أودري أزولاي تعلن عن ترميم "المسرح الكبير" في بيروت

تزور المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي لبنان في 3 و4 أيلول/سبتمبر، في محطة تؤكد من خلالها أن الثقافة والتعليم هما حاجة أساسية في بلد يعيش أزمة عميقة. وفي هذا الإطار، كشفت عن مشاريع جديدة لدعم التراث وإعادة تأهيل المدارس.

التعليم والثقافة أولويتان رغم الأزمات
تقول أزولاي: "صحيح أن التفكير بالمستقبل يبدو صعباً وسط الأزمات اليومية، لكن لا سلام من دون تعليم ولا مستقبل من دون ثقافة". وتذكّر بأن اليونسكو تأسست عام 1942 في خضم الحرب العالمية الثانية، لتكون منصة لإعادة البناء عبر الثقافة والعلم والتعليم وحرية الإعلام.
في لبنان، تؤكد أن جهود المنظمة أسفرت عن إعادة تأهيل أكثر من 280 مدرسة، ودعم آلاف الطلاب والمعلمين، وحماية متاحف وأعمال فنية، بينها متحف سرسق الذي أعيد افتتاحه في 2023.

مبادرة "لبيروت"
في أعقاب انفجار مرفأ بيروت عام 2020، أطلقت اليونسكو مبادرة "LiBeirut" لحشد 500 مليون دولار لإعادة إعمار التراث والمدارس ودعم الصناعات الإبداعية. وتوضح أزولاي أن المنظمة جمعت 45 مليون دولار بشكل مباشر، استفادت منها جمعيات ثقافية وفنية لبنانية تجاوز عددها الألف.

مشاريع جديدة: من مار مخايل إلى المسرح الكبير
خلال زيارتها، ستعلن أزولاي عن ترميم محطتين بارزتين في بيروت:
محطة القطار في مار مخايل بتمويل إيطالي.
المسرح الكبير في وسط بيروت بتمويل من الإمارات.
الهدف، بحسبها، هو إعادة هذه المعالم إلى الحياة وتحويلها إلى مراكز ثقافية واقتصادية تعزز المشهد الفني والسياحي.
كما ستعلن عن مشاريع لدعم الفنون البصرية والحرف اليدوية في صور وبعلبك، إضافة إلى تمويل بقيمة 5 ملايين دولار لمبادرات جديدة، بينها دعم الشابتين اللبنانيتين آيا ومايا، مؤسِّستَي مشروع "All Girls Code"، الفائز بجائزة اليونسكو العالمية لتعليم الفتيات.

حماية التعليم والذاكرة
تحذر أزولاي من تدهور النظام التعليمي اللبناني بسبب هجرة المعلمين والأزمة الاقتصادية، لكنها تؤكد أن "إصلاح المدارس وتوفير البنى التحتية الجيدة شرط لبناء المستقبل". وتشدد على أن دور المدرسة لا يقتصر على نقل المعرفة، بل يتعداه إلى ترسيخ ثقافة السلام والتعايش.

الثقافة كجسر جامع
ترى المديرة العامة لليونسكو أن الثقافة تبقى من أقوى أدوات التلاقي في بلد منقسم. وتلفت إلى أن بلداناً عدة – من اليابان إلى إيطاليا والإمارات – شكلت تحالفاً دولياً لدعم التراث اللبناني. كما تشير إلى برنامج "Beryt" الذي أطلق عام 2024 لدعم المشاريع الثقافية في الأحياء المتضررة من انفجار المرفأ، ومَوَّل أكثر من 130 مبادرة شبابية.

تحديات أمام اليونسكو
أزولاي، التي يقترب انتهاء ولايتها، تقرّ بأن المنظمة تواجه تحديات مالية وجيوسياسية، لكنها تؤكد أن دورها أساسي اليوم لمواجهة تغير المناخ، التطور التكنولوجي، والانقسامات العالمية.

وتختم بالقول: "من دون الثقافة والتراث والإبداع، يفقد لبنان روحه. ومن واجبنا جميعاً الحفاظ على هذه الروح حية".