إحتفال في بيروت بعد وصول جثمان البطريرك أغاجانيان.. ميناسيان: هذه هي الصورة التي اردنا ايصالها

وصل جثمان بطريرك الأرمن الكاثوليك الكاردينال البطريرك كريكور بيدروس الخامس عشر أغاجانيان إلى مطار بيروت الدولي.
وأقيم له استقبال رسمي في "الصالون الرئاسي"، في حضور النائب جان طالوزيان وقائد جهاز أمن المطار العميد فادي الكفوري وقائد سرية قوى الأمن الداخلي في المطار العميد عزت الخطيب وحشد من المطارنة.
وقد زينت  قاعة الصالون الرئاسي بالورود وصور البطريرك. 
وقال بطريرك الأرمن الكاثوليك روفائيل بيدروس ال 21 ميناسيان من ساحة الشهداء في بيروت خلال وصول الجثمان: "أشكر وطن المحبة والعطاء وينبوع القديسين ووطن التعايش المشترك، وأشكر شعب وطني لبنان وعلى رأسه من يسعى لسلامته وأمنه وازدهاره في الدولة".
 
اضاف: "اتينا بالبطريرك أغاجانيان لهدف سام، لنظهر للعالم تماسكنا مع جميع الطوائف، هذه هي الصورة التي اردنا ايصالها. وجودنا اليوم، هنا من جميع الطوائف هو برهان للسلام الذي نعمل لاجله وللمصالحة السياسية، ونطلب من البطريرك أغاجانيان ان يمن علينا السلام العادل كما وعدنا".
 
وختم: "ها قد اتيت الينا لتشاركنا اوجاعنا وتساندنا في هذه المرحلة وتقوي ارادتنا. ونحن نأخذ المبادرة للمصالحة الوطنية والسياسية ليعود وطننا بهيئته الدستورية وليكون له رئيسا".
وبدوره، القى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي كلمة قال فيها:  "تجمعت في شخصه هويات عديدة، فبات على مثال لبنان، كثيرا في واحد. هو الأرمني الجورجي اللبناني، والحبر المشرقي الروماني المسيحي المنفتح على الآخر بمحبة وإيمان، المحافظ من سدة كهنوت كنيسته الجامعة، على ثبات انتمائه الوطني إلى لبنان، الأرض التي تفيض ايمانا كلما تراكمت عليها المصاعب.
 
الكاردينال البطريرك كريكور أغاجانيان، لن أتحدث اليوم لا عن حياته، ولا عن كهنوته، ولا حتى عن دوره الوطني في لبنان، في زمن الازدهار والتطور، كما في زمن الانقسامات والثورات الداخلية. فإن مآثره تتحدث عنه بأبلغ الكلمات".
اضاف:"ما أريد اليوم الحديث فيه، هو عن لبنان الرسالة ،خصوصا وأن البطريرك الكاردينال أغاجانيان الذي نستقبل جثمانه بيننا، نموذج بهي عن هذه الرسالة.وأول ما يجب قوله أن الشعب اللبناني الذي يعيش غنى التنوع في كل ميادين الحياة، مدعو لأن يعيش في الوقت نفسه غنى الاتحاد والتلاقي بين مكوناته وفئاته. هذه هي رسالته ودوره في الداخل والمشرق والعالم: أن يعطي المثال للإنسانية كلها على أن الاختلاف والتنوع لا يعنيان التخاصم والحروب وإلغاء الآخر. بل هما السبيل الأفضل للتعارف المؤدي إلى بناء الحياة".
وتابع: "الكاردينال البطريرك أغاجانيان عاش هذه التجربة الفريدة في داخل كيانه،كما في المواقع التي تبوأها على الصعيدين الكنسي والوطني، فكان خير تعبير عن نعمة التلاقي، القيمة الإنسانية النبيلة التي ينبغي لجميع اللبنانيين أن يجسدوها في عيشهم معا.

لكن نعمة التلاقي لا تتحقق إلا بالحوار الذي ليس فقط حوار الأفكار والمعتقدات والتوجهات،بل هو أولا وقبل كل شيء،حوار الحياة اليومية التي بها يتأمن للجميع فعل المشاركة في صنع المصير الوطني الواحد. هذا الحوار هو مسؤولية المجتمع بقواه الحية طبعا ومسؤولية الدولة أيضا، لأنها الحضن الطبيعي الذي تأوي إليه جميع الأطياف، فينبغي لها بمؤسساتها الدستورية أن ترعى جنبا إلى جنب حوار الفكر وحوار الحياة، بعيدا عن كل ذرائع التعطيل والمقاطعة.الدولة وجدت لتعمل وتنتج وتبني، لا لكي تتجمد وتتوقف".
من جانبه، القى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي كلمة قال فيها: “البطريرك كريكور بيدروس الخامس عشر سيكون طوباويًّا وقديساً عظيماً لهذا الجيل ونحن نهنّئ به كلّ الكنائس ولبنان بأسره”.