المصدر: نداء الوطن
الجمعة 27 تشرين الأول 2023 08:18:02
مع بدء «العدّ التنازلي» لشنّ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية داخل قطاع غزة، خصوصاً بعد تنفيذه ليل الأربعاء - الخميس عملية توغل «محدّدة الأهداف» في شمال القطاع استخدم فيها رتلاً من الدبابات وقوّة من المشاة وضرب خلالها «خلايا» و»بنى تحتية» و»منصّات إطلاق صواريخ مضادة للدبابات» قبل أن ينسحب، وذلك «في إطار التحضيرات للمراحل المقبلة من القتال»، وتالياً تمهيداً لعملية أوسع نطاقاً في المستقبل القريب، في وقت كشف فيه الجيش الإسرائيلي أيضاً أن خبراء عسكريين أميركيين لهم تجربة في حرب المدن في العراق وصلوا إلى الدولة العبرية لنقل خبراتهم إليها.
في الموازاة، أعلن الجيش الإسرائيلي تصفية 4 قياديين في حركة «حماس» خلال غارات جوية على قطاع غزة. وأوضح المتحدّث باسم الجيش أفيخاي أدرعي أن 3 قادة في كتيبة «الدرج والتفاح» التابعة لـ»حماس»، لقوا حتفهم في غارة جوية، مشيراً إلى أنهم «قائد الكتيبة رأفت عباس، ونائبه إبراهيم جذبة، وقائد المساعدات الحربية والإدارية طارق معروف». وكان أدرعي قد تحدّث سابقاً عن اغتيال «نائب قائد مديرية المخابرات» في «حماس» شادي بارود، في حين استهدفت «كتائب القسام» بلدات ومدناً إسرائيلية، بينها تل أبيب، برشقات صاروخية عدّة.
وبينما أصدرت وزارة الصحة التابعة لـ»حماس» في غزة وثيقة من 212 صفحة تضمّ أسماء وأرقام بطاقات هوية أكثر من 7 آلاف فلسطيني لقوا حتفهم في القصف الإسرائيلي، اعتبر البيت الأبيض في بيان أن أعداد الضحايا المدنيين في غزة ليست قريبة من الأرقام التي تخرج من هناك، مشيراً إلى أنّه على الرغم من أن هناك ضحايا مدنيين في غزة، لكن ينبغي عدم الاعتماد على أرقام «حماس»، في وقت اتفق فيه قادة الاتحاد الأوروبي خلال قمّتهم في بروكسل على الدعوة إلى «وصول المساعدات الإنسانية بشكل متواصل وسريع وآمن وبلا عوائق، إلى كلّ من يحتاجون إليها عبر كلّ الوسائل الضرورية، بما فيها الممرّات الإنسانية والهدنات للحاجات الإنسانية».
توازياً، ذكرت «حماس» أن رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية بحث هاتفيّاً مع رئيس المخابرات المصرية عباس كامل، آخر التطوّرات في القطاع، مشيرةً إلى أن هنية بحث مع كامل أيضاً «الجهود التي تبذلها مصر لضمان وقف إطلاق النار في غزة وإدخال الاحتياجات العاجلة للشعب الفلسطيني». وبعدما أشارت وزارة الخارجية الروسية إلى «وجود ممثلين» لـ»حماس» في موسكو، فضلاً عن نائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري، دعت الدولة العبرية روسيا إلى طرد الوفد الحمساوي فوراً، معتبرةً أن دعوتهم «خطوة فاحشة تُعطي دعماً للإرهاب».
وكشف مصدر ديبلوماسي روسي لوكالات أنباء محلّية أن اللقاء مع وفد «حماس» برئاسة موسى أبو مرزوق، تمحور حول الرهائن الذين احتجزتهم الحركة، وبينهم أجانب، بينما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن حكومة بنيامين نتنياهو أبلغت الوسطاء بأنّها مستعدّة لدفع ثمن مقابل استعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين.
أمميّاً، توقّع ديبلوماسيون أن تصوّت الجمعية العمومية للأمم المتحدة اليوم على مشروع قرار قدّمته المجموعة العربية للمطالبة بـ»وقف فوري لإطلاق النار» في غزة، وإيصال المساعدات الإنسانية من دون عوائق إلى أكثر من مليونَين من المدنيين الفلسطينيين المُحاصرين في القطاع، في وقت باشرت فيه الدول العشر غير الدائمة العضوية في مجلس الأمن العمل على إعداد مشروع قرار «وسطي» للتعامل مع الحرب بعدما أخفق المجلس في اتخاذ قرار لغاية اللحظة بسبب الخلافات المستحكمة بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى.
وفي الضفة الغربية، شنّت القوات الإسرائيلية ليل الأربعاء - الخميس حملة اعتقالات واسعة طالت 94 فلسطينيّاً، بينهم 7 سيدات. وشملت الحملة حي الشيخ جراح في القدس وبلدة بدو في المدينة، كما شملت أحياء في رام الله وبيت لحم وجنين ونابلس والخليل وسلفيت. وارتفع بذلك عدد المعتقلين في الضفة منذ بداية الحرب إلى أكثر من 1460 معتقلاً، وفق هيئة الأسرى ونادي الأسير.
وبينما تنهمر «الرسائل» الصاروخية والمسيّرة على القواعد الأميركية في المنطقة، كشف البنتاغون أن القوات الأميركية تعرّضت لهجمات من قِبل «أذرع إيران» 12 مرّة على الأقلّ في العراق و4 مرّات في سوريا الأسبوع الماضي، مشيراً إلى نشره 900 جندي في الشرق الأوسط، بينهم متخصّصون في أنظمة الدفاع الجوي. ولفت إلى أنه يُخطّط لتقديم 2 من أنظمة الدفاع الجوي الأميركية إلى إسرائيل لتعزيز قدراتها وحماية مواطنيها. بالتوازي، أكد البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن أوصل «رسالة مباشرة» إلى المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، للتحذير من استهداف الجنود الأميركيين في المنطقة.