موسم رائع للتفاح لهذا العام... لكن كيف سيتم تصريفه؟

" الموسم بيجنّن وحامل كتير" بهذه الجملة يختصر رئيس نقابة مصدري ومستوردي الفاكهة والخضار نعيم خليل واقع موسم التفاح لهذا العام. فمن المتعارف عليه ان هذا الموسم يمتد من أيلول الى ايلول من كل عام، ويتكل عليه الاهالي من اجل تنظيم مصاريفهم على مدار سنة زراعية جديدة، الا انه من المعلوم ايضا ان هذا القطاع تعصف به أزمة كبيرة وهي كيفية تصريف الانتاج الذي يحصد حوالي 250 الف طن من التفاح اللبناني، فالسوق المحلّي لا قدرة لديه سوى على استهلاك حوالي 70 الف طن من الانتاج، في حين يبقى  180 الف طن بانتظار تصريفه للخارج، فماذا سيكون مصيره هذا العام؟

يؤكد خليل عبر kataeb.org  ان الكثير من المزارعين يطالبون بفتح قنوات اضافية واسواق جديدة في الخارج لتصريف مزروعاتم، الا ان ذلك يتطلب جهداً كبيرأً وتهيئة جدية في هذا المجال، وهذا الامر غير متاح في هذه الظروف، من هنا فان الحل الوحيد الجدير باتخاذه هو اعادة فتح أبواب البرادات أمامنا وتفعيل الاستيراد وإلا سسيرمى المنتوج، سيما وان المواطن اللبناني غير قادر على شراء التفاح الذي ستكون تكلفته لهذا العام 4 دولار للصندوق الواحد.

ويضيف: " الموسم جيد جداً لهذا العام في كل لبنان والاشجار تحمل الكثير الكثير من التفاح، الا ان ما يلزمنا هو تأمين المازوت وكلفته وعدم تفاوت الاسعار بين يوم وآخر، مما يسمح لنا بتأمين الكهرباء وتشغيل البرادات للحفاظ على الموسم"، مشيراً الى انه سمع من المسؤولين وتحديدا ًمن وزير الطاقة كلاماً طناناً الا انه يبقى ضمن نطاق الشعارات والأشعار التي لا تُطعم خبزاً.

اسواق الخارج

ويوضح خليل ان مصر التي تستوعب السوق الاكبر قد خفضت نسبة استيرادها للتفاح لهذا العام بسبب ارتفاع الجينيه المصري، كما ان تصريف الانتاج الى العراق لم يعد كبيرا كما كان عليه في السابق.

من هنا يرى ان  حلّ اللجوء الى البرادات يبقى امرا ضروريا سيّما وأن التصدير في البر يقدّر بأقل كلفة من التصدير في البحر، "فنحن نتعامل مع الامارات وسنصدّر اليها، الا ان تكلفة حاويات التبريد في البواخر مرتفعة جداً كما انها تتطلب اسابيع قبل الوصول الى الخليج". لذلك يتمنى خليل من المملكة العربية السعودية فتح أبوابها امام السوق اللبناني لتصريف انتاجه سيما وانها لاعب اساسي في احياء هذا القطاع، او على الاقل السماح للمزارعين بتمرير منتوجاتهم داخل حدودها، ما يخفف على المزارع اللبناني المزيد من التكاليف.

في وقت يعاني فيه موسم التفاح كسائر القطاعات الزراعية والاقتصادية لا من آذان تصغي اليه او تبادر لحلّ ازماته، ولا سيما على صعيد الدولة التي تغوص في غيبوبة تامة نحو المواطن العادي، فكيف بالحري نحو مواطن الجرود ومُزارع الجبال؟! واذا كانت الدولة قد بخلت بدعمها للموسم الماضي، فلا يختلف اثنان انها ستبخل بدعمها أكثر لهذا القطاع في هذا العام مع ازدياد الانهيار والازمات المالية، وبالمقابل تبقى المبادرات الفردية والمساعدات الانسانية هي الوحيدة التي قادرة على انقاذ هذا الموسم واعطاء للتفاح "طعمه".