان نتائج محادثاته مع المسؤولين اللبنانين فقال في مؤتمر صحافي عقده في قصر الصنوبر جازمًا أن اموال سيدر موجودة ولكن ليس للتوزيع او الصرف مجاناً.

وقال: "لقد استخلصت من هذه الزيارة ان لبنان مستعد للبدء بالاصلاحات، وتبين ذلك خلال لقائي المسؤولين الذين اكدوا ان الحكومة لن تضيع المزيد من الوقت وستبدأ بانجاز التقدم والارادة واضحة لدى الجميع".

وإذ أوضح أن ليس لدى الحكومة اللبنانية الكثير من الوقت لكي تبدأ الإصلاحات، دعا الى تقديم خطة للاصلاحات في القطاعات المتفق عليها كي تكون الصورة واضحة عند المستثمرين لكسب ثقتهم.

وأضاف: "يجب ان يكون الإصلاح في قطاع الكهرباء، ويجب ان تكون الكهرباء ٢٤/٢٤ ، لأنه من دون كهرباء لا مجال للإنماء والإستثمار والتطور".

واكد أن ليس صحيحا ان اموال سيدر ذهبت، جازما انها موجودة ولكن ليس للتوزيع او الصرف مجاناً، او بطريقة عشوائية.

وختم دوكان: "أعيد وأكرّر، لم أحدّد مهلة زمنية، نرفض الاحكام المسبقة التي تم تداولها في الصحف اللبنانية، نحن وضعنا برنامجًا للاستثمارات والوقت يمر".

جولة دوكان

المبعوث الفرنسي كان قد جال على رأس وفد فرنسي ضمّ السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه على عدد من المسؤولين اللبنانيين.

 ففي بيت الوسط

في بيت الوسط استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في حضور الوزير السابق غطاس خوري وعدد من المستشارين والمعاونين. وتناول البحث الجهود والخطوات المطلوبة لتنفيذ مقررات مؤتمر "سيدر".

واكد من بيت الوسط ان على الحكومة اللبنانية ان تضع برنامجا محددا من اجل تنفيذ بنود "سيدر".

في وزارة المال

وبعد لقائه وزير المال علي حسن خليل اعتبر دوكان أن البيان الوزاري وثيقة جيدة يُبين المسار الذي ترغب السلطات السياسية اللبنانية بانتهاجه، لافتا الى أن المجتمع الدولي يقف إلى جانب السلطات اللبنانية ليدعم ما يرد فيه.

ورأى دوكين انه يجب تقديم إشارات الآن في مختلف المجالات الواردة في البيان الوزاري، مشددا على ضرورة تقديم موازنة 2019 بشكل سريع، معتبرا أنه على الموازنة أن تلحظ خفض العجز ( وفقاً لما هو وارد في البيان الوزاري) بما لا يقل عن واحد بالمائة من إجمالي الناتج المحلي.

ولفت الى أنه يجب التقدم على صعيد موضوع الوظيفة العامة ونظام التقاعد والقيام بالإصلاحات اللازمة في قطاع الكهرباء، مكررا أنه ثمة مثلث ومكون من المشاريع والإصلاحات والتمويل ويجب التحرك على هذه المستويات الثلاثة بالتوازي.

وردا على سؤال اذا كان على لبنان أن ينفّذ الإصلاحات ضمن مهلة شهرين للاستفادة من مساعدات مؤتمر سيدر؟اكد أنه من غير الممكن إنجاز كل الأمور في بضعة أسابيع ولكن يجب إعطاء إشارات في المجالات المختلفة في مهلة قصيرة نسبيا، معتبرا أنه قد يكون من المؤسف انه بعد مرور شهرين أو ثلاثة أشهر لم يتم مباشرة العمل.

واذ شدد على أن أموال سيدر حاضرة دائماً والدول المانحة المؤسسات الدولية مستعدة للمساعدة، اوضح أن الإصلاحات لا تقتصر على الموازنة. وقال:" ثمة مشاريع في قطاع الاتصالات والطيران والطاقة. وقد سُنت قوانين ولكنها غير مطبقة لأن الهيئات الناظمة لا تعمل لأن التعيينات فيها لم تحصل. كيف تتوقعون إقناع المستثمرين من القطاعين العام والخاص  بالاستثمار إن كانوا يجهلون طريقة تنظيم القطاعات؟".

