إسرائيل رفعت شروطها... فهل تأخر لبنان على التزام الـ1701؟

بعد الزوبعة التي أثارها الكلام التمهيدي للموفد الشخصي للرئيس الأميركي آموس هوكشتاين قبل أيام على زيارته بيروت، حول أن قرار مجلس الأمن الرقم ١٧٠١ لم يعد كافياً، وثمة حاجة إلى ما وصفه بـ"قرار+"، حرص الوسيط الأميركي على توضيح ما قصده بكلامه، لكن من دون أن ينفيه، أو يطمئن الجانب اللبناني حيال إمكانية التوصل إلى تفاهم، لا سيما أن "التحديثات" المطروحة على القرار الدولي تتناغم مع المطالب الإسرائيلية والشروط التي تضعها تل أبيب.

كان هوكشتاين واضحاً في تحديد ما قصده بأن المطروح ليس تعديلاً للقرار الدولي بل في آليات تطبيقه، ذلك أن أي تعديل دونه أكثر من عقبة، أولاها أن لبنان لا يملك ترف صياغة توافق جديد على قرار معدل، وهو بالكاد نجح في إعلان التزامه بالقرار كما هو. وثانيتها أن أي تعديل سيحتاج إلى تصويت جديد في مجلس الأمن، سيتعذر تأمين الإجماع عليه.  

ينطلق كلام هوكشتاين عن أن التزام الجانبين اللبناني والإسرائيلي بالقرار كما هو ليس كافياً، مما في جعبته من معلومات حيال الموقفين اللبناني والإسرائيلي على السواء. فلبنان الرسمي الذي التزم التنفيذ وإرسال الجيش إلى الجنوب عاجز عن القيام بذلك ما لم يتم تأمين التمويل للمؤسسة العسكرية لتتمكن من القيام بمهماتها، فضلاً عن ضرورة انتزاع ضمانات إسرائيلية بأنها لن تستهدف العناصر، كما حصل قبل يومين وأدى إلى استشهاد ثلاثة عسكريين، أو أن تستهدف قوات الطوارئ العاملة في الجنوب، أيضاً كما هو حاصل منذ فترة قصيرة.

أما على الجانب الإسرائيلي، فقد تبلغ هوكشتاين قبل زيارته بيروت الشروط الإسرائيلية التي وردت في وثيقة صادرة عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على ما كشف موقع "إكسيوس"، وفيها شرطان لا يمكن لبنان أو حتى الأمم المتحدة التي تعمل تحت مظلتها القوة الدولية في الجنوب القبول بهما، ويتعلقان بالسماح لإسرائيل بحرية الحركة الجوية ما يشكل خرقاً فاضحاً للقرار ١٧٠١، وحرية التحرك للتأكد من عدم قدرة "حزب الله" على إعادة بناء قدراته العسكرية على الحدود الجنوبية.

وبناءً على ذلك، سينقل هوكشتاين الموقف المعروف مسبقاً للبنان من هذه الإضافات أو الأصح الخروقات للقرار الدولي، إلى تل أبيب التي سينتقل إليها فور انتهاء زيارته لبيروت.

ولكن في خلاصة زيارة المبعوث الأميركي، لا بوادر لنتائج عملية، في ظل استمرار الرفض الإسرائيلي لوقف النار والأعمال العدائية كما ينص القرار الدولي، للانطلاق إلى مفاوضات بناءة في الوقت القصير الباقي أمام هوكشتاين للتحرك قبل موعد الانتخابات الأميركية. وربما هذا ما دفع رئيس المجلس نبيه بري الذي يقود المفاوضات باسم الحزب للقول أول من أمس إن الزيارة هي الفرصة الأخيرة للتوصل إلى وقف للنار. وهذا يعني أنه مدرك أن هذه الفرصة لم تعد متاحة، بعدما علق باقتضاب على لقائه بهوكشتاين قائلاً "العبرة في النتائج".