المصدر: النهار
الكاتب: فرح نصور
الأحد 16 نيسان 2023 15:43:29
مع بداية الأزمة الاقتصادية عام 2019، ضُرب قطاع تنظيم الأعراس في الصميم، بالتزامن مع انتشار جائحة كورونا، واستمرّ انحسار تنظيم الأعراس مع استفحال الأزمة. لكن يبدو أنّ هذا العام، بعدما تدولرت جميع السلع و"ترغلجت" بعض المداخيل بالدولار، إلى جانب تحويلات المغتربين طبعاً، سيكون موسم الأعراس هذا الصيف حافلاً، وفق تقاطع معطيات شركات التنظيم.
محمود شاب لبناني يعيش في دولة عربية، يعتزم إقامة حفل زفافه في شهر حزيران في لبنان، وحدّد تاريخه منذ شهر تشرين الأول من العام الماضي. ورغم أنّه مقتدر مادياً، "غيّرت نظرتي اتجاه الأعراس الكبيرة والضخمة، نظراً للأزمة الراهنة في لبنان، وسأقيم عرساً متوسّط الحجم في صالة عادية لا في فندق فاخر، لتوفير بعض المال، لكن لا بدّ من إقامة الزفاف فأنا الشاب الكبير بين إخوتي ووالداي ينتظران هذه اللحظة".
تتحدث نادين سعدي، المسؤولة في وكالة And more events لتنظيم الأعراس لـ"النهار"، عن أنّ الإقبال على الأعراس هذا الموسم كبير ويعود القطاع تدريجاً إلى ما كان عليه قبل الأزمة.
وتقسم سعدي المقبِلين على الأعراس إلى قسمين: المقيمون في لبنان والمغتربون خارجه. فالمقيمون في لبنان يقيمون أعراساً صغيرة حالياً بحوالي 70 أو 80 شخصاً، أمّا المغتربون فيقيمون أعراساً أكبر تراوح ما بين 200 إلى 300 شخص.
لكن المفارقة أنّ مَن كان ينوي إنفاق 40 ألف دولار على زفافه قبل الأزمة، أصبح ينوي إنفاق 20 ألف دولار الآن، نظراً لتراجع قدرته الشرائية.
ويتساوى الطلب على الأعراس الصغيرة والكبيرة لدى سعدي وتختلف كلفتها نظراً لاختلاف أذواق العرسان في جميع الخدمات الداخلة في العرس. لكن إذا تحدّثنا عن الكلفة فإن أسعار الأعراس المتوسطة الضخامة تبدأ من 15 ألف دولار، والأعراس الضخمة من 30 ألف دولار. ويصل حجم الأعراس في بيروت في جميع الفنادق إلى 250 شخصاً حدّاً أقصى الآن.
وتؤكد سعدي أنّه لا بدّ من أن يكون أحد العروسين يتقاضى راتبه بالدولار أو مغترباً وإلّا فلن يتمكّن من إقامة عرس في هذه الظروف. وبرأيها، العرس الذي يكلّف الآن حوالي 15 ألف دولار، كان يكلّف قبل الأزمة حوالي 30 ألف دولار، والعرس الذي كان يكلّف سابقاً 40 ألف دولار، يكلّف الآن حوالي 20 ألف دولار، فهناك مورّدون وشركات خدمات مرتبطة بقطاع تنظيم الأعراس، عادت أسعارها إلى ما كانت عليه قبل الأزمة.
وقد بدأت الحجوزات لموسم الأعراس هذا الصيف منذ حوالي شهر تشرين الأول من العام الماضي. وعن الحجوزات، توضح سعدي أنّها تتركّز في شهري حزيران وآب، فقبل هذه التواريخ نكون في موسم ميت، والشهر الحالي مثلاً هو شهر الأعياد ولم يكن هناك إقبال كبير على الأعراس، وشهر تموز سيكون أيضاً موسماً "ميتاً" نظراً لحلول مناسبة عاشوراء في معظم الشهر.
وبناءً على هذه الحجوزات، "يكون قطاع تنظيم الأعراس قد أعاد انطلاقته بقوة على أمل ألّا تحدث أي خضة هذا الموسم لكي نقطفه، فمن المتوقَّع أن يكون هذا الموسم أفضل من موسم أعراس العام الماضي"، وفق سعدي.
من جهتها، صاحبة وكالة Tie the knot لتنظيم الأعراس ليليان خوري، تتوقّع في حديثها لـ"النهار" أن يكون موسم الأعراس هذا الصيف "جيداً جداً وحافلاً وأفضل من العام الماضي"، مضيفةً أنّ القطاع يعود إلى طبيعته الآن، فهناك مغتربون كثيرون آتون إلى لبنان لإقامة حفل زفافهم، و"الأوضاع ترغلجت من جديد".
وبطبيعة عمل الوكالة، فهي تركّز عادة على الأعراس الصغيرة أو المتوسطة. والمقيمون في لبنان يميلون طبعاً إلى إقامة الأعراس الصغيرة التي تضمّ حوالي 70 إلى 100 شخص، وفق خوري، و"حالياً الطبقة الوسطى هي التي تقيم الأعراس الصغيرة". لكن الأعراس الكبيرة التي تضمّ 400 إلى 500 شخص قليلة جداً.
وتتحدّث خوري عن أنّ أسعار استئجار الكراسي والإضاءة وغيرها من لوازم الأعراس عادت إلى ما قبل الأزمة. وترى أنّ كلفة الأعراس حالياً هي نفسها كلفتها قبل الأزمة فمثلاً مورّدو الطعام الذين كانوا يتقاضون 100 دولار للشخص قبل الأزمة، يتقاضون نفس المبلغ الآن.
وبالنسبة الى الحجوزات، فقد بدأ الناس يطلبونها ابتداءً من أيلول العام الماضي مروراً ببداية هذا العام، ومن المتوقَّع أن تزيد هذه الحجوزات، فهناك أشخاص يحجزون في الدقيقة الأخيرة. لذلك، فإنّ موسم الأعراس هذا الصيف حافل حتى شهر أيلول ويعاود نشاطه في كانون الأول.