المصدر: النهار
الكاتب: عباس صباغ
الخميس 13 شباط 2025 07:10:13
يبدو جلياً أن الجيش الإسرائيلي يماطل في تنفيذ اتفاق وقف النار، سواء لجهة تمديد فترة احتلاله لبلدات لبنانية، أو للإفصاح ربما مباشرة عن بناء مواقع عسكرية في الأراضي اللبنانية لضمان "أمن مستوطنات الشمال". فما هي تلك النقاط؟ وما أهميتها الإستراتيجية؟
تحاول تل أبيب ابتزاز لبنان على نحو غير مسبوق، ولو أن "حزب الله" ترك الميدان إفساحاً أمام الدولة لمواجهة الاعتداءات ومنع الخروق، بعدما باشر الجيش اللبناني الانتشار في مناطق كان أخلاها خلال الحرب، ولكن لم تعر تل أبيب ذلك وزناً، وذكّرت الجيش بضرورة تفكيك البنى التحتية للحزب في مناطق عدة، علماً أن الجيش يواصل تفكيكها ويصادر المزيد من الأسلحة، ويعرض بعضها من خلال بياناته أو عبر زيارة موفدين غربيين للمخازن التي صادرها. وكانت المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس آخر من زار تلك المخازن والتقطت صوراً مع صواريخ "كاتيوشا" من عيار 107 ملم صادرها الجيش من "حزب الله".
وعلى الرغم من كل ما يقوم به لبنان، سواء من خلال استكمال الجيش مهماته جنوباً أو بالتزام وقف النار وعدم الرد على أكثر من 1500 خرق إسرائيلي منذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر، أي تاريخ انتهاء مهلة الـ60 يوماً وضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل، فإن تل أبيب توغل في اعتداءاتها وتنوي البقاء في أكثر من 5 نقاط عسكرية ضمن الأراضي اللبنانية.
كان من المفترض أن تبحث لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف النار في الترتيبات الأمنية التي سينفذها الجيش اللبناني بعد الانسحاب الإسرائيلي الكامل من البلدات اللبنانية، وخصوصاً في القطاعين الشرقي والأوسط، ولكن يبدو أن موعد 18 شباط/فبراير ليس نهائياً لإتمام الانسحاب بحسب ما يتردد عن طلب للتمديد الإضافي حتى آخر الشهر الجاري، ولكن لم يعلن أي مسؤول رسمي لبناني تبلغه مثل ذلك الطلب.
إلى ذلك، بات طلب إسرائيل البقاء في 5 نقاط ضمن الأراضي اللبنانية أقرب إلى الحقيقة، مع تكرار التلميحات الغربية إلى ذلك.
أما تلك النقاط، بحسب مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات العميد الركن المتقاعد هشام جابر، فتقع في غالبيتها في القطاع الشرقي، إضافة إلى موقعين في القطاع الغربي. ويوضح لـ"النهار" أن "الانتظار سيد موقف إلى حين انتهاء المهلة يوم الثلثاء المقبل لحسم ما إذا كان الإسرائيلي سينسحب من الأراضي اللبنانية أم لا". وإذ يستبعد جابر أن "توقف إسرائيل خروقها، كما أنها لن تنسحب في شكل كامل، وقد تنسحب من القرى التي دمرتها"، يذكّر بأن "هناك خمس نقاط استراتيجية قد لا تنسحب منها، لا سيما تلّة العويضة في القطاع الشرقي، غرب الخيام وجنوب مرجعيون، وتشرف على القطاع الشرقي وفلسطين المحتلة، وتلة الحمامص المشرفة على الجليل، وتلة العزية". ويشير إلى أن الجيش اللبناني كان يتمركز في النقطتين.
أما النقاط الأخرى فتقع بين مركبا وحولا وصولاً إلى عيتا الشعب. ويخشى جابر "أن يقطع بقاء الاحتلال في العويضة طريق مرجعيون في اتجاه بلدات في القطاع الشرقي مثل الطيبة وعديسة".
وفي القطاع الغربي، ينوي الجيش الإسرائيلي البقاء في تلة اللبونة المشرفة على الناقورة والساحل اللبناني، ويلفت جابر إلى صعوبة ذلك بسبب انتشار الجيش اللبناني سابقاً في تلك المنطقة، مشيرا إلى أن "النقطة الخامسة هي جبل بلاط المطلة على مستوطنات الجليل ومنها شلومي، وفي الوقت عينه تطل على معظم بلدات القطاعين الغربي والأوسط".
ويوضح أن الجيش الإسرائيلي كان يخطط للبقاء في مارون الراس وكذلك في منطقة صف الهوا الواقعة على مثلث بنت جبيل وعيناثا وعين إبل.