أربعون النائب الأول لرئيس الكتائب جوزف أبو خليل... الرئيس الجميّل: هو حارس الهيكل ونعاهده بأن مسيرته ستستمر وستثمر انتصاراً

لمناسبة مرور أربعين يومًا على رحيل النائب الأول لرئيس حزب الكتائب اللبنانية الرفيق جوزف ابو خليل، أقيم قداس وجناز في كنيسة مار نهرا فرن الشبّاك، حضره رئيس الكتائب النائب سامي الجميّل وعقيلته السيّدة كارين، الرئيس أمين الجميّل وعقيلته الشيخة جويس، واعضاء المكتب السياسي الكتائبي، وعائلة الراحل.

كاهن الرعية الأب الان شرتوني قال في عظته: "في بعض الاوقات يكون هناك رجل واحد بحجم وطن، ولبنان بحاجة الى رجال وطن بهذا المستوى".

وتابع: "كان ابو خليل يحب ان يجمع ويصالح ولديه من الحكمة وفي الوقت نفسه العنفوان والشخصية القوية التي لا تكون بتكسير الاخر بل كما كان هو بمحبة الاخر".

وأردف: "نحن مدعوون من خلال هذه الصلاة إلى ان نلتزم اكثر بالكنيسة وبمبادئنا الوطنية دفاعا عن الوطن ودفاعا عن عائلاتنا وان نجتمع ونصلي، ونطلب من ربنا ان يعطيه نعمة ان يكون مع القديسين في السماء".

وختم بالقول: "عرف كيف يعيش وكان مثالاً للمؤمن والوطني والمحبّ لعائلته، ونحن نفتخر به".

الرئيس أمين الجميّل قال في كلمته: "أي كلام يقال عن جوزف أبو خليل لا يعبر حقيقة عن مشاعري تجاه هذا الرجل الكبير، وكل الكلام لن يعبّر عن عطاءاته وفكره وتاريخه".

وتابع: "جوزف أبو خليل كان أخاً كبيراً، ومنذ دخولي إلى الحزب لا أتذكر سواه، هو الموجود في السراء والضرّاء".

أضاف الرئيس الجميّل: "عندما كنا في مصلحة الطلاب، كنا بحاجة إلى مشورة وفكر ومساعدة وكان جوزيف أبو خليل حاضراً ناضراً، رافقني بكل المراحل في النيابة والحرب والمنفى، كنا نجده دائماً في بيت الكتائب لكي يوجّهنا نحو المسار الصحيح، وكان بالنسبة لي أنا شخصياً "البوصلة"، لافتاً إلى أن "جوزف أبو خليل عاش معاناة لبنان، عاش روح لبنان ومصيره، وكان دائماً بجانبي في الظروف الصعبة حين كان الوضع ضبابيًا بشكل كبير وكنا بحاجة إلى البوصلة التي تقودنا إلى الطريق الصحيح".

وقال: "حتى لما غادرت لبنان في إحدى الفترات بقي بجانبي، فأنا لا أنسى كيف كان يترك كل شيء في بيروت ويأتي على العكاز ليزورني في المنفى فنجلس معاً لكي نفكر بهدوء مع بعضنا البعض بطريقة تمكننا من تخليص لبنان من المهلكة".

وإعتبر الرئيس الجميّل أن جوزف أبو خليل "كان حارس الهيكل بكل الظروف، كان روح الشباب، كان جاهزاً في كل الأوقات وكان يسهم ببناء الحزب"، مشيراً إلى أنه "كان يتحمل مسؤوليات كبيرة أكان بصوت لبنان أو المؤتمرات الدولية وغيرها".

وبالنسبة للرئيس الجميّل كان جوزف أبو خليل "الضمير الحي، الفكر النيّر، ولم يكن المستشار فحسب بل كان المشارك في تعزيز الفكر الكتائبي والمسيرة الكتائبية على أسس فكرية صحيحة وسليمة".

وقال الرئيس الجميّل: "جوزف أبو خليل حارس الهيكل ومفتاح بيت الكتائب معه، فمن منا لم يدق بابه ليطمئن عنه وعن وضع لبنان؟" مضيفاً "هو حارس مكتب الشيخ بيار، حارس المسيرة، حارس كل النشاطات والمعاناة والتضحيات وكل المعارك... هو حجر الزاوية في المقاومة، جوزف أبو خليل أسّس وزرع واليوم نقطف ثمار زرعه والقيادة الجديدة مع الشيخ سامي مستمرة بهذا الخط متشبعة من هذه المدرسة التي كان أبو خليل استاذاً فيها".

ولفت الرئيس الجميّل إلى أن حزب الكتائب هو "أساس الثورة القائمة اليوم بأفكارها ونضالها وكلها بمشورة أبو خليل"، وقال: "اليوم يمكن أن نطمئن على المستقبل مع وجود حزب الكتائب". وأضاف يقول: "أنا مؤمن بأن مسيرة حزب الكتائب بقيادتها الجديدة لا بد من أن تثمر ومن أن تنقذ لبنان بكل معنى الكلمة وتقود المسيرة الثورية القائمة لكي توصلها إلى بر الأمان".

وختم الرئيس الجميّل: "جوزف أبو خليل "بي الكل" وأب كل العائلة الكتائبية، ونعاهده بأن مسيرته ستستمر وستثمر انتصاراً كاملاً لكي يرجع لبنان وطن الحرية".

كلمة العائلة ألقتها إبنة الفقيد، وقالت فيها إن الراحل كان رجلاً كبيراً وكان هدفه رؤية بلده محمياً وبناء لبنان القوي الذي نحلم به جميعاً.

واضافت: "صحيح انه توفي عن عمر 94 عاماً لكنه رحل باكراً لان بلده لبنان ما زال بحاجة اليه خصوصا ان هذا الوطن الذي يمرّ بأزمة اقتصادية لم يشهد مثيلاً لها لا يستسلم بل يستمر في المقاومة والتمرّد، رحل باكراً لأن السؤال ما زال يُطرح "لو كان جوزف ابو خليل حياً ماذا كان ليقول او يفعل أو يكتب، رحل باكراً لأنه ما زال هناك الكثير لكي يقدمه من كرمه".

وختمت: "كتابه الاخير حمل عنوان "عمري عمر لبنان" ومشروعه لن ينتهي بوفاته، ونحن نعدك بإكماله".