إجتماع درزي إستثنائي اليوم: ممنوع الفتنة

فيما تعيش طائفة الموحدين الدروز مرحلة دقيقة جداً من تاريخها، على وقع أحداث جبل العرب، والندوب الكثيرة التي أحدثتها على أكثر مستوى. يُعقد اجتماع استثنائي في دار الطائفة، اليوم في بيروت، حيث سيجري البحث في آخر المستجدات واتخاذ الموقف المناسب، والذي يتوافق مع حساسية الأوضاع، والتشديد على أن الفتنة ممنوعة. وستكون هناك كلمات مهمة لكل من النائب السابق وليد جنبلاط وشيخ العقل سامي أبي المنى.

في هذه الأثناء، نشطت الاتصالات والمساعي لمنع انتقال تداعيات الاحداث السورية الى لبنان، حيث أجرى رئيس مجلس الوزراء نواف سلام اتصالا بوليد جنبلاط، شدّدا فيه على "صيانة وحدة سوريا وتفاهم جميع أبنائها تحت مظلة الدولة السورية بالاضافة إلى أهمية التحلّي بالتعقل والحكمة في لبنان وتفادي ردود الأفعال التي من الممكن ان تخلق توترات داخلية بين ابناء الوطن الواحد". وقد أثنى رئيس الحكومة على "الجهود التي قام بها جنبلاط وسائر الفاعليات في مختلف المناطق لتفادي اي إشكالات داخلية تهدد استقرار وطننا ومسار استعادته لسلطة الدولة التي تبقى المرجعية لجميع اللبنانيين".

بدوره، قال أبي المنى: "نحن لا نقبل بأن تتفلت الساحة في لبنان وأن تنتقل الفتنة إليه والشخصيات الدرزية والسنية اللبنانية ترفض ذلك وإن حصلت بعض الاعتداءات نطلب من الأجهزة الأمنية توقيف المعتدين"، مؤكدًا "أننا على تواصل دائم مع المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان لمعالجة الأمور". وشدد أبي المنى على أننا نرفض التدخل الإسرائيلي ولكن على الدولة السورية أن تتحمّل مسؤولياتها، مشيرًا إلى أنه اتصل بالسفير السعودي وطلب منه رعاية عربية لاتفاق التهدئة في السويداء. ولفت أبي المنى إلى أن في سوريا متطرفين بثياب الدولة السورية ولكن على الدولة أن تتصدى لذلك وأن تتحمّل مسؤوليتها.

ومن اليرزة، حيا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط "الجيش قيادة، ضباطا وأفرادا على التضحيات التي يبذلونها في سبيل المحافظة على الأمن"، مجددا استنكاره "أي تطاول على عناصر الجيش خلال تأديتها مهامها في حفظ الأمن".

وأكد جنبلاط استعداد "التقدمي ومسؤوليه المحليين لمواكبة الجيش في مهامه لتثبيت الأمن والاستقرار في المناطق التي ينتشر فيها".

تطورات السويداء

في جبل العرب، تجددت الاشتباكات ليلا بعد هجوم شنه مسلحون من العشائر البدو، في أول انتهاك لإتفاق وقف لإطلاق النار الذي توصل اليه مشايخ وأعيان السويداء مع الحكومة السورية، والذي قضى بانسحاب قوات الحكومة من المحافظة إفساحا بالمجال أمام تولّي فصائل محلية ضبط الأمن في المدينة.

ومنذ صباح أمس بدأت مدينة السويداء الثكلى والقرى المجاورة تلملم جراحها، وتنفض عن نفسها غبار الحرب البشعة التي كشفت حجم الانتهاكات التي أصابت عاصمة جبل العرب.

وفيما تعيش قرى الجبل نكبة إنسانية لم تشهدها من قبل حيث لا كهرباء ولا ماء ولا انترنت. إنكشف أيضا حجم المؤامرة الإسرائيلية الخطيرة التي حلت على سوريا من بوابة السويداء والتي سبق للرئيس وليد جنبلاط أن حذر منها.

وفي هذا السياق، أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنه من أعطى الأمر بقصف هيئة الأركان السورية، وقال: "أننا نحقّق السلام بالقوّة على 7 جبهات".

وأعلن "اننا نرفض بأي حال إرسال دمشق قوّات إلى المنطقة الجنوبية".

تصريح نتنياهو، يشكل وفق مصادر مطلعة إنقلابا على الاتفاق الذي توصل اليه الطرفين السوري والإسرائيلي في العاصمة الأذربيجانية باكو قبل أيام، والذي تضمن البحث في تفاصيل تعديل اتفاقية الهدنة الموقعة بين البلدين عام 1974، ورأت المصادر ان التصرف الإسرائيلي العدواني، يهدد مصير المفاوضات التي ترعاها الولايات المتحدة الأميركية. والتي لعبت دورا مهما في إحتواء التصعيد على ما قالته المتحدثة باسم البيت الابيض كارولاين ليفيت: "ما أن تدخلت الولايات المتحدة في النزاع حتى تمكنا من احتواء التصعيد"، موضحة أن السلطات السورية وافقت "على سحب قواتها من المناطق التي كانت المواجهات تحصل فيها"، وأن واشنطن تواصل "مراقبة الوضع في شكل مكثف".

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن تندد بالعنف في سوريا، داعية جميع الأطراف إلى التراجع والانخراط في حوار هادف يُفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار.

كما أصدر وزراء خارجية كل من دولة الإمارات، والأردن، والبحرين، وتركيا، والسعودية، والعراق، وعمان، وقطر، والكويت، ولبنان، ومصر، بيانا مشتركا أكد على دعم استقرار سوريا ووحدتها وسيادتها ورفض كل التدخلات الخارجية في شؤونها.

الترحيب بالاتفاق الذي أُنجز لإنهاء الأزمة في محافظة السويداء، والتأكيد على ضرورة تنفيذه حماية لسوريا ووحدتها ولمواطنيها، وبما يحقن الدم السوري ويضمن حماية المدنيين، وسيادة الدولة والقانون.

الترحيب بالتزام الرئيس السوري أحمد الشرع بمحاسبة كل المسؤولين عن التجاوزات بحق المواطنين السوريين في محافظة السويداء، ودعم كل جهود بسط الأمن وسيادة الدولة والقانون في محافظة السويداء وفي جميع الأرض السورية ونبذ العنف والطائفية ومحاولات بث الفتنة والتحريض والكراهية.