إبتعاد جنبلاط عن واشنطن بداية إعتزال وتوريث لتيمور؟!

حبر كثير سال في معرض التنقيب عن خلفيات الجفاء الحاد المُتفجر الى العلن بين الادارة الاميركية والزعيم الدرزي وليد جنبلاط ، منه ما ذهب الى حدّ الشخصي ودائرة اقرب المقربين الى المختارة ومنه ما حلل في السياسة، معتبرا ان ادارة الرئيس دونالد ترامب لا تستسيغ مواقفه الضبابية والمتضاربة في احيان كثيرة من ملفات تتخذ طابع الحساسية لدى البيت الابيض ، نزعت عنه صفة السياسي المميز لدى واشنطن. فهل انكسرت الجرة بين جنبلاط والادارة الاميركية وانفخت الدف الى غير رجعة؟

تعزو مصادر سياسية مطلعة انفجار الخلاف الى العلن الى جملة اعتبارات واسباب تبدأ من مواقف جنبلاط الضبابية من موضوع سلاح حزب الله والمقاومة، ولا تنتهي  بالحملة التي شنها على شيخ الموحدين الدروز في اسرائيل موفق طريف، لمحاولة ربطه دروز سوريا في الجولان وديرالزور بدروز اسرائيل. وتقول لـ"المركزية" ان الزعيم الاشتراكي جنح خارجياً في اتجاه فرنسا "الام الحنون" للبنان،لادراكه ان الادارة الاميركية غير راضية عن ادائه ومواقفه، بدليل ان نائبة المبعوث الاميركي الى المنطقة مورغان اورتاغوس حرصت في زيارتها الثانية الى لبنان على التوجه الى معراب، فانتقلت مباشرة من المطار للاجتماع مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع قبل ان تبدأ جولاتها على المسؤولين.ارادت اورتاغوس من خلال خطوتها بعث رسالة في اكثر من اتجاه، ومن بينها المختارة ،في اطار الثناء على تموضع جعجع وتقديرخياره السياسي مع الادارة "الترامبية". وهي في زيارتها الثانية إلى لبنان، لم تلتقِ جنبلاط، علماً أن المبعوث الرئاسي الاميركي إلى بيروت في عهد إدارة جو بايدن، آموس هوكشتاين، كان يلتقي بجنبلاط في معظم زياراته.  

وتشير المصادر الى ان جنبلاط حاول التواصل مع السعودية والسفارة الاميركية لاعادة ترتيب الوضع، فجاء الجواب سلبياً لوصفه اورتاغوس بالاميركية القبيحة، ردا على قول اورتاغوس لجنبلاط "المخدرات مضرة وليد"..والمعلوم ان "الأميركية القبيحة" هو عنوان فيلم اميركي يتناول قصر نظر سفير أميركي يسافر إلى دولة في جنوب شرق آسيا في مهمة لحفظ السلام، ويكتشف متأخرا خطأ قراءاته السياسية.

محاولة جنبلاط  الجنوح باتجاه فرنسا غربيا للتعويض عن ابتعاده عن واشنطن، تضيف المصادر، غير ناجحة ، خصوصا بعدما اكتشف ان باريس تعززعلاقاتها بواشنطن في اكثرمن ملف. فهل يشكل ابتعاد جنبلاط عن الغرب الخطوة الاولى في مسار اعتزال السياسة وترك الساحة الجنبلاطية لنجله رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي تيمور جنبلاط الذي ينتهج خيارا لا يتطابق وخيارات والده السياسية ، وهو اكد اخيرا ضرورة حصر حمل السلاح بالدولة اللبنانية في موقف متقدم من حزب الله، حتى انه يبدو قريبا في توجهه السياسي من القوى السيادية؟