المصدر: الأنباء الكويتية
الكاتب: داود رمال
الخميس 20 حزيران 2024 00:24:45
كما كان متوقعا، جاءت زيارة الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين إلى إسرائيل ومن ثم اضطراره الحضور إلى لبنان لضرورات أميركية رئاسية، سعيا إلى تحقيق إنجاز ولو وقتيا وآنيا يتصل بهدنة على الجبهة الجنوبية، تفتح الباب سريعا لمعاودة المفاوضات حول تثبيت الحدود البرية.
لكن ما استعجل هوكشتاين بالحضور فورا إلى بيروت، هو ما سمعه من المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل، من انه «تمت المصادقة على كل الخطط والإجراءات الحربية لتنفيذ عملية عسكرية واسعة في لبنان، وان السقف الزمني لبدء هذه العملية هو من اسبوعين إلى شهر على أبعد تقدير، وهذا الوقت الذي تحتاج اليه إسرائيل لإنهاء عملية رفح».
وأوضح مصدر لبناني شارك في أحد اجتماعات هوكشتاين في زيارته السريعة إلى بيروت أمس الأول لـ «الأنباء»: «أبلغ الموفد الرئاسي الأميركي رسالة واضحة وللمرة الاولى بلهجة حاسمة، وهي ان تدارك انفجار الوضع هو بيد الدولة اللبنانية، وعليكم ابلاغ حزب الله بأن توجه إسرائيل إلى الحرب وتنفيذ عملية واسعة على جبهتها الشمالية ليس تهويلا. صحيح ان إسرائيل ستتكبد خسائر كبيرة، انما لبنان في ظل وضعه المالي والاقتصادي ستكون خسائره فادحة وستزيد من أزمته التي يصعب تجاوزها».
وأضاف المصدر ان «هوكشتاين كرر في لقاءاته ولأكثر من مرة عبارات تدعو المسؤولين اللبنانيين إلى لجم حزب الله والمبادرة إلى تهدئة الجبهة الجنوبية، وان الوقت المستقطع قصير والمساحة الزمنية تضيق وتتقلص، والتهدئة عندكم ستساعد كثيرا في الوصول إلى تسوية في غزة، فلا تكونوا سببا في انهيار المبادرات وتحديدا مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن التي وافق عليها مجلس الامن وتدعمها الدول الضامنة لها لاسيما الدول العربية».
وكشف المصدر عن ان «الموفد الرئاسي الاميركي حمل حزب الله مسؤولية تدهور الوضع وذهاب الأمور إلى مواجهة مفتوحة، لا بل ان عدم تراجع حركة حماس عن سقف مطالبها وتعنتها مرده إلى التصعيد الذي تعمده حزب الله في الفترة الاخيرة كما ونوعا، بحيث تعتبر الفصائل في غزة ان ورقة الجبهة اللبنانية هي لصالحها وتعزز شروطها التفاوضية، وهذا الامر سيحمل لبنان تبعات لا طاقة له على تحملها».
وتابع المصدر «الجواب اللبناني هو تكرار لما سمعه هوكشتاين في زياراته السابقة، وهو ان الحل يتمثل في وقف إطلاق النار في غزة، وتلقائيا يسود الهدوء على الجبهة اللبنانية. الا ان هوكشتاين لمح إلى ان هذا الأمر ليس مضمونا، فإذا كان المجتمع الدولي يدعم خطة بايدن فلماذا يضع لبنان نفسه في مواجهة المجتمع الدولي؟».
لذا، وبحسب المصدر «تعمد حزب الله الرد على تهديدات هوكشتاين التي نقلها عن الجانب الإسرائيلي، بتوزيع الفيديو عن عملية المسح الجوي التي سماها «الهدهد»، قبل مغادرة هوكشتاين بيروت عائدا إلى تل أبيب ناقلا إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجواب اللبناني».