مناقشة مستقبل "حزب الله" من دون السلاح وُضعت على طاولة البحث

عبّر أكثر من مرجع رسمي وسياسي، عن القلق من غبار النار المشتعلة في الإقليم، مع التشديد على ضرورة اليقظة لتجنب أي تداعيات لها في الشارع اللبناني، خصوصا بعدما شهدت الساحة اللبنانية بعض التحركات المتناقضة في عدة مناطق من طرابلس إلى جبل لبنان.

وأجرى رئيس مجلس الوزراء د.نواف سلام اتصالا بالرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، شددا خلاله، بحسب المكتب الإعلامي لرئاسة الحكومة، «على صيانة وحدة سورية وتفاهم جميع أبنائها تحت مظلة الدولة السورية، إضافة إلى أهمية التحلي بالتعقل والحكمة في لبنان وتفادي ردود الأفعال التي من الممكن أن تخلق توترات داخلية بين أبناء الوطن الواحد. وقد أثنى رئيس الحكومة على الجهود التي قام بها جنبلاط وسائر الفعاليات في مختلف المناطق لتفادي أي إشكالات داخلية تهدد استقرار وطننا ومسار استعادته لسلطة الدولة التي تبقى المرجعية لجميع اللبنانيين».

من جهة أخرى، قال مصدر مقرب من مرجع رسمي لـ «الأنباء»: «على لبنان اتخاذ خطوات تصب في خانة التسريع بالمسار التفاوضي حول موضوع السلاح وبسط سلطة الدولة، كي تكون القوى الشرعية اللبنانية قادرة على منع أي تحرك يهدد الاستقرار في البلد».

وأضاف المصدر: «التحرك يجب أن يكون على خطين: أولا من خلال اللجنة المكلفة من الرؤساء الثلاثة متابعة موضوع المراسلات مع الموفد الأميركي توماس باراك، وهي في هذا الوقت تعقد اجتماعات مكثفة بالقصر الجمهوري لمناقشة الرد الأميركي وسبل التعاطي معه.

والثاني من خلال الحكومة لجهة اتخاذ خطوات متقدمة لمواجهة المستجدات، خصوصا أنها أخذت دعما وثقة متجددة من المجلس النيابي سواء من خلال التصويت على الثقة، أو شبه الإجماع من القوى السياسية على سحب موضوع السلاح من التداول، مع التشديد على أنه لم يعد مصدرا لتوازن الردع أو منع إسرائيل من مواصلة عدوانها الشرس على مختلف المناطق اللبنانية وفي شكل يومي، وهذا ما أكدت عليه معظم الخطب النيابية في جلسة مناقشة الحكومة على مدى يومين».

وفي هذا الإطار، ذكرت مصادر نيابية بارزة لـ «الأنباء» أن مناقشة مستقبل «حزب الله» من دون السلاح قد وضعت على طاولة البحث، وأن المواقف المرنة لنواب الحزب الثلاثة الذين قدموا مداخلات خلال الجلسة النيابية أكدت استعداد الحزب لهذا المنحى.

وأضافت المصادر: «يدور النقاش حول سبل مواجهة إسرائيل ووقف عدوانها وتأمين الانسحاب حتى الحدود الدولية، في وقت تبدو اليوم أن يدها مطلوقة في ممارسة حربها بكل الاتجاهات دون رادع أو ممارسة ضغوط دولية عليها.

وفي هذا الإطار تطرقت المصادر إلى الممارسات الإسرائيلية اليومية في المناطق الحدودية، حيث يتم اقتحام القرى بشكل يومي، وتقوم القوات الإسرائيلية بتفجير منازل أو جرف الحقول كما حصل فجر أمس في بلدة حولا الحدودية، في ظل غياب كامل للجنة الإشراف على وقف إطلاق النار، وشلل شبه كلي للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل» مع اقتراب موعد التجديد لها الشهر المقبل، وسط حديث عن احتمال تخفيض عددها وموازنتها كنوع من الضغط على لبنان لتلبية بعض الشروط الدولية.