المصدر: المدن
الكاتب: فرح منصور
الثلاثاء 8 تشرين الثاني 2022 14:18:16
يبدو أن بؤرة وباء الكوليرا بدأت تتوسّع وتتمدّد في مختلف المناطق اللبنانيّة، حيث وصل العدد التراكمي لكافة الحالات المشتبه بها والمثبتة معاً إلى 2722 حالة، فيما سُجّلت 12 حالة جديدة يوم أمس، ليصل العدد التراكمي إلى 448 حالة مؤكدة، و18 حالة وفاة، حسب وزارة الصحة. في حين بدأت الأخيرة حملة التلقيح ضد الكوليرا للعاملين الصحيين، أوصت لجنة الصحة يوم أمس، الإثنين 7 تشرين الثاني، الحكومة اللبنانية بإعلان حال الطوارئ لمكافحة وباء الكوليرا.
في هذا السياق، عقد وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال، فراس الأبيض، مؤتمراً صحافياً، اليوم الثلاثاء 8 تشرين الثاني، بهدف عرض تفاصيل المرحلة الأولى من الخطة الوطنية التي اتبعتها الوزارة لتوزيع لقاح الكوليرا.
المرحلة الأولى
وأعلن الأبيض أن وزارة الصحة ستستلم غداً الأربعاء 600 ألف جرعة من لقاحات الكوليرا، وسيصل نحو مليون و500 ألف لقاح إضافي خلال الأسابيع المقبلة. المرحلة الأولى من توزيع اللقاحات ستبدأ يوم السبت 12 تشرين الثاني وستستمر لمدة 3 أسابيع. لا سيما أن اللقاح سيغطي نسبة 70% من الفئات المستهدفة في المناطق الأكثر انتشاراً، ومنها: شمال البقاع والبقاع الأوسط ومناطق عكار وعرسال.. وقد حددت المناطق تبعاً لمعايير أساسية وهي: اقترابها من الحدود السورية، ارتفاع نسب تلوث مياهها، ثبوت حالات الكوليرا، وكثافة سكانها.
سيوزع اللقاح عبر حملات ميدانية بالتعاون مع فرق وجمعيات متخصصة ستجول في المناطق وهي: الصليب الأحمر اللبناني، منظمة الصليب الأحمر الدولي، مؤسسة عامل، وجمعية أطباء بلا حدود. كما سيوزع على المؤسسات وطلاب المدارس وعلى السكان من دون الحاجة لتسجيل موعدٍ على أي منصة.
وفي حديث "المدن" مع الوزير الأبيض أوضح أن تأثير وباء الكوليرا بدأ يظهر في عدة قطاعات، ومنها قطاع المطاعم والسياحة وحتى الرياضة، قائلاً: "إحدى فرق الجودو الرياضية رفضت المجيء إلى لبنان والمشاركة في دورة رياضية، بسبب خوفها من انتشار وباء الكوليرا". وبالتالي، من الممكن أن يؤثر هذا الوباء على كافة القطاعات وخصوصاً قطاع السياحة.
اعتبر الأبيض أن لقاح الكوليرا ليس شبيهاً بلقاح كورونا، فهو غير إلزامي ولن يؤدي إلى أي عوارض جانبية، ولا نعلم إن كنا بحاجة إلى جرعة ثانية خلال الأشهر المقبلة، علماً أن وزارة الصحة ستقوم بحملات توعوية مكثفة لتشجيع المواطنين على تلقي اللقاح. كما أنه سيوزع لكل المواطنين اللبنانيين والأجانب ولكل الفئات العمرية وللأطفال الذين تجاوزوا عامهم الأول.
مياه بيروت ملوثة؟
وبالرغم من حملات التوعية في منطقة بيروت وجوارها التي شدّدت على ضرورة تعقيم الفواكهة والخضار قبل تناولها، ناشد مواطنون في مدينة بيروت وزارة الصحة، وعبروا عن استيائهم الشديد، بعدما شعروا بأن مذاق المياه مريع وتفوح منها رائحة قذرة، لتُظهر بعدها النتيجة المخبرية لعينة المياه أنها غير صالحة للاستعمال وتحتوي على جراثيم خطيرة بسبب تداخلها مع مياه الصرف الصحي والبراز!
وتعليقاً على هذه المناشدات، أجاب الأبيض أن هناك حاجة ضرورية لإجراء فحوص شاملة لكافة مصادر المياه في بيروت وضواحيها لتعقيم الصهاريج، ومن واجب كل بلدية معرفة نسب التلوث في مصادر مياهها. إذ من الممكن أن نصل إلى نتيجة كارثية.
وحول فحوص الكوليرا، أكد الأبيض أن الوزارة أجرت فحوصاَ شاملة في المناطق التي انتشر فيها الوباء لكل شخص عانى من أعراض الكوليرا، وحددت بعدها إن كانت المنطقة موبوءة أم لا.
إعلان حال الطوارئ
واختتم الوزير قائلاً: "الوضع غير مطمئن، فهذا الوباء يتطلب جهوداً واسعة من الدولة للحد من انتشاره، ويستوجب معالجة فورية لتلوث المياه، ولكننا نقول مجدداً بأن الأمور لا تزال تحت السيطرة". واعتبر أن اعلان حال الطوارئ هو بسبب الخوف الشديد من انتشار هذا الوباء، وتأثيره المباشر على المواطنين، كما فعل وباء كورونا الأخير.
مع اقتراب فصل الشتاء، سيؤدي امتزاج السيول بالصرف الصحّي إلى ارتفاع عدد الإصابات بشكل ملحوظ. وإن كانت عينات مياه بيروت حتى الساعة خالية من باكتيريا الكوليرا، إلا أنها مليئة بأنواع أخرى من الجراثيم والباكتيريا ستؤدي حتماً إلى أمراض سرطانية وأوبئة مميتة.