في وزارة البيئة

ومن ثم انتقل الى وزارة البيئة حيث التقى الوزير فادي جريصاتي، وتناول البحث ضرورة استعجال الآليات التنفيذية لمؤتمر سيدر وترجمة البنود الاصلاحية في البيان الوزاري.

وقد رحّب وزير البيئة بالسفير دوكين وشرح له المشاريع والخطط التي تنفّذها وزارة البيئة وفي مقدمها تطبيق قانون الادارة المتكاملة للنفايات الصلبة ومكافحة التلوث في حوض نهر الليطاني والحفاظ على الموارد الطبيعية، وأبدى السفير دوكين كل الاستعداد لدعم خطة معالجة النفايات، معتبراً أنه "ليس لدينا ترف الوقت بعد التأخر في تشكيل الحكومة".

وبعد اللقاء قال الوزير جريصاتي: "يمكن إستنتاج خلاصتين اساسيتين من الاجتماع بالسفير دوكين الذي أعتبره مثمراً جداً، أولاً تأكيده أن مؤتمر سيدر يركّز على قطاعات كثيرة ولكن لديه ثلاث اولويات رئيسية هي الكهرباء، المياه بما فيها تلوث الانهر وتكرير المياه، والاولوية الثالثة هي موضوع النفايات الذي أصبح اولوية لدى المجتمع الدولي لمساعدة لبنان. الخلاصة الثانية التي نستنتجها هي أن الاصلاحات المطلوبة من لبنان والمسؤولية هي علينا كحكومة لتقديم المشاريع والاولويات وعدم انتظار المجتمع الدولي. لذلك من الواضح أنه علينا كحكومة تحمّل مسؤولياتنا بأسرع وقت، والسرعة هي بيدنا وليست بيدهم لأنهم جاهزون، وقد أكد السفير دوكين التزام المجتمع الدولي ببرنامج سيدر وبكل الاموال ما وعدوا به، وهذا يطمئننا كثيراً ويريحنا والباقي بات على عاتقنا، فنحن حكومة الى العمل ويفترض بنا الاسراع وتحضير ملفاتنا لأن لديهم كامل الجهوزية للمساعدة".   

في وزارة الاتصالات

في الاطار عينه، استقبل وزير الاتصالات محمد شقير السفير المكلف متابعة مؤتمر "سيدر" بيار دوكين وجرى البحث في مختلف المواضيع المتعلقة بالمؤتمر.

بداية رحب شقير بالسفير دوكين، منوها "بالجهود الكبيرة التي بذلها ويبذلها للتقدم في تنفيذ مشاريع مؤتمر سيدر".

وأكد "الاهتمام الكبير الذي تبديه السلطات اللبنانية، وخصوصا الحكومة للاستجابة لمختلف المتطلبات التي حددها المؤتمر تمهيدا للمباشرة في عملية تنفيذ المشاريع التي نعول عليها كثيرا في عملية النهوض بالاقتصاد اللبناني".

من جهته، اكد دوكين "وقوف المجتمع الدولي الى جانب لبنان لمساعدته في تخطي الصعوبات التي يعاني منها"، منوها "بتضمين البيان الوزاري البنود التي اتفق عليها في مؤتمر "سيدر"، الا أنه شدد على ضرورة ارسال اشارات ايجابية للمجتمع الدولي في هذا الاطار لا سيما اقرار موازنة العام 2019 واقرار الاصلاحات المتعلقة بالقطاع العام وبمالية الدولة وكذلك الاصلاحات القطاعية ومنها الطاقة والاتصالات".

كما أكد ان "الدول المانحة والمؤسسات الدولية مستعدة للمساعدة، وإن ألاموال التي اقرها مؤتمر "سيدر" جاهزة، ومن المهم البدء بالمشاريع بحسب الأولوية".

وذكرت معلومات للـLBCI ان دوكين عقد إجتماعًا في قصر الصنوبر مع سفراء الدول المانحة في مؤتمر سيدر وممثلين عن المؤسسات الدولية في لبنان.