المصدر: المدن
The official website of the Kataeb Party leader
الثلاثاء 16 شباط 2021 17:36:15
لا شيء محسوماً حول خلفيات تعيين المستشار الاعلامي والسياسي لرئيس "التيار الوطني الحر" أنطوان قسطنطين، مستشاراً سياسياً وإعلامياً في القصر الجمهوري، الا حقيقة واضحة تفيد بأن قسطنطين كان يطالب به رئيس الجمهورية ميشال عون منذ وقت، والآن جرى تعيينه ليتسلم منصبه غداً الأربعاء.
ولا يمكن عزل تعيين قسطنطين عن واقعتين، أولهما ان النائب جبران باسيل على تباين مع جريصاتي في عدد من الملفات، والثاني أن وصول قسطنطين الى القصر، يعني تكريساً لنفوذ باسيل فيه، على ضوء التباين مع جريصاتي.
لكن أياً من عارفي قسطنطين، لا ينكرون أنه رجل مؤهل لموقعه الجديد، رغم أن عمله كمستشار لباسيل يمكن أن يقلل الاجماع عليه، وحشره في كادر سياسي كلصيق بباسيل. تقول مصادر تعرف قسطنطين أن عون اقترح اسمه على باسيل أن يكون من فريقه الرئاسي، وذلك منذ زمن، ولم يتحقق ذلك قبل اليوم.
مردّ ذلك، بحسب المصادر، الى ان عون يسعى لجمع الشخصيات التي تتمتع بحيثية مارونية الى جانبه، وكل شخصية لها تقاطعات سياسية في المشهد الماروني. وعليه، يجمع قسطنطين تلك المواصفات، بالنظر الى انه كان عضواً في المجلس التنفيذي للرابطة المارونية، الى جانب كونه إعلامياً معروفاً... وتقول المصادر ان قسطنطين كان يقف وراء اقتراح اسم وزير الخارجية المستقيل ناصيف حتّي، على باسيل، لتسلم حقيبة الخارجية في الحكومة المستقيلة الآن، و"كان خياراً موفقاً جداً".
وينظر خصوم باسيل الى تعيين قسطنطين في موقعه الجديد، بحذر، خوفاً من أن يكون "تمهيداً لتعزيز باسيل نفوذه بالقصر الجمهوري"، كما يقول البعض، لكن هؤلاء لا يتوقعون كفاً ليد جريصاتي "الذي يتمتع بنفوذ اقليمي ودولي"، وذلك في رد على معلومات أدلى بها الناشر والاعلامي الذي كان مقرباً من البطريرك الراحل نصر الله صفير، أنطوان سعد، إذ قال في تغريدة له في "تويتر" اليوم: "معلومات شبه مؤكدة أن الزميل أنطوان قسطنطين سيحل مكان الوزير سليم جريصاتي كمستشار سياسي لرئيس الجمهورية". ونقل عن أوساط مطلعة "إن السبب المباشر لهذا الإجراء هو تداعيات زيارته الأخيرة إلى بكركي. وسيحتفظ جريصاتي، إذا أراد، بمنصب مستشار قانوني".
معلومات شبه مؤكدة أن الزميل أنطوان قسطنطين سيحل مكان الوزير سليم جريصاتي كمستشار سياسي لرئيس الجمهورية.
— Antoine Saad (@Antoinesaadtwit) February 16, 2021
وقالت الأوساط المطلعة إن السبب المباشر لهذا الإجراء هو تداعيات زيارته الأخيرة إلى بكركي. وسيحتفظ جريصاتي، إذا أراد، بمنصب مستشار قانوني.
ولا يخفي أحد من المطلعين على لقاء جريصاتي مع البطريرك الماروني بشارة الراعي في الاسبوع الماضي، بأن اللقاء كان سلبياً، إذ حاول جريصاتي أن يقنع الراعي بالمضيّ في طرح الرئيس عون بخصوص تشكيل الحكومة، بذريعة تحصيل حقوق المسيحيين، وهو ما رفضه البطريرك الذي يصر على الآليات الدستورية والتوافق والشراكة لتشكيل الحكومة، وهو لا يخفي بأن الأمور خرجت من أيدي اللبنانيين وحساباتهم.
لكن تلك الزيارة، تنفصل عن علاقة باسيل بجريصاتي غير السوية، وذلك لا يعني أن أحداً يستطيع كف يد جريصاتي. تقول مصادر إن باسيل عبّر عن استغرابه إزاء استطاعة جريصاتي النفاذ من العقوبات الاميركية، كما تقول ان جريصاتي يتخذ مواقف ويقوم بتصرفات "لا يوافق عليها باسيل بالكامل".. وتشير المصادر نفسها الى ان تعيين قسطنطين "من شأنه أن يخلق توازناً مع جريصاتي في نفوذ الأجنحة داخل القصر". كما تتحدث عن ان "العاملين في القصر باتوا على دراية تامة بحجم الخلاف بين باسيل وجريصاتي، وأن باسيل لا يستطيع مواجهته بالكامل".
في العموم، وخلافاً لكل المعلومات التي انتشرت، لم يتم تعيين أحد سوى قسطنطين في موقعه الجديد، ولم يتم تعيين أي شخص آخر أو فريق جديد. وبعد معلومات انتشرت عن أن القصر عين أيضاً مراسلة قناة "الجديد" راشيل كرم في الموقع، نفت كرم هذه المعلومات جملة وتفصيلاً.