المصدر: المدن
الأربعاء 1 تشرين الأول 2025 01:41:59
أفاد موقع "أكسيوس" الأميركي بأن الخطة التي عرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بشأن إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة على قادة عرب ومسلمين في وقت سابق من هذا الشهر ووافقوا عليها "تختلف بشكل كبير" عن الخطة التي جرى الإعلان عنها أمس الاثنين، عقب اجتماع ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت، وذلك بفعل تدخّل الأخير لتغييرها.
خطة ترامب
وتتضمن الخطة المعروضة حالياً "تغييرات جوهرية" طالب بها رئيس الحكومة الإسرائيلية، وبحسب مصادر "أكسيوس" المطلعة أثار هذا الأمر "أثار حفيظة" المسؤولين العرب المنخرطين في المفاوضات.
ووفقاً للموقع فإن ترامب قدّم الوضع في صورة مباشرة مفادها أن إسرائيل والولايات المتحدة وشركاءها العرب جميعهم مصطفّون خلف خطة نهائية، في انتظار موافقة حركة حماس عليها أو مواجهة مزيد من العدوان الإسرائيلي. لكنه أشار إلى أن الوقائع من خلف الكواليس أكثر قتامة، وربما قد تكون المفاوضات في بدايتها، فيما تظل الخطوة التي ستقدم عليها حماس حاسمة.
ونقل الموقع عن مصدر مطلع قوله إنه بينما كان ترامب ونتنياهو يناقشان تفاصيل الخطة أمام عدسات الكاميرا في البيت الأبيض، تولّى رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني تقديمها إلى وفد حماس التفاوضي في الدوحة. وأوضح المصدر أن ممثلي حركة حماس أكدوا أنهم سيدرسون مقترح ترامب "بحسن نية".
وذكر "أكسيوس" أن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، وصهر ترامب جاريد كوشنر، التقيا نتنياهو طيلة ست ساعات أمس الأول الأحد، ليتمكن نتنياهو في الأخير من إقناعهما بإدخال عدة تغييرات على خطة ترامب، لاسيما "شروط الانسحاب" الإسرائيلي من قطاع غزة، والجداول الزمنية للانسحاب. ولفت إلى أن المقترح في صيغته الراهنة "يربط الانسحاب الإسرائيلي بتقدم نزع سلاح حماس، ويمنح إسرائيل حق الاعتراض على العملية".
القوات الإسرائيلية باقية
وأوضح "أكسيوس" كذلك أنه حتى في حال الالتزام بكل الشروط وإتمام مراحل الانسحاب الثلاث، فإن القوات الإسرائيلية ستبقى ضمن محيط أمني داخل غزة "حتى تكون غزة آمنة من أي تهديد إرهابي ناشئ". وبحسب الموقع الإخباري الأميركي، فإن ذلك "قد يعني وجودا إلى ما لا نهاية" لقوات الاحتلال الإسرائيلي.
وخلف الكواليس، أفادت مصادر "أكسيوس" بأن التغييرات أثارت غضب المسؤولين من السعودية ومصر والأردن وتركيا، مضيفاً أن الوسيط القطري حاول إقناع إدارة ترامب بعدم نشر الخطة المفصلة أمس الاثنين، بسبب تلك الاعتراضات. لكن البيت الأبيض، وفق الموقع، نشرها مع ذلك، ودفع البلدان العربية والإسلامية إلى دعم الخطة.
وقال ترامب في وقت سابق اليوم، إنه ينتظر موافقة حركة حماس على خطته، مؤكداً أنه "لا وجود لمجال كبير للتفاوض مع حماس". وأضاف أن الحركة "دفعت ثمناً باهظاً بمقتل قياداتها"، وأنه يأمل "أن نصل إلى عملية سلمية"، مشدداً على أن أمام حماس "ثلاثة أو أربعة أيام" للموافقة على الخطة. وذكر ترامب للصحافيين في البيت الأبيض: "سنمنح نحو ثلاثة أو أربعة أيام. كل الدول العربية موافقة، والدول الإسلامية موافقة، وإسرائيل موافقة. لا ننتظر سوى حماس. وحماس قد تقبل وقد لا تقبل. وإذا لم تقبل، فإن الأمر سينتهي في شكل محزن للغاية".
وحذر مراقبون من أنّ بنود الخطة يشوبها الغموض وتفتقد الضمانات، فيما يبدو قبولها فلسطينياً أمراً بالغ الصعوبة، لكونها تكرّس السيطرة الإسرائيلية على القطاع الذي يشهد إبادة جماعية منذ عامين، فضلاً عن أنها تلبّي كامل الشروط الإسرائيلية التي روّجها نتنياهو ووزراؤه المتطرفون في جولات التفاوض الأخيرة، مبررين تنصّلهم من مقترحات سابقة لوقف الإبادة.