المصدر: النهار
الجمعة 20 أيلول 2024 07:04:07
في الآونة الأخيرة، شهد لبنان سلسلة من التفجيرات استهدفت أجهزة الاتصال اللاسلكية وأجهزة "البيجر"، مما أثار حالة من القلق والخوف بين المواطنين. وسط هذه الاضطرابات، ظهرت شائعات عن أن أنظمة الطاقة الشمسية التي يعتمد عليها الكثير من اللبنانيين لتأمين الكهرباء في ظل الانقطاعات المتكررة، قد تكون عرضة للتفجير عبر هجمات إلكترونية أو سيبرانية. وقد تساءل الكثيرون: هل يمكن أن تتحول أنظمة الطاقة الشمسية فعلاً إلى "قنابل موقوتة" داخل بيوت اللبنانيين؟
حقيقة تفجيرات الأجهزة اللاسلكية
تشير التقارير الأولية إلى أن الأجهزة اللاسلكية التي انفجرت كانت مفخخة مسبقاً، وأن بطاريات الليثيوم الموجودة داخل الأجهزة لا علاقة لها بالتفجيرات. المهندس البيئي والصناعي المختص بأنظمة الطاقة المتجددة زياد أبي شاكر، قال في حديثه إلى صحيفة "النهار" إن التقارير العسكرية والاستخباراتية في الأوساط الأجنبية، أكدت أن بطارية الليثيوم لا تسبب الأضرار التي نجمت عن هذه الانفجارات، وأن الأجهزة تم تفخيخها وتفجيرها عن بعد. واعتبر أبي شاكر أن هذه الحوادث غير مسبوقة عالميًا من حيث الأسلوب والطريقة.
وأضاف أن الأخبار التي انتشرت بين اللبنانيين عن انفجار بطاريات الليثيوم في بعض أنظمة الطاقة الشمسية في لبنان هي أخبار كاذبة.
وكانت قد انتشرت شائعات عن أن بطاريات الليثيوم هي المسببة للانفجارات وأن البطاريات المستخدمة في أنظمة الطاقة الشمسية، بعضها انفجر، وبرزت دعوات إلى الابتعاد عن بطاريات الطاقة الشمسية خوفاً من انفجارها، مما أدى إلى حالة هلع لدى اللبنانيين الذين يعتمدون على هذه الأنظمة.
لكن المهندس الكهربائي مصطفى حيدر المتخصص في مجال الطاقة الشمسية، تحدث عن احتمال انفجار بطاريات الليثيوم، وأوضح أنه "بحسب تقارير الشركات المصنعة، فإن احتمال انفجارها هو صفر في المئة، لأن هذا النوع من البطاريات مصمم بنظام حماية ذاتي (Self-protection) ومن المستحيل تعرضها للانفجار". وتابع حيدر أن أسوأ ما يمكن أن يحدث للبطارية هو تعطلها أو انتفاخها في حال تعرضها لشحن زائد بشكل كبير، لا للانفجار، بسبب أنظمة الحماية المتقدمة.
نظام الحماية في أنظمة الطاقة الشمسية
أشار أبي شاكر إلى أن تعطل بطاريات الليثيوم قد يحدث إذا تعرضت البطارية لشحنات كهربائية تتجاوز قدرتها على التحمل بثلاث إلى أربع مرات تبعا لوزنها. وأوضح أن البطارية تأخذ الكهرباء من الألواح الشمسية عبر "الإنفرتر". ونادراً ما تعطي الألواح الشمسية طاقة أكبر من قدرة البطارية على التحمل. وأضاف أن هذه الحوادث من شبه المستحيل أن تحدث حتى في الظروف الجوية الصعبة. وأكد أن "الإنفرتر" هو الذي يتلقى الصدمات الكهربائية العالية في حال حدوثها ويتعطل، مما يحمي البطاريات من التلف.
تقنياً، قد تكون أنظمة الطاقة الشمسية عرضة للهجمات الإلكترونية إذا كانت متصلة بالإنترنت، بما في ذلك وحدات التحكم في الشحن والكونترول التي تدير تدفق الطاقة بين الألواح الشمسية والبطاريات. إذا تمكن المهاجمون من اختراق هذه الوحدات، فيمكنهم التلاعب بعملية الشحن أو التفريغ، مما قد يؤدي إلى خلل في النظام وتعطيل البطاريات. ومع ذلك، فإن معظم أنظمة الطاقة الشمسية في لبنان غير متصلة بشبكة الإنترنت، كما أكد أبي شاكر وحيدر.
أما إذا كان المستخدمون يعتمدون على أنظمة طاقة شمسية متصلة بالإنترنت، فإن الأفضل بحسب حيدر هو فصلها عن الشبكة سواء كانت متصلة عبر الكابل أو شبكة الواي فاي.
وشدد الخبراء على ضرورة عدم الانسياق وراء الشائعات والمبالغات التي تنتشر من دون تدقيق. ودعوا اللبنانيين إلى التحقق من صحة المعلومات قبل تداولها، لتجنب إثارة الفزع غير المبرر بين الناس. وأكدوا أن أنظمة الطاقة الشمسية، رغم التحديات النظرية، تبقى خياراً آمناً وضرورياً لتأمين الطاقة في ظل الأزمة المستمرة في قطاع الكهرباء.
إذا، أنظمة الطاقة الشمسية في لبنان ليست "قنابل موقوتة" كما يُشاع.