المصدر: Kataeb.org
الكاتب: المحامي انطوان القاصوف
الأحد 24 كانون الاول 2023 14:55:29
أعلم أنك لا تسمعني، ومع ذلك أحبُ أن أناديك ، أن أخاطبك ، وأن أكتب وأتكلم عنك وإليك..!!
ينطفىء الفكر ويبقى أثره !
يرحل الكاتب وتبقى كتبه!
يتقاعد المعلّم وتبقى رسالته!
ينكسر السّيف وتبقى كرامته!
يسقط القلم وتبقى حقيقته!
يغادر الكبير. وتبقى عظمته!
هكذا، يَغيب مجيد العيلي ويبقى حضوره..!
مجيد العيلي ،
حمل الإسم والمسمى:
مُفكّر ، أديب، مُعلّم، سيف ،قلم ، مُناضل ... لبناني بكلّ شرف!
في كلّ مراحل حياته، أوحى واستوحى !
كان المرجع ، كان المقصد، وكثيراً ما كانت بَصيرته ترى ما كان يعجز عن رؤيته البصر...؟!
مجيد العيلي :
في الدّين ، آمن بالله!
في العقيدة ، آمن بالوطن!
في الحياة ، آمن بالعائلة!
فالتقى إيمانه بشعار الكتائب، فإنتسب والتزم !
لم يُغيًر ولم يَتغيًر فكان كتائبياً صاحب سيرة يُحتذى بها ، وحامل شعار يُهتدى به: الكتائب كالشّجرة المعمّرة التي تُغيّر أوراقها وليس جذورها...!
في لقاءاتنا وحواراتنا، في هذا الزمن العصيب ، كنا نتساءل :
إلى متى سنبقى أمّة تائهة لاتتوقّف عن التدهور؟!
وطنا" مُخلّعا" لا يقوى على الوقوف ؟!
شعبا" نازفا" لا يلتئم جرحه الملعون؟!
وكان الرّفيق مجيد ، يعتقد -عن قناعة راسخة- بأن الإجابة على هذه التساؤلات، تكون بالرد أصلا" على خوف وحلم الرئيس المُؤسّس الشيخ بيار الجميل:
لبنان إلى أين؟
أي لبنان نريد؟
الرّفيق مجيد، بعد أن تُقبّل جبين الرّئيس، قُل له : لبناننا ما زال مُعلقا"بين ًالواقع والمرتجى ً..؟!
أخي وصديقي ورفيقي مجيد!
هنيئا" لك، فأنت قضيت العمر:
لا تظلم أحداً !
لا تغتاب أحداً !
لا تحرج أحداً !
ولا ترى نفسك فوق أحد..!
كنت لا تخشى حُكم الآخرين ، كنت -فقط - تخشى حُكم الضّمير... فبقيت وسادة ليلك ناعمة" ومريحة... !
أيّها الرّاحل الحبيب :
إذا كان الموت يُطفئ ما تُضيئ الحياة ، فأنت ستبقى نوراً يضيئ بيتك... يُشعّ في بيت الكتائب وسيبقى كلّ يوم من أيّام الأهل والرّفاق والأصدقاء والأحباء، ناقصا" بدونك...!
وكلنا نودعك مُردّدين بإيمان المؤمنين المُستنيرين بنور القيامة :ميلاد مجيد...!