المصدر: النهار
الكاتب: رضوان عقيل
الخميس 12 كانون الاول 2024 07:45:41
لا شيء يشغل اللبنانيين بعد الحدث السوري إلا الغوص في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في 9 كانون الثاني المقبل. وترقب كل مواقف الخارج وأبرزها ما يصدر عن فريق الحزب الجمهوري الذي يتحضر لتسلم البيت الأبيض الذي ستدير دوائره أكثر من ملف في المنطقة ويحتل لبنان جزءاً كبيراً منها.
يروي ديبلوماسي يعمل في بيروت أنه تلقى من سفارة بلاده التي تتابع بعناية ملف انتخابات الرئاسة اللبنانية، أنه على هامش افتتاح إعادة تأهيل كاتدرائية نوتردام في باريس فاتح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الأميركي دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة في لبنان فسارع الثاني إلى الرد: "ليراجع المعنيون مسعد" في إشارة منه إلى هذا الملفّ يتولاه مستشاره للشؤون العربية بولس مسعد الذي دخل اسمه بقوة في أجندات الكتل النيابية المعنية بهذا الاستحقاق.
وفي معلومات لـ"النهار" إن نحو 15 نائباً أكثرهم من غير المنضوين في كتل حزبية وكبرى سارعوا إلى طلب مواعيد منه والتقى بالفعل عدداً منهم في الدوحة وباريس على أن يستكمل جلساته هذه مع نواب آخرين من مسيحيين ومسلمين. وفي خلاصة من التقاهم حتى الآن عمل مسعد على توجيه مجموعة من الرسائل من دون قفازات ديبلوماسية.
وعاد النواب الذين التقوه بالآتي:
- حصلت اللقاءات مع مسعد بترتيب مع السفارة في عوكر أو الاتصال مباشرة بالرجل.
- تعمل واشنطن بالتعاون مع باريس وجهات أخرى على المساعدة لانتخاب رئيس مع ملاحظة أن مسعد يحرص على الاستماع إلى كل الآراء حيال الاستحقاق. وإن كانت مفاتيح اللعبة في أيدي أصحاب الكتل الكبرى فإنه يرى أن في إمكان النواب المستقلين أن تحدث أصواتهم الفرق بين مرشح وآخر.
- صارح من التقاهم من النواب بأنه لم يكن يهدف من قوله بانتظار الانتخاب إلى شهرين أو ثلاثة للتشويش على دعوة بري والموعد الذي حدّده. وينقل عن مسعد قوله: "إن كان في الإمكان أن يكون مجلس النواب على جهوزيته لانتخاب رئيس قبل هذا التاريخ فليكن وإن واشنطن لن تكون منزعجة في حال حصول هذا الأمر. وأنا لم استهدف في كلامي الرئيس بري والمساعي التي يقوم بها لإتمام استحقاق الانتخابات. ولا أسمح لنفسي بالمزايدة عليه. وما قصدته إذا كان البرلمان يقدر على إجراء الانتخابات والإتيان بالرئيس فأهلاً وسهلاً ولتتم هذه العملية اليوم قبل الغد. وعلى المجتمع اللبناني تحمّل مسؤولياته".
- لم يدخل مسعد في أسماء المرشحين ولو أنه لم يخف أن الإدارة الأميركية المقبلة تفضّل العماد جوزف عون ولا تضع فيتو على أسماء أخرى. ويقول إنه ربما من مصلحة بري و"حزب الله" الانتظار لنحو شهرين لإجراء الانتخابات ويكون قد أثبت قائد الجيش حقيقة المهمة الملقاة على عاتقه وجرى اختباره لتطبيق القرار 1701 ونقاط الورقة الأميركية.
- لم يخف أن واشنطن تفضّل انتخاب رئيس لا يكون في حضن "حزب الله" ولا في جناحي "الثنائي الشيعي" منعاً لتحكمهما به.
- على النواب وليس من باب التدخل في خياراتهم وممارسة اللعبة الديموقراطية، أن ينتخبوا "الرئيس المناسب".
- في لقاء سفراء "الخماسية" مع بري أمس كان هناك تأكيد من رئيس المجلس على أهمية ضرورة إتمام الاستحقاق الرئاسي في الجلسة المقبلة. وينقل عنه أنه إذا حصل توافق حقيقي بين الكتل "يمكن انتخابه في نصف ساعة".
وفي موضوع الأسماء يحلّ اسم قائد الجيش في أكثر اللقاءات في الداخل والخارج مع تأكيد سفير يعمل في بيروت أن ترامب لا يحبّذ الشخصيات العسكرية وتسليمها مناصب مع ملاحظة أن الإدارة العسكرية في واشنطن يهمّها أولاً تطبيق 1701 واستتباب الأمن على الحدود في الجنوب مع إسرائيل. وفي الاجتماع الأخير لسفراء "الخماسية" فيما كانت جلسة التمديد لعون منعقدة تبلغوا من سكرتيرة السفير الفرنسي بموعد الجلسة التي حددها بري برز تفاوت في درجات الترحيب بالموعد.
وتفيد المصادر أن الأميركيين يركزون أولاً على ترجمة 1701 ولا يمانعون أن يتزامن هذا الموضوع مع انتخاب الرئيس وهم لا يخفون ميولهم نحو عون حيث لا تخفي واشنطن الترحيب بانتخابه وتجاريها في الرأي باريس والرياض والقاهرة مع تمايز الدوحة التي تقول إنها لا تعترض على انتخابه أو غيره من المرشحين حيث تترك هذه المهمة للنواب أصحاب الشأن الأول في هذا الاستحقاق.