المصدر: وكالات
الأربعاء 25 كانون الاول 2024 22:33:41
أكدت السلطات السورية الانتقالية، الأربعاء، أن مقطع الفيديو الذي يظهر هجوما على مقام علوي في حلب "قديم" وأن "مجموعات مجهولة" تقف وراء الحادثة، بعد اندلاع احتجاجات في مناطق تقطنها الأقلية العلوية.
وقالت وزارة الداخلية في بيان إن الفيديو الذي يظهر "حادثة اقتحام واعتداء" على المقام في حلب "قديم ويعود لفترة تحرير" المدينة الواقعة في شمال البلاد.
وأضافت أن الحادثة تقف وراءها "مجموعات مجهولة"، معتبرة أن "إعادة نشر" المقطع هدفها "إثارة الفتنة بين أبناء الشعب السوري في هذه المرحلة الحساسة".
وتظاهر عشرات الآلاف من الطائفة العلوية في مدن حمص واللاذقية وطرطوس والقرداحة في الساحل السوري، بعد انتشار الفيديو.
وقال المرصد "انتشر اليوم شريط مصور كالنار في الهشيم، يظهر اعتداء مسلحين على مقام أبو عبد الله الحسين الخصيبي في منطقة ميسلون بمدينة حلب، قبل أيام، ومقتل 5 من خدم المقام وتم التنكيل بِجثامينهم، وخربوا المقام واضرموا النيران داخله".
وحذّرت وزارة الداخلية من أن "إعادة نشر" المقطع هدفها "إثارة الفتنة بين أبناء الشعب السوري في هذه المرحلة الحساسة"، مشددة على أن "أجهزتنا تعمل ليل نهار على حفظ الأملاك والمواقع الدينية".
من جهته، قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن التاريخ الدقيق لتصوير الفيديو غير معروف.
وكان وزير الخارجية السوري المعين حديثا أسعد حسن الشيباني حذر إيران يوم الثلاثاء من بث الفوضى في بلاده بعد تصريحات صدرت من طهران.
وقال في منشور على منصة إكس "يجب على إيران احترام إرادة الشعب السوري وسيادة البلاد وسلامته، ونحذرهم من بث الفوضى في سوريا ونحملهم كذلك تداعيات التصريحات الأخيرة".
وكان الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي دعا في خطاب نقله التلفزيون يوم الأحد، الشبان السوريين إلى "الوقوف بكل قوة وإصرار لمواجهة من صمم هذا الانفلات الأمني ومن نفذه" في إشارة إلى إسقاط نظام الأسد.
وأضاف خامنئي "نتوقع أن تؤدي الأحداث في سوريا إلى ظهور مجموعة من الشرفاء الأقوياء لأن ليس لدى الشباب السوري ما يخسره، فمدارسهم وجامعاتهم وبيوتهم وشوارعهم غير آمنة".
من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن "من يعتقدون إنهم حققوا انتصارات في سوريا عليهم التمهل في الحكم. المستقبل مليء بالتطورات المثيرة."
وأنفقت إيران مليارات الدولارات لدعم الأسد خلال الحرب وأرسلت قوات من الحرس الثوري إلى سوريا لمساعدة حليفها على البقاء في السلطة.
وبعد سقوط الأسد، لا يزال توحيد البلاد التي مزقتها الحرب، إضافة إلى وجود فصائل ذات ولاءات متباينة والعديد من الأقليات الدينية، يشكل تحديا أمام هيئة تحرير الشام التي أسقطت حكم الأسد في 8 ديسمبر.
وتدرك الهيئة التي أعلنت فك ارتباطها بتنظيم القاعدة والنأي بنفسها عن الجماعات المتطرفة، أنها تخضع للتدقيق فيما يتعلق بطريقة تعاملها مع الأقليات مثل المسيحيين والأكراد والعلويين الذين ينتمي إليهم الرئيس المخلوع بشار الأسد.
ومع ذلك، تواجه الهيئة، المصنفة إرهابية في واشنطن، تحديا كبيرا يتمثل بوجود العديد من المقاتلين الأجانب الذين انضموا إلى صفوفها أو صفوف الفصائل المتشددة، ومعظمهم من آسيا الوسطى.
وانتهى حكم بشار الأسد فجر الثامن من ديسمبر مع دخول فصائل معارضة تقودها هيئة تحرير الشام بزعامة أحمد الشرع إلى دمشق.
وفر الرئيس السابق الذي حكم سوريا بقبضة حديدية لمدة 24 عاما، إلى روسيا إيذانا بنهاية أكثر من 50 عاما من حكم عائلة الأسد.