المصدر: النهار
السبت 7 آب 2021 16:40:40
بعد حريق القبيات في عكار وجزين وعدلون، وبسبب موجات الحرّ، اندلع حريق ليل أمس في منطقة باتر، وطال جبلمرج بسري، حيث المناطق حرجية ومعروفة بكثافة أشجارها. ألسنة النيران لم تطل الأماكن السكنية، إنّما تركّزت الخسائر على أحراج الصنوبر والزيتون.
يوضح رئيس بلدية باتر رائف صافي لـ "النهار" أنّ "الحريق ليس مفتعَلاً، إنّما ناتج عن عوامل الطقس الحار"، لافتاً إلى أنّ "الدفاع المدني سارع إلى إطفائه وانتهى من أعمال الإخماد، واليوم ساهمت طوافات الجيش اللبناني بإطفاء الحريق أيضاً".
ويؤكّد صافي أنّ "الحريق لم يصل إلى مرج بسري، وامتدّ من حدود المرج إلى باتر، حتى حارة جندر، وبقي بعيداً عن الأماكن السكنية بحوالى 100 متر خط نار"، مضيفاً أنّ "المساحة التي احترقت تتراوح بين 10 إلى 15 ألف متر مربع حيث أشجار الصنوبر". واستطاع الدفاع المدني إخماد الحريق بمعاونة أهل البلدة والقرى المجاورة الذين تزوّدوا بصهاريج المياه خاصتهم لإطفاء الحريق، إلى جانب طوافات الجيش.
وفي حين كانت المنطقة التي اندلع فيها الحريق في باتر حرجية ومعرّضة للحرائق مع موجات الحر، يقول صافي إنّ "اتّخاذ الاحتياطات لتجنّب الحريق يتطلّب إمكانات مادية وهذا الأمر غير متوافر في البلدية، ويحتاج إلى كلفة مرتفِعة، فوضع البلديات لا يسمح".
في السياق نفسه، يشرح المسؤول الإقليمي للدفاع المدني في باتر نبيه صعب أنّ "عمليات إطفاء الحريق انتهت، وحالياً نقوم بمراقبة المنطقة عبر فرز سيارة مراقبة في المنطقة المحترقة في باتر، وسيارة موجودة على محمية مرج بسري لتعمل على تبريد الحريق، لأنّ آليات الدفاع المدني لا يمكنها الوصول إلى هناك، والنار أُخمدت بالكامل، وستُستكمَل أعمال المراقبة ليومين آخرين".
وعن صعوبات إطفاء الحريق في المنطقة ذات الأحراج الكثيفة، يقول صعب: "إن مسار الحريق كان كبيراً جداً، والنار سبقتنا، إلّا أنّنا تمكّنا من إطفائها لئلا تتمدّد إلى المرج، وأرسلنا آليّتين صغيرتين لتتمكّنا من الوصول والدخول إلى الحرج للعمل على الإطفاء، ومنعنا وصول النار إلى المنازل، وآليات الدفاع المدني كانت كافية لإخماد الحريق".
من ناحيتها، توضح الناشطة في "مجموعة حماية مرج بسري" نسرين خطار أنّ الحريق لم يصل إلى المرج، إنّما إلى حدوده من الناحية الجبلية، وتكثّف في منطقة باتر المحاذية لبسري، فالمرج مُحاط بتلالٍ وجبالٍ عديدة، ومكان الحريق مُطِلّ جداً على المرج وهو امتداد بيئي له وفي حوضه.
وتركّزت الخسائر على الأحراج، ما أدّى إلى حريق أشجار الصنوبر والزيتون وجلولٍ زراعية شاسعة من دون وقوع أي إصابات في الأفراد.
وعن قيامهم بصفتهم ناشطين بيئيين بمبادرات تفادياً لاندلاع حريق في هذه المناطق الحرجية، تقول خطار إنّ "المنطقة واسعة جداً ولا يسع الأفراد وحدهم القيام بهكذا أعمال من دون اهتمام الدولة ومبادرتها، إذ يتطلّب الأمر تكلفة عالية، ونحن قد اهتممنا بمرج بسري وقمنا بعمليات تنظيف وتخفيف الأعشاب اليابسة فيه، لكن منطقة اندلاع الحريق في باتر بعيدة عنّا".