ماكرون يسعى للقاء سعودي إيراني في مؤتمر بغداد 2 بعمّان

تتجه الأنظار في المنطقة إلى قمّة عمان، وسط رهانات على احتمال حصول لقاء إيراني - سعودي من شأنه تجديد الحوار أو التواصل بين الطرفين بعد انقطاع لأشهر، ويسعى إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي سيحضر الاجتماع. يستضيف الأردن غداً، في مركز الملك حسين بن طلال للمؤتمرات على البحر الميت، قمة «مؤتمر بغداد 2»، التي تأتي بعد «مؤتمر بغداد 1»، الذي عقد في العاصمة العراقية نهاية اب الماضي، وسط ترقّب لمناقشات إقليمية ومساعٍ فرنسية لعقد لقاء إيراني - سعودي.

وستشارك في هذه النسخة البحرين وسلطنة عمان إلى جانب مصر والسعودية والإمارات وقطر وتركيا وإيران والعراق وفرنسا.

وسوف تعقد القمّة بعد زيارتين للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى قطر، التي جاء خلالها على تناول الملف اللبناني، والذي سيكون حاضراً في القمّة، إضافة إلى الرهان على احتمال حصول لقاء إيراني - سعودي من شأنه تجديد الحوار أو التواصل بين الطرفين بعد انقطاع لأشهر.

مستوى تمثيل إيران والسعودية وفيما لم يتضح بعد مستوى تمثيل السعودية، وإذا كان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان هو من سيمثّل المملكة في الاجتماع، أعلنت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) أن وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان سيمثل البلاد بالقمة، في أول زيارة رسمية له منذ تسلّمه منصبه في أواخر اب 2021.

إلا أن مصادر إيرانية قالت ل «الجريدة»، إن النقاشات استمرت حتى اللحظات الأخيرة حول مستوى التمثيل، وإنه في حال تبيّن أن هناك فرصة إيجابية للقاء سعودي ايراني، فإن الرئيس إبراهيم رئيسي قد يتوجه بنفسه إلى الأردن. وسواء ذهب عبداللهيان أو رئيسي إلى الأردن، فإنها ستكون أول زيارة لمسؤول إيراني رفيع، بعد نحو 7 أشهر من تحذير العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، من احتمال ملء إيران ووكلائها الفراغ الذي تخلّفه روسيا في سورية، وما يمكن أن ينتج عنه من مشاكل على طول الحدود المشتركة.

اختبار للسوداني وستكون القمّة امتحاناً أول لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في علاقاته العربية.

وتكشف مصادر متابعة أن التسوية التي أدت إلى حصول تقاطع إيراني أميركي لتشكيل الحكومة العراقية مبنية على نقطتين أساسيتين، الأولى وقف العراقيين لتزويد النظام السوري بالنفط والمساعدات، والثانية وقف تخفيض نسبة تدخلات حزب الله في الشأن العراقي.

وفي حال استمر العراق ملتزماً بهذه الشروط الأميركية، فإن الوضع في سورية سيتفاقم اقتصادياً ومالياً ومعيشياً، خصوصاً داخل بيئة النظام هذا من جهة، إضافة إلى الوضع في الجنوب السوري الذي يتفلت من يد النظام السوري والروس حتى الذين ينسحبون من مناطق سورية متعددة لزوم احتياجات الحرب في أوكرانيا. كذلك لا يمكن إغفال الاضطرابات في السويداء ضد الحكومة السورية، وبالتالي، فإن ملف الجنوب السوري سيكون حاضراً بقوة في قمة عمّان، نظراً للموقع الأساسي والاستراتيجي للأردن بالنسبة إلى مناطق جنوب سورية. كل هذه الملفات لا بدّ لها أن تحضر في قمة الأردن، والتي سيسعى خلالها ماكرون إلى إثارة الملف اللبناني مع رؤساء ومسؤولين هناك، خصوصاً في ظل التواصل الفرنسي السعودي المستمر، كما أن ماكرون سيحاول فتح قنوات التواصل السعودية - الإيرانية حول الملف اللبناني سعياً للوصول إلى تسوية، لكنّ الأمر يبقى مرتبطاً بمستوى تمثيل البلدين.

 ولا بدّ من انتظار القمّة لتلمّس جملة وقائع وأحداث، وإن لم تكن قادرة على إحداث تغيير فوري أو فعلي، إلا أنها ستعطي مؤشرات حيال اتجاه الأمور في عدد من ملفات المنطقة. وأعلن قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيتوجه، اليوم، إلى حاملة الطائرات شارل ديغول الراسية قبالة مصر، للاحتفال بعيد الميلاد مع القوات الفرنسية، قبل حضور المؤتمر.

وقال «الإليزيه» إن المؤتمر «يتعلق بتقديم الدعم والاستقرار والأمن والازدهار للعراق والتعامل مع المنطقة بأكملها، بما أن العراق بلد أساسي» من خلال معالجة المشاكل المشتركة، مثل الاحتباس الحراري والأمن الغذائي. كما أفادت الرئاسة بأن «رئيس الجمهورية سيتطرق الى أزمات المنطقة» فيما تهزّ إيران موجة تظاهرات يقابلها قمع دام.

وسيتولى الجيش الأردني حماية القمة، بعد أيام من مقتل ضابط شرطة بارز خلال احتجاجات. وبحسب بيان عسكري، فإنه سيتم نشر قوات وآليات تابعة للجيش على الطريق المؤدي من مطار الملكة علياء الدولي الى منطقة البحر الميت لتأمين القمة.