"أكلونا لحماً ورمونا عظماً"...هل تصدّقون أنّ في لبنان ثمّة من يتقاضى عشرين دولارا شهرياً؟!

هل من يتخيّل ان في لبنان ثمة من يتقاضى عشرين دولارا كراتب شهري؟ انها الحقيقة المرّة التي يعاني منها متقاعدو التعليم الخاص اذ "تقاعدت" بعض المدارس الخاصة عن دفع متوجباته لصندوق التعويضات بموجب المرسوم الأخير الذي صدر ونشر في الجريدة الرسمية ما دفع بنقيب المعلمين نعمه محفوض الى تقديم استقالته في وقت سابق من مجلس الإشراف على الصندوق إحتجاجاً على عدم دفع رواتب الأساتذة المتقاعدين بتسعة أضعاف كما حصل الاتفاق في وزارة التربية مع اتحاد المؤسسات وبحضور الوزير عباس الحلبي.

وقد عمد الأساتذة الى توزيع فيديو "صرخة معلم متقاعد في المدارس الخاصة" شرحوا فيه معاناتهم وقد رفعوا صوتهم عبر موقعنا الى الحكومة مباشرة كي تساعدهم أسوة بالمدارس الرسمية في حال تخلّف المدارس الخاصة عن الدفع.

صرخة وجع

"اللي ما بيجوع ما بيعرف شو معنى الجوع وفي بعض الاساتذة ما معن لا ياكلوا ولا يدفعوا الموتور ولا يشتروا الدوا لان معاشن أقل من ثمن سندويش" لسان حال متقاعدو الخاص الذين عدّدوا ما يعانون منه في ظل غياب الدولة والمدارس الخاصة عنهم.

معلّمو الأجيال يبكون على ما وصلوا اليهم، هم رسل العلم والنور باتوا اليوم رسل الفقر والعوز، ويقول الأستاذ فوزي عساكر:" المدارس الخاصة لا تدفع معاشات المتقاعدين وتذلهم في العيد وحرمتهم الدفء في ليلة العيد".

وتقول معلمة متقاعدة في "الخاص":"طفح الكيل ولم يعد بمقدورنا ان نتحمل واعصابنا تلفت والحياة اصبحت مذلة ويجب ان تتظاهروا معنا وسننزل الى الشارع ونتظاهر".

الأستاذ المتقاعد جوزف جورج كلاس، تمنّى من مدراء المدارس والمؤسسات التربوية الخاصة الوقوف الى جانب المعلّمين ودعمهم معنويا وماديا كي يستطيعوا العيش بشكل لائق.

وتسأل معلمة أخرى: "ماذا تعني العشرين دولارا بعد كل هذا العمر وتربية الاجيال؟" وتضيف:"وضعنا أكثر من مأساوي ونحن موجوعون وخدمنا 40 سنة... أكلونا لحما رمونا عضما".

وتقول معلمة أخرى:"عاملونا كبشر أسوة بمعلّمات التعليم الرسمي وسنثابر للوصول الى حقنا".

 كان من المتقاعدين نداء الى زملائهم في التعليم الفعلي: "تضامنوا معنا، فكروا بوضعكم عندما ستصلون الى التقاعد واذا ما كنتم ستتمكّنون من العيش بهذا الراتب!".

أين المشكلة؟

المشكلة تكمن في أن البروتوكول الذي تمّ توقيعه بين اتحاد المؤسسات الخاصة ونقابة المعلمين برعاية وزارة التربية والتعليم لم تلتزم به معظم المدارس ولم تسدد الدفعات المتوجبة عليها، عندها حصل اتفاق على ان تصبح المحسومات 17 ضعفاً ويتقاضى المتقاعدون 9 رواتب، أما الأساتذة الذين يتقاعدون حديثاً فيكون تعويضهم بـضعف 4 مرات ونصف أي من يتقاضى 100 مليون يصبح تعويضه 450 مليونا.

حتى شهر آب كان صندوق التعويضات قادراً على الالتزام بتسديد 6 رواتب للمتقاعدين ما يعني ان الاساتذة حصلوا على حوالى 130 دولارا عن حزيران وتموز وآب أما بالنسبة لشهر أيلول فحصل الاساتذة المتقاعدون على راتب شهر واحد وكرت السبحة ما يعني عشرين دولارا او أقل حتى شهريا.

6 معاشات؟

وبعد الكثير من الأخذ والردّ، تبلّغ الأساتذة اليوم أنهم قد يتقاضون هذا الشهر 6 معاشات ما معناه 200 دولار في الحدّ الأقصى .

المعلّمة المتقاعدة جورجيت الراعي تختصر الأزمة قائلة:"ان كرامتنا هي الموجوعة وتحضيرا للأعياد نصلّي عندما نسقي عطشان كأس ماء ونكفكف الدموع في العيون نكون في الميلاد...." بانتظار من يكفكف دموع متقاعدي التعليم الخاص.