في ساعات ما بعد الظهر، اعلنت قيادة الجيش تسلُّم وحدة منه مركز قوسايا - زحلة التابع سابقًا للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، بالإضافة إلى الأنفاق العائدة له، ومصادرة كمية من الأسلحة والذخائر بالإضافة إلى أعتدة عسكرية، فيما  تعمل الوحدات المختصة على تفجير الألغام المزروعة في جوار المركز وتفكيك الذخائر الخطرة غير المنفجرة ومعالجتها.

وقبل قوسايا، آخر معاقل الجبهة الشعبية في جرد البقاع الاوسط المُشرف على سوريا ، تسلم الجيش ايضا مركزَي "السلطان يعقوب" و"حشمش" التابعَين لـ "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة"، و معسكر حلوة- راشيا التابع سابقاً لتنظيم "فتح الانتفاضة"، وموقع "جميلة عين البيضا" التابع للجبهة الشعبية ايضا  في بلدة كفرزبد.

عن مصير الموجودات والعناصر الفلسطينية الموالية للنظام السوري السابق، تؤكد مصادر عسكرية لـ"المركزية" ان مهام حفظ الامن وبسط سلطة الدولة على كامل اراضيها يقتضي انهاء الحالات الشاذة التي خيمت لعقود من الزمن، وها إن الظرف بات ملائما اليوم، مشيرة الى ان العتاد العسكري المضبوط يصادره الجيش ، فيما يتراوح مصير العناصر، واعدادهم لا تتعدى العشرين في المخيمات التي تصنّف كبرى كقوسايا مثلا ، في حين يقتصر على خمسة او عشرة في مواقع اخرى، يتوزع هؤلاء بين من غادر الى سوريا ومن انتقل الى مخيمات اخرى من بينها البداوي، فيما اوقف من في حقهم مذكرات توقيف لارتكابهم جرائم او جنايات.

وتكشف المصادر ان الوجهة التالية والاخيرة هي انفاق الناعمة متوقعة تسلمها خلال اقل من 48 ساعة، خصوصا ان المنطقة هناك ، تم تنظيفها من عناصر الجبهة واعادة جزء واسع من الاراضي لأصحابها العام الماضي في الناعمة والدامور ، في حين يبقى جزء آخر معظمه من المشاعات، سيتم اخلاؤه ومغادرة الانفاق كليا فور تسليمها للجيش.

ومع انفاق الناعمة، تختتم صفحة المراكز العسكرية للتنظيمات الفلسطينية خارج المخيمات التي كانت نصت عليها مقررات طاولة الحوار الاولى، منذ ما يناهز العشرين عاماً، على أمل تطبيق سائر المقررات من سلاح المخيمات "الشرعية" الى كل سلاح آخر اجنبي او لبناني، فيحصر بيد الجيش والاجهزة الامنية فقط لا غير، وتطبق مقررات كل طاولات الحوار " فلا تُغلى ولا يُشرب احد من اللبنانيين زومها".