أبي المنى: لمؤتمر وطني روحي شامل تحت رعاية رئيس الجمهورية

أكّد شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى أنّه "مهما برزت العوائق من داخل الوطن أو من خارجه، فإن الروابط الروحية والوطنية بين أبنائه متينة وعصية على الانحلال"، مشدّداً على "البناء الوطني والإنساني، والتمسّك بالهوية الروحية الخاصة التي لا تتعارض مع الانفتاح والحوار والعيش الواحد ومع المصالح العليا للوطن، الذي لا يبنى بالتعصب والتكفير والتطرّف".

جاء كلامه خلال كلمة ألقاها في ندوة ثقافية وطنية بعنوان "الشراكة الروحية الوطنية، مظلّة الإصلاح والإنقاذ"، عقدت برعايته ورعاية نائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري في دار حاصبيا، وبالتعاون مع مؤسسة الخليل الاجتماعية. الندوة نظّمتها اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز، وشارك فيها المطران الياس الكفوري، والمفتي حسن دلة، والسيد علي فضل الله ممثّلاً المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله، إلى جانب الوزير والنائب السابق أنور الخليل ورئيس اتحاد بلديات الحاصباني لبيب الحمرا.

وفي كلمته، قال أبي المنى: "يسعدني أن نكون معاً اليوم في حاصبيا، حاصبيا الأصالة والتاريخ والتقوى والوطنية، النموذج الجنوبي الصامد والمتمسك بإرادة البقاء. وقد اخترناها لتكون المحطّة الثانية في سلسلة ندوات الشراكة الروحية الوطنية التي أطلقناها منذ أشهر. هذا العنوان الأمتن لبناء الدولة واستعادة الأمل، والشعار الأرقى الذي يجسد معنى وجود لبنان كوطن التنوع والشراكة؛ وطن المؤمنين بالله وبالعيش الواحد المشترك، حيث الجميع إخوة في الحق والوطنية".

وأوضح أن لبنان "مختبر إيمان وتفاعل وطني رائع، شعبه واحد بالرغم من تعدّد أديانه ومذاهبه، جذوره متينة وصلبة، وأغصانه وزهوره متعدّدة الألوان والأحجام، لكنها متفرعة من جذع تاريخي ووطني متين".

وشدّد على أن الإصلاح لا يمكن أن ينجح ما لم يقترن بإصلاح روحي وأخلاقي، مؤكّداً أن "التطرّف لا دين له، والتكفير خطر على الأوطان قبل أن يكون على الأديان". 

ودعا إلى قيام مؤتمر وطني روحي شامل تحت رعاية رئيس الجمهورية، ليكون مظلة جامعة لجميع المكوّنات والقوى الوطنية".

من جهّته، حيّا نائب متري الحضور، ناقلاً تحيات رئيسي الجمهورية والحكومة، ومؤكّداً أن "العيش المشترك ليس شعارًا بل ممارسة وتفاعلاً دائماً"، داعياً إلى "مصالحة مع التواضع والعقلانية والتسامح، بعيداً عن الطائفية الاجتماعية والانقسامات المصنوعة".

مع استمرار جولته، أشار أبي المنى إلى أن الجنوب "عنوان الكرامة والصمود، ورمز للتضحيات من أجل بقاء لبنان"، منوّهاً بأن "أبناء المنطقة أثبتوا أنهم أوفياء لوطنهم رغم التحديات والاعتداءات". 

وعرض المشاريع الثلاثة التي يعمل عليها المجلس المذهبي: استثمار الأوقاف، رعاية الأسرة التوحيدية، ونشر الثقافة التوحيدية عبر مراكز تثقيفية في مختلف المناطق، لافتاً إلى أنّها "خطط عملية لنهضة الجبل والجنوب وكل لبنان".

وخلال جولته في حاصبيا ومنطقتها، التقى شيخ العقل فعاليات سياسية واجتماعية ودينية وأبناء البلدة في أجواء ترحيب واسعة. ثم افتتح "مركز الثقافة التوحيدية" في مقام نبي الله شعيب في خلوات الكفير، مؤكّداً أن "المعرفة والثقافة هما السلاح الأقوى في مواجهة العدوان". 

وفي عين قنية وميمس، اجتمع مع المشايخ والأهالي، حيث شدّد على أن "المصالحة الوطنية لا تكتمل إلا إذا كانت أيضاً مصالحة مع الذات والضمير". 

ومن حاصبيا، دعا الشباب إلى "التشبّث بأرضهم وعدم الهجرة، لأن هذه الأرض لنا ولهم".

شملت جولة شيخ العقل زيارات لعدد من المشايخ والفاعليات في حاصبيا والكفير وميمس وعين قنية، حيث شدّد أبي المنى على "الثبات في الهوية الوطنية والتوحيدية، وترسيخ الشراكة الروحية والعيش الواحد في كل لبنان".