أسعار العقارات.. وما ينتظرنا في الفترة المقبلة

كتبت لارا أبي رافع في موقع mtv:

يشهد السوق العقاري في لبنان، منذ بدء الأزمات المتتالية، تراجعاً ينعكس سلباً على حركة البناء والشراء والبيع. وقد شهد القطاع تراجعاً كبيراً في الأسعار لامس حدود الـ70 في المئة. فكيف هو الوضع اليوم؟ وماذا يخبئ في الفترة المقبلة؟

يُشير نقيب الوسطاء والاستشاريين العقاريين وليد موسى، في حديثٍ لموقع mtv، إلى أنّ "السوق العقاري اليوم يمرّ في فترة ركود وقد انخفضت الأسعار بمعدّل 50 في المئة عموماً، وهذه النسب تختلف وفق المنطقة فبعض المناطق لم تتراجع فيها الأسعار بأكثر من 30 في المئة أمّا في مناطق أخرى فقد شهدت تراجعاً بأكثر من 60 أو 70 في المئة، وذلك وفق القدرة الشرائيّة للأشخاص فيها". ويشرح: "في المناطق حيث معظم المواطنين يحصلون على رواتبهم بالليرة اللبنانيّة، تراجع السوق أكثر. أمّا في المناطق حيث الغالبيّة لأشخاص يتقاضون أموالاً بالدولار أو أنّ معظمهم من المغتربين، مثل الأشرفيّة ووسط بيروت والرملة البيضاء والرابية وغيرها، لم يتعدَ الانخفاض الـ35 في المئة".

وعن تأثّر الأسعار بسعر صرف الدولار، يؤكّد موسى: "في المناطق حيث المدخول محلي سنشهد مزيداً من التراجع في حال ارتفاع سعر صرف الدولار، فارتفاع الدولار يقلل القدرة الشرائية لمن يتقاضون أموالهم بالليرة وبالتالي ما قد يؤدي إلى بيع عقارات من أجل تأمين المتطلّبات الأساسيّة". أمّا بشأن احتمال تأثير إطلاق القرض السكني على الأسعار والقطاع، فيلفت إلى أنّه ورغم أهميّة المبادرة فهي لا تؤثّر على القطاع العقاري، إذ يحتاج إلى أكثر بكثير من ذلك من أجل الانتعاش".

من هنا يُشير إلى أنّه "لم يعد هناك اهتمام من المطوّرين لتطوير مبانٍ جديدة بسبب تراجع القدرة لدى اللبنانيين على الشراء بالدولار فالتطوير سيغيب لسنوات عدّة مقبلة وسيكون هناك تداول بالعقارات الموجودة أساساً في السوق". وعمّا يتوقّعه للقطاع في الفترة المقبلة، يقول: "حسب الوضع الاقتصادي في البلد، والانتعاش في لبنان سريع وخصوصاً في القطاع العقاري حيث الطلب مستمرّ دائماً حتى في ظلّ الأزمات الصعبة لأن الاغتراب اللبناني هو ركيزة القطاع. وعلى قدر ما يتحسّن الوضع الاقتصادي والأمني ويتحقّق الاستقرار السياسي يُصبح القطاع قادراً على الصمود أكثر".

ويختم: "إلى جانب الاعتماد على المغتربين، هناك تأثير مباشر لطمأنة الخليجيين واستقرار العلاقات اللبنانيّة - الخليجيّة فعندها يتحسّن القطاع سريعاً. ولذلك نعوّل على العمل على هذه العلاقات لأن تأثيرها مباشر".