أكبر تعبئة عسكرية منذ الحقبة السوفيتية.. ماذا يخطط بوتين لأوروبا؟

أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرًا أمرًا بتعبئة 135 ألف مواطن روسي لأداء الخدمة العسكرية الروتينية، في أكبر حملة تجنيد خريفية منذ عام 2016. 

وكشف "ديفينس بوست"، أن هذه الحملات تستهدف الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18-30 عامًا، وبينما كشفت تقارير عن أن هؤلاء المجندين سيخدمون لمدة عامٍ واحد فقط في قواعد داخل روسيا، بعيدًا عن الجبهات الأوكرانية، فإن هناك أنباء عن إرسال بعض المجندين إلى خطوط القتال.
الفرق بين التجنيد الروتيني والتعبئة القتالية
التجنيد السنوي في روسيا لا يرتبط بالتعبئة العسكرية خلال الحرب، حيث يُستدعى الرجال للقتال في أوقات الصراع، ومع ذلك، فإن المجندين الذين أنهوا تدريبات عسكرية هم أكثر عرضة للاستدعاء في المستقبل للمشاركة في النزاعات.

تصاعد الحملات بعد 2022
المرسوم الذي أصدره بوتين نصَّ على “تجنيد 135 ألف مواطن في الفترة من 1 أكتوبر حتى 31 ديسمبر 2025”، وهو الأكبر منذ عام 2016، وبالاقتران مع استدعاء 160 ألفًا في حملة الربيع، يُتوقع أن يكون مجموع التجنيد لعام 2025 الأعلى منذ ذلك العام، ويلاحظ أن روسيا عادةً ما تجند المزيد في حملة الربيع عند تخرج الطلاب من المدارس والجامعات.
تعزيز الجيش على خلفية الحرب في أوكرانيا
ويذكر أنه ومنذ بدء الحرب مع أوكرانيا في فبراير 2022، وضع بوتين روسيا في حالة حربٍ شبه دائمة، مع زيادة الإنفاق العسكري إلى مستويات غير مسبوقة منذ الحقبة السوفيتية وتوسيع حجم الجيش، كما زاد بوتين حجم التجنيد السنوي بمعدل نحو 5% سنويًا منذ 2022، وأمر في سبتمبر 2024 بتوسيع الجيش إلى 1.5 مليون جندي نشط، ليصبح من أكبر الجيوش في العالم.
التوترات مع أوروبا
ومن المرجّح أن يشير هذا الاستدعاء إلى تصعيد طويل المدى ليس في أوكرانيا فحسب، بل أيضًا في التوترات مع أوروبا؛ فهذه التعبئة الكبرى تعكس استعداد موسكو لتقوية جيشها، ما يزيد قدرة روسيا على المناورة العسكرية والضغط الاستراتيجي في القارة الأوروبية، خصوصًا في ضوء التحركات الدفاعية للغرب.

ولذلك فإن أوروبا، التي شهدت انتهاكات لمجالاتها الجوية وتزايد المخاطر على أمنها، تواجه الآن بيئة متوترة تتطلب تعزيز الدفاعات والمراقبة، في حين تعكس السياسة الروسية الجديدة تصعيدًا غير مباشر يربط بين القدرة البشرية والتهديد الجيوسياسي، مهددًا الاستقرار الإقليمي.