أيّ توجّه لـ"حزب الله" إذا بقي الإسرائيلي في الجنوب؟

هل من قدرة لـ"حزب الله" على التصرّف التلقائي وتوجيه طلقات حربية أو سياسية إذا بقي المكوث الإسرائيلي مفروضاً في جنوب لبنان بعد انتهاء المهلة المتفق عليها للانسحاب؟

بحسب "النهار"، لم يكشف "حزب الله" صراحةً للدولة اللبنانية الرسمية نيّته القيام بعمل عسكريّ في حال تأجيل الانسحاب الإسرائيليّ من جنوب لبنان، ولم يكن قد حصل تنسيقٌ مباشر في الأسابيع الماضية بين حكومة تصريف الأعمال و"حزب الله" حول الترتيبات الممكنة لتنفيذ الاتفاق. وإذ تذكّر النبرة التي يطلقها الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في خطاباته بفترات سابقة سبقت اتخاذ "محور الممانعة" قرار استعمال ترسانته الحربية من دون الأخذ بتوجّهات الدولة اللبنانية أو مشاورتها، لكن، هل سيطلق "حزب الله" من جديد العنان للصواريخ والقنابل إذا بقيت إسرائيل على ضرباتها ولم تنسحب بالكامل من جنوب لبنان قبل انتهاء المهلة المقرّرة رغم كلّ المتغيرات السياسية والخسائر التي لحقت به؟

في معطيات لـ"النهار" من مصدر مطلع ومتابع للمشاورات على مستوى "الثنائي الشيعي"، إنّ هناك نمطين مطروحين لدى "حزب الله" في حال عدم الانسحاب الإسرائيلي الكامل، يراوحان بين إفساح المجال أمام الضغط السياسيّ ثمّ اتخاذ القرار العسكريّ من دون الرجوع بالضرورة نحو نار الحرب التقليدية، لكن مع إمكان تنفيذ عمليات ضدّ الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية. وهناك نية لتوسيع دائرة مطاردة الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية على أن تشمل قوى إضافية يمكن أن تشارك في الضغط السياسي بادئ ذي بدء ثم العملياتيّ لاحقاً، إن لم يتبلور الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية وتأخّر الانسحاب مدة طويلة.

في غضون ذلك، هناك رهان للدولة اللبنانية على تنفيذ اتفاق وقف النار وسط التأكيد الدولي على ضرورة تطبيقه، حتى إن استغرق وقتاً إضافياً أكثر من هامش الفترة التي نصّ عليها، مع تعويل على الحراك الدولي في الصدد، على أن تستطيع الدولة اللبنانية فرض سيطرتها على كلّ منطقة جنوب الليطانيّ بعد انتهاء الانسحاب الإسرائيلي. وثمة تقليل على مستوى لبنانيّ متابع ديبلوماسياً من مدى قدرة "حزب الله" على استعادة زمام نار الحرب إن لم تنسحب إسرائيل سريعاً من كل القرى في الجنوب بعد كلّ الخسائر التي لحقت بمحور "الممانعة" وبخاصة في العتاد، ولأنّ الجيش اللبناني يستطيع توطيد حضوره في القرى، ما يجعل من تلويح "حزب الله" بالعمل الحربي محاولةً يبحث من خلالها عن تحقيق بعض الأهداف السياسية.

إسرائيلياً، هناك أجواء ترجّح بقاء إسرائيل في جنوب لبنان مدة اضافية، وخصوصاً أن الداخل الإسرائيلي يتابع بإمعان التطورات في لبنان وسوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد الذي كان حليفاً لإيران في المنطقة، مع اعتقاد أن "حزب الله" يبحث عن وضع شروط سياسية وأمنية في الداخل اللبناني.

وبحسب انطباعات في إسرائيل، إن "حزب الله" يبحث عن إعادة تنظيم فريقه السياسيّ والعسكري، ولا إغفال في إسرائيل للتطورات الحاصلة في لبنان بعد انتخاب جوزف عون رئيساً للجمهورية الذي أمامه تحدّيات وسط محاولة "حزب الله" الإبقاء على قوته داخل المنظومة السياسية.