المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الخميس 12 آب 2021 14:17:54
أزعجت مواقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي حزب الله كثيرا هذه المرة. الصرح يتكلم منذ اشهر باللغة عينها ويصوّب على السلاح غير الشرعي وينادي بحصرية السلاح وقرار الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية ومؤسساتها، ويرفع لواء الحياد، الا ان وقع ما قاله سيّد بكركي في عظته الاخيرة، أتى مضاعفا اليوم، ففجّر غضبه (عبر جيشه الالكتروني) ضده في حملة غير مسبوقة.. لماذا؟
اولا، لأن الراعي ذكّر هذه المرة باتفاق الهدنة الموقّع عام 1949، وليس فقط بالقرار 1701، رابطا اعتراضه على اطلاق الصواريخ على اسرائيل، بمنطوق هذا الاتفاق الذي يرفضه محور الممانعة من جذوره ويرفع لواء "زوال الكيان الصهيوني امر حتمي"، وقد اقلق هذا الموقف المتقدّم الضاحية التي تخشى ان يكون مطلوبا من الخارج، علما ان الراعي كما كل البطاركة على مر العقود الماضية، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، لا ينطقون الا بألفباء قيام الدول، وبالوثائق والمستندات المُعترف بها لبنانيا – شاء من شاء وأبى من أبى – وغالبا ما عارضوا التوجهات الدولية بشأن لبنان، ولم ينحنوا يوما للعواصم الكبرى وما تريده.
اما ثاني اسباب غضبة الحزب، فهو ان موقف الراعي أتى ليكلل اعتراضا شعبيا كبيرا عابرا للطوائف والمناطق، ضد الحزب، برز بوضوح في الايام الماضية، من خلدة الى شويا. فبعظة البطريرك، أُعطي الاعتراض على ممارسات الحزب بعدا وطنيا شاملا رافعة الغطاء الداخلي عن اي عمل مسلح يقوم به. كما شكلت مواقفه رسالة واضحة للداخل والخارج بان حزب الله فقد الاحتضان الوطني والشعبي.
المصادر توضح ان ما قاله الراعي (وقد تحدث من خلفية وطنية لا طائفية وباسم معظم اللبنانيين لا فئة منهم) يُعتبر تأكيدا على رفض اللبنانيين لغة الحرب والعنف، ورفضهم بعد الان، لان يكونوا اوراقا بيد قوى خارجية او محلية (تحرّكها مصالح رعاتها الاقليميين)، يستخدمونهم على طاولة المفاوضات، وان تحوّل اراضيهم وبلداتها الى ساحات مستباحة وصناديق بريد لتبادل الرسائل الاقليمية، كما ان الراعي بموقفه، أمن دعما لقيادة الجيش والمؤسسات الامنية واضعا اياها في الوقت عينه امام مسؤولياتها لأن الرهان كبير عليها.
واذ تشير الى ان بكركي جددت التمسك بالقرار 1701 عشية التجديد لليونيفيل، تلفت المصادر الى ان ما قاله سيّدها موجّه ايضا الى قصر بعبدا وإن في صورة غير مباشرة. فقد ذكّره بالاستراتيجية الدفاعية التي يفترض ان تعيد قرار الحرب والسلم والسلاح الى عهدة الشرعية حصرا.
دائرة النقمة الشعبية على الحزب آخذة في التوسّع اذا، وهذا ما يقضّ مضجعه اليوم. وفي رأي المصادر، هذا الواقع غير المريح له، المعطوف الى شعوره "بالسخن" في جريمة المرفأ، قد يدفعه الى ردات فعل "قوية"، لفك الطوق عنه...