المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الكاتب: يوسف فارس
الثلاثاء 10 كانون الاول 2024 15:28:29
لم يكد الاتفاق على وقف الحرب يدخل حيز التنفيذ حتى وجد لبنان نفسه امام استحقاق داهم اخر اقترن بالاستحقاق الجنوبي بعدما تسارعت التطورات الجارية في سوريا وسقطت المناطق والنظام في يد الفصائل المسلحة والمعارضة .
الحدث السوري واتساع سيطرة التنظيمات المسلحة نحو المناطق المتاخمة للحدود مع لبنان فرض استنفارا اخر للجيش اللبناني استوجب تعزيزات كبيرة إضافية للوحدات العسكرية على الحدود الشرقية مع سوريا تحسبا لكل الاحتمالات متزامنة مع استمرار انتشاره في الجنوب بالتنسيق مع قوات اليونيفيل ، علما ان قيادة الجيش تتابع مع المراجع المختصة الخروقات المستمرة التي تقوم بها إسرائيل فيما تستمر الوحدات العسكرية في تنفيذ مهامها بما فيها عمليات دهم في مختلف المناطق اللبنانية بحثا عن مطلوبين إضافة الى تعزيز الانتشار على الحدود الشرقية والشمالية تحسبا لاي طارئ ، كما ان مديرية المخابرات والوحدات المختصة في عمليات الرصد والمراقبة عبر المناطق الحدودية في البقاع الشمالي ضاعفت جهودها حيث يرى الجيش من هذه الزاوية ان مسألة الحدود تتعلق بجوهر سيادته الوطنية. لذا نفذ خطوات ميدانية فعالة مكنته من الإمساك بزمام الحدود بنسبة تتجاوز 70في المائة باستثناء المعابر الخاضعة للسيطرة السورية .
النائب السابق مصطفى علوش يؤكد عبر "المركزية "ان تداعيات ما يجري في سوريا قد تكون خطيرة لكنها ليست اخطر على لبنان ومستقبله من تداعيات الحرب الإسرائيلية .ويقول ان ما زاد الأمور تعقيدا وصعوبة هو اصرار حزب الله على الانخراط في تلك الاحداث حتى اللحظة الأخيرة، على ما كان اكد امينه العام الشيخ نعيم قاسم كونه يعلم جيدا ان الهدف الأساس للمستجدات في سوريا هو قطع طرق الامداد عليه التي كانت ايران مصرة على عدم التخلي عنها بغية إعادة تسليحه بعدما فقد معظم ترسانته العسكرية سيما وان الحزب رافض لتسليم سلاحه حسب قادته ونوابه الساعين للتملص من بنود الاتفاق او التسوية التي رعتها الولايات المتحدة الأميركية وقبلوا بها على مضض للحد من الخسائر الكبيرة التي منيوا بها في الحرب مع إسرائيل .لذا على الحزب امام هذه المشهدية وبعد خسارته لسلاحه ومحاصرته بقطع طرق الامداد امامه تسليم سلاحه والانخراط في الدولة.
ويضيف: ان معرفة واضعي الاتفاق - التسوية بالواقع اللبناني ومن منطلق ادراكهم لتوجه حزب الله أعطوا إسرائيل بورقة الضمانات حق الاشراف الجوي على الأراضي اللبنانية وتحديدا المعابر البرية لقطعها امام أي تحرك لعناصره وسلاحه كما فعل أخيرا في معبر العريضة ولكن انهيار نظام الأسد أدى الى سقوط كل امال الحزب بانسياب السلاح اليه من ايران التي أصيبت بدورها بصدمة كبيرة